مقالات

الراعي يكتب.. قوة الملك في البيت الأبيض

التاج الإخباري – بقلم د.أشرف الراعي

منذ تأسست الدولة الأردنية، كان موقفها أخلاقياً متسماً بالحكمة والذكاء والقدرة على استشراف آفاق المستقبل بصورة تتسق وتتوافق مع قواعد القانون الدولي العام، والقانون الدولي الإنساني، والمبادئ الإنسانية، وقواعد العدالة والإنصاف، وهو ما يعبر عنه دوماً جلالة الملك عبد الله الثاني بوضوح، في كل لقاءاته العالمية، ولا أدل على ذلك من لقاءات جلالته الأخيرة في واشنطن، حيث التقى جلالته جميع أركان الإدارة الأمريكية، مشدداً على موقف الأردن الثابت بضرورة حماية المدنيين في قطاع غزة بعد حرب ضروس طاحنة استمرت لما يناهز 5 أشهر، وها هي تسير نحو الشهر السادس، عانى منها الفلسطينيون الغزيون لا سيما الأطفال والنساء والشيوخ ويلات وكوارث إنسانية أتت على أكثر من 30 ألف شهيد، وعشرات الآلاف من المفقودين تحت ركام منازلهم.

إن الجولة الملكية التي تشمل كلاً من الولايات المتحدة وكندا وعدداً من الدول الأوروبية إنما تأتي في إطار حرص جلالته على أن لا يكون الشعب الفلسطيني هدفاً للإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، لا بل يشكل تحذيراً وتذكيراً بضرورة وقف الحرب الطاحنة فوراً، وإلا فإن ذلك سوف يأتي على المنطقة برمتها، ويُدخلها في دوامة من العنف اللامحدود، وهو موقف يقوده الأردن بكل حكمة واقتدار، وقد عبر عنه جلالة الملك أكثر من مرة، ويعبر به أيضاً عن توافق عربي وإسلامي انطلاقاً من الشرعية الدينية والتاريخية لا سيما في الوصاية على المقدسات الإسلامية، وللاحترام الذي يحظى به جلالته في كل أنحاء العالم.

وليس هذا فحسب، بل يعبر جلالة الملك بهذا الموقف عن موقف شعبه، الرافض للعدوان على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، في تناسق وانسجام تام بين الموقفين الرسمي والشعبي، فموقف الأردن من القضية الفلسطينية ومن أي اعتداء على قطاع غزة كان وما زال واضحاً وهي الرسالة التي حملتها الدبلوماسية الأردنية منذ بدء الصراع؛ حيث كان الأردن وما يزال يؤكد على ضرورة إنهاء الصراع بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني، وإنهاء الاحتلال وحماية المدنيين وتكريس حقوق الفلسطينيين في أرضهم وعلى ترابهم، لا سيما في ظل ما تحمله الفلسطينيون وما يزالون حتى اليوم من عبء أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين الذين تعرضوا للإبادة الجماعية والهجمات العشوائية، وعمليات الترحيل القسري، وأخذ الرهائن والاعتقال والنهب وغيرها من الجرائم بحقهم؛ على الرغم من كل النصوص القانونية الدولية التي تحرم الاعتداء على الحياة الإنسانية، والتي تضرب بها إسرائيل عرض الحائط.

موقف الأردن دوماً إلى جانب الحق الفلسطيني، وسيبقى الأردن – كما قال جلالته وأكد غير مرة – السند والداعم للأشقاء في فلسطين، السند الذي لم ولن يخذلهم وسيبقى معهم حتى تحقيق طموحهم في دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وإنهاء الاحتلال الظالم لشعب ما يزال يعاني منذ 75 عاماً وحتى اليوم ويلات الصراع… حمى الله الأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى