مقالات

كاتب مصري: صفة الهاشمي أصل الحكم في الأردن والأردني متمسك بقيادته

التاج الإخباري – الكاتب سليمان جودة

إذا استمعت أنت إلى مسؤول أردني يتحدث فى لقاء عام، فسوف تلاحظ أنه يبدأ حديثه بالصلاة على النبى الأمي الهاشمي.. ولن يفوتك أن تلاحظ أن هذه الصفة الأخيرة للرسول، عليه الصلاة والسلام، هى أصل الحكم فى المملكة الأردنية الهاشمية.

وكان الملك حسين، يرحمه الله، هو الحفيد رقم ٤٠ للرسول الهاشمى الكريم، ومن بعده جاء الملك عبدالله الثانى ليكون الحفيد الحادى والأربعين!.

وفى افتتاح مهرجان جرش للثقافة والفنون، قبل أيام، كانت هناك إشارات إلى هذه الفكرة بما يرسخها فى أذهان الجيل الجديد.. فكرة الهاشمية كأساس.. فسمعنا عن أن إطلاق أعمال المهرجان لابد أن يليق بمئوية الأردن وهاشميته، وأن الأردنى متمسك بقيادته الهاشمية!.

ومن المعروف أن تأسيس إمارة شرق الأردن كان فى ١١ إبريل ١٩٢١، وقد كانت هى نواة الأردن الذى نعرفه، بما يعنى أن هذه السنة هى سنة المئوية بامتياز، وهى سنة تجديد العهد إلى مائة أخرى قادمة.. وربما لم تكن مصادفة أن تتكشف أوراق المؤامرة السياسية على الأسرة الهاشمية فى إبريل من هذا العام بالذات، وحين جرى وأدها فى مهدها، فإن ما تبين من أبعادها حتى اللحظة يقول إن استهداف الأسرة لم يكن استهدافًا لها فى حد ذاتها، ولكنه كان بسبب موقف الملك عبدالله من القدس ومن المقدسات فيها، وهو موقف ليس جديدًا لأنه قائم منذ تأسست الإمارة ومن بعدها الدولة، ولكنه، فيما يبدو، ليس محل رضا فى تل أبيب، ولا فى واشنطن أيام دونالد ترامب على وجه الخصوص!.

إن الخطاب السياسى الأردنى يركز دائمًا على أن عمان ستستمر فى العمل على الحفاظ على الوضع القائم فى مدينة القدس، وأن المدينة بمقدساتها من الضرورى أن تكون رمزًا للوحدة لا للفُرقة.. وهذا فى الحقيقة هو لسان حال كل سياسة معتدلة فى المنطقة!.

وليس سرًا أن الأردن يمارس وصاية على القدس وعلى مقدساتها بمبايعة من الفلسطينيين أنفسهم باعتبارهم أصحاب القضية.. وقد جرت المبايعة للشريف حسين منذ وقت مبكر، وكانت على مرتين إحداهما شعبية فى ١٩١٧، والثانية كانت رسمية فى ١٩٢٤!.

وعندما تتكشف كل الأوراق فى ملف المؤامرة الشهيرة، فسوف يتضح أن الهدف البعيد وراءها كان هو الرغبة فى تصفية قضية القدس على وجه التحديد، وسوف يتضح أن موقف الأردن الصلب بدا عقبةً تقف فى الطريق إلى هذا الهدف!.. وليست القدس قضية فلسطينية وفقط، ولكنها قضية عربية إسلامية جامعة، وهذا ما لاتزال إسرائيل فى حاجة إلى أن تستوعبه وتراه!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى