تعليم

موقف جامعة العلوم التطبيقية مع فلسطين تاريخي.. لا يمكن تشويهه أو المزاودة عليه

التاج الإخباري – خاص

لطالما أثبتت جامعة العلوم التطبيقية أنها تتنفس من رئة هذا البلد وتحمل على عاتقها أي طارئ يستجد على أرضها، وهرعت مؤخرا لتلبية نداء الواجب بوقوفها ودعمها للأهل في قطاع غزة بعد العدوان الغاشم عليه وتقديم المساعدات النقدية التي تخطت نحو 100 ألف دينار، من إدارة الجامعة وموظفيها وطلابها، لدعم صمود أهلنا وإخواننا في غزة، وقامت الجامعة بإلغاء كافة مظاهر الاحتفالات منذ بداية الأحداث، واقتصرت على الفعاليات التي تدعم قضية غزة والفعاليات العلمية التي لا تتعارض معها، والقيام بوقفة تضامنية وأداء صلاة الغائب عن أرواح الشهداء والقيام بحملة تبرع بالدم بالتعاون مع مستشفى ابن الهيثم.

وواجب علينا كإعلام أن نستذكر أنه قبل الحرب بفترة أطلقت عمادة شؤون التطبيقية بالتعاون مع طلبتها حملة تبرعات للوقوف مع الأهل في القدس وتم جمع ما قيمته 35 ألف دينار لدعم أهلنا هناك.

ولا بد من الذكر أن الجامعة اتخذت قرارًا بمقاطعة كافة المنتجات لجميع الشركات الداعمة للاحتلال واستبدلتها بالمنتجات الوطنية، وقامت الجامعة بحملة توعوية كبيرة لطلابها عن فوائد المقاطعة وتعميمها لما لها من أثر كبير في نصرة القضية الفلسطينية والدعم للأهل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

دعم الأهل في فلسطين ثوابت راسخة من مبادئ الجامعة لا تحيد عنها بدعم الطلاب الفلسطينيين غير القادرين على استكمال دراستهم ومساعدتهم عبر مسيرة الجامعة من قبل الحاج عبدالله أبو خديجة رحمه الله تعالى رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة للجامعة وقام بتسديد مبلغ قيمته ربع مليون دينار أردني من جيبه الخاص لسداد أقساط الطلاب الفلسطينيين عند اندلاع الانتفاضة وكان قوله الشهير آنذاك “أن هذا هو واجبنا ولا نمن به على أهلنا الذين تقطعت بهم السبل”، وكان حريصًا على عدم نشر المعلومة من أجل اكتمال الأجر عند الله.

ويشهد الجميع بلا استثناء أن الجامعة على مدار سنوات طويلة سواء بتنظيم من مجالس طلبتها أو عبر عمادة شؤون طلبتها أقامت مئات النشاطات والمسيرات والوقفات التضامنية الداعمة لفلسطين وقدسها وأسراها وشهدائها ومقاومتها، ودائمًا ما كانت النشاطات مليئة بصور الشهداء وأبطال المقاومة ولم تعترض الجامعة يومًا على ذلك.

ومن الجدير ذكره إن تعامل الجامعة مع أي طلبة بخروجهم عن قانون الآداب والأعراف في مؤسسات التعليم، لهو دليل راسخ بثبات مبادئ الجامعة بما يوعز الارتياح والاطمئنان لدى الطلبة وأهاليهم بأنهم بأيد أمينة على أخلاقهم وقيمهم، وردع أي مسيء قد يشوه صورة الجامعة أو المحاولة بالمساس منها وتجاوز أعراف الأدب والاحترام لهيئتها ومعاقبة أي مخالفة أو تعالي على القانون في ظل المحافظة على النخبة من طلبتها المنبثقة مع رؤى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.

نستهجن بعد كل ذلك وقوف بعض المغرضين الذين يصطادون بالماء العكر ،موقف الإنكار لفضل وإقدام الجامعة على تقديم كافة السبل للمساعدات للأهل في فلسطين، والعمل على تشويه أي إنجاز للجامعة وفبركة المشهد لمصالح اهوائهم والقاء التهم المضللة، بفصل الجامعة لطالبين؛ بسبب منشور تضامني مع غزة ومقاومتها، ويعلم الجميع أن الجامعة على الدوام تدعم التوجهات الملكية في حرية الانتماء الفكري والحزبي ولا تحاسب أي من طلبتها أو كوادرها على الحق الذي كفله لهم القانون والدستور.

والدلالة على فبركتهم واتهامهم زوراً، أنه إن كان السبب ذلك لماذا لم يكن المفصولون بعدد يتجاوز المئات من الطلبة الذين تداولوا المنشور، ولماذا لم يتم محاسبة أحد بسبب ذلك غير الطالبين؟، واليوم كما يعلم الجميع أن هنالك الكثير من كوادر التطبيقية من الأكاديميين والموظفين الإداريين والطلاب ينشرون بشكل يومي عشرات المنشورات دعمًا لغزة ومقاومتها والجامعة لم تتحدث مع أي شخص منهم فليست التطبيقية التي تحاسب من يقف مع الحق في وجه الباطل.

وقد أوضحت الجامعة ببيان لها سبب فصل الطالبين لعدم رغبتهما للامتثال لقانون الجامعة وقاما بإدارة مجموعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث باسم الجامعة وطلبتها وقاما بنشاطات من غير الحصول على موافقات لتنظيمها والسماح لأشخاص من خارج الجامعة أن تنشر على هذه المجموعة التي تستخدم اسم الجامعة وذلك باعتراف احدهما شخصيًا، وتوصلت عمادة شؤون الطلبة أن هذا الطالبين لا يريدان الامتثال لقوانين الجامعة التي تنظم نشاطات الطلاب فالجامعة مسؤولة عن كل ما يحدث بداخلها ويجب أن تكون على اطلاع على أي نشاط للطلبة وهذا لا يختلف عليه أحد فلو سمحت الجامعة لأي شخص يريد أن يقوم بنشاط على هواه ودون حسيب أو رقيب لعمت الفوضى، ولخسرت امانها ومسؤولياتها أمام الله ومن ثم المجتمع للأمانة المرهونة بالانضباط والالتزام بالقوانين للجامعة للحفاظ على أبناءها.

فالحق بجانب الجامعة التي تريد الاحتفاظ بضبط وأمن الجامعة، ونحن نعلم أننا في الأردن مستهدفون من قبل دول إقليمية محيطة تحاول النيل من أمن المجتمع الأردني والمساس باستقراره والدخول عبر حدوده بذرائع العدوان على غزة للنيل من امن الوطن واستقراره وانضباطه.

من واجبنا كإعلام الإقرار بأن الوطنية التي تثبتها جامعة العلوم التطبيقية لا يستطيع أحد أن يزعزعها أو ينال منها، ولا يمكن المزاودة عليها فيما تقدمه من أي مساعدات أو دعم لصمود الشعب الفلسطيني، والهروع للإسهام في أي مساعدات للأخوة والأشقاء في فلسطين المحتلة وقطاع غزة.

وتثبت جامعة العلوم التطبيقية على الدوام أنها تحمل فكراً راسخا تنطلق به نحو أفق الرقي والإبداع والنهوض بهذا الصرح العلمي نحو كل أفضل لطلابها لينهلون من غزارة علمها واستثنائية سبلها وآليتها في تحقيق الإنجازات والتطوير والنهوض في بناء المجتمع والصعود في انتمائه ووطنيته ودعمه للشعب الفلسطيني على الدوام ضد الإحتلال الغاشم قاتل النساء والأطفال والابرياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى