مقالات

الراعي يكتب.. أيام ثقيلة !

التاج الإخباري – بقلم أشرف الراعي
مرت الأيام الماضية ثقيلة على الأردنيين. مرت حارقة كشمس بلا ظل.. مرت صعبة كليل حالك لم ينته.
ابتداءً من قضية مقتل الطالبة الجامعية برصاص مجرم اغتال برائتها وإنسانيتها وحبها للحياة إلى التخبط الكبير الذي شهدته منصات التواصل الاجتماعي ومواقع التواصل الاجتماعي. ثم إلى ما اشتعل من حرائق في كل من كل من إحدى الشركات الخاصة بمنطقة صويلح والحريق الذي اندلع في جمرك عمان.. إلى الحريق الأكبر في قلوب الأردنيين بفقادانهم 13 أردنياً في تسمم بغاز الكلورين في مدينة العقبة التي باتت لياليها حزينة رغم جمالها وحبها للحياة.
مرت ثقيلة، وصعبة، وقد عاشت وسائل الإعلام التقليدية والرقمية أيضاً حالة "غير مفهومة" في التعامل مع هذه القضايا؛ فمنها من تناول الخبر الرسمي، وحسب ومنها من تخبط في تناقل الإشاعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، حتى بات الخبر المتناقل له رواية ورويتان وثلاث وربما أكثر.. من دون أدنى شعور بأهالي الضحايا، وبما حل بهم من كوارث نفسية واجتماعية.
نحن اليوم وقبل أي يوم مضى بحاجة إلى التعافي.. بحاجة إلى لجم كباح الغضب والعنف المجتمعي، وبحاجة إلى تهذيب أنفسنا وتهذيب مواقع التواصل الاجتماعي التي نعيش معها، وتعيش معنا كل لحظة وتنقل الحدث خلال وقوعه، وهو أمر لا يتأتى فقط بتطبيق قانون الجرائم الإلكترونية أو قانون العقوبات أو مدونات السلوك أو غيرها.
هو سلوك جمعي، يجب التعامل معه وفقاً لأخلاقيات مجتمعنا الذي يمتاز بالتآخي، والمحبة، والترابط، والتكافل الاجتماعي. سلوك جمعي يجب تكريسه مُجدداً عبر فتح قنوات الحوار. وخلق فرص العمل التي تمكن الشباب من الانخراط في مهن تفيدهم وتفيد أسرهم وتبني مستقبلهم؛ فالطاقة الشبابية الأردنية "مذهلة"، ولكن معظمها مهدور في الشوارع وتجمعات الشباب التي لا تعرف الإنتاج.
منظومة اجتماعية متكاملة نحن بحاجة لها اليوم تتطلب دعوات بالتفكير للخروج من أزمات أضعفت المجتمع وأبطأت من مسيرته خلال السنوات الماضية. مسيرة لا نريدها أن تتوقف. مسيرة نحو مجتمع أكثر محبة وترابطاً. تبنى من خلال استراتيجيات بناءة تكرس العمل واقعاً في المجتمع. تبنى من خلال أخلاقيات تعاد ترجمتها بمحبة بيننا. أهمها إفشاء السلام وتبني الإيجابيات وانتقاد السلبيات وعدم الانجرار وراء الشائعات والإخلاص في العمل، حتى تكون هذه السمات هي سمات تتميز بها الشخصية الأردنية من أجل مجتمع مستقر استقراراً اجتماعياً ومالياً يحيى حياة كريمة. 
وهذا كله مسؤولية الحكومة إلى جانب المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى