مقالات

أبو شاهين تكتب _كيف نقرأ فيلماً ؟

التاج الاخباري -عرين ابو شاهين -تُعتبر السينما من أكثر الأنشطة الثقافية جماهيرية في عالمنا المعاصر، فهي تقوم بالدور الذي كان يشغله المسرح في عصر شكسبير، والمكانة التي كان الرسم يحظى بها في عصر دافنشي، وبسبب هذه الشعبية الهائلة للسينما، أصبح لها تأثيراً كبيراً على حياة الشعوب، لذلك لم يعد بإمكاننا أن نكون مجرد متلقين فقط، لقد أصبح من الضروري لكل من يتابع السينما أن يكون على دراية بالحد الأدنى من الثقافة السينمائية.

لطالما كانت السينما بالنسبة لبعض الأشخاص بوابة صغيرة مفتوحة على الحلم، فهي ببدايتها كانت تُصنع من نفس مادة الأحلام، فغالباً ما تكون أحلامنا بالأبيض والأسود والألوان الرمادية التي صُنعت منها أول صورة، في الحلم لا أحد يستطيع أن يميز بين الخيال والواقع، وفي قاعة السينما إذا ألقيت نظرة على وجوه الناس بنظراتهم الهائمة، ستدرك أنهم يحلمون لكنه حلم بأعين مفتوحة.

 

لذلك يجب أن نكون مدركين للطريقة التي تعمل بها، بالرغم من أن الكثير من النقاد يقفون ضد تحليل و قراءة الأفلام، لاعتقادهم أن محاولة فهم كيف تعمل مكونات الفيلم سوياً، ينزع الغموض عن الفيلم وبالتالي يؤثر بشكل سلبي على الخبرة الجمالية التي نعيشها ويقلل شعورنا بالمتعة.

لذلك فالحكم على الأفلام يتم على أساس أصالة الفيلم وأصالة القصة، والإبداع أي الاستخدام الفعال للخيال، والتشويق حيث يبقى الجمهور في حالة توتر بانتظار الانفراج النهائي للقصة، وتسلسل الأحداث والصراعات ونقاط التحول التي تدفع القصة إلى الأمام، وفق مبدأ السبب والنتيجة، وصولًا إلى انكشاف القصة، والسرعة والهيكل والبنية أي توقيت الأحداث ومدتها وعناصر الحبكة والعقدة والحل.

يجب التركيز دومًا على الشخصيات الرئيسية وأدوارها في الفيلم، ومحاولة تحليل الملامح الأساسية والجوهرية لدى هذه الشخصيات منفردة، وفي علاقاتها مع بعضها البعض وتأثيرها في مجرى الأحداث في الفيلم.

و أخيراً لا بد من قراءة الفيلم و لا بد من إختلاف الآراء فهو  أُنتج في ثقافة معينة، في بلد معين، ومنتجوه لديهم ثقافة محددة، وقصة الفيلم تقع ضمن علاقات إنسانية محددة، وكل ذلك نابع من خلفية ثقافية يجب الإطلاع عليها من قبل المشاهد ليتمكن من تفكيك بعض الإسقاطات الثقافية الخاصة في الفيلم، و قراءة الفيلم تعتمد بشكلٍ عام على ثقافة المشاهد و وعية بالأحداث من حوله و ربطها مع بعضها البعض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى