مقالات

( ألا يوجد رجالٌ يصنَعونَ لنا وطنًا جميلاً )..! !

التاج الإخباري – أحمد الزعبي

مناظرٌ مؤلمةٌ مُحزنةٌ تعيش معها و أنت تشاهد المئات من الشباب بالشوارع العامة.. مجموعة هنا ومجموعة هناك ..عاطلين بدون عمل ، منهم من سهر الليالي و أنفق والداه مالديهم من أجل أن يحصل على شهادة البكالوريوس ..كان يحلم بوظيفة محترمة يستطيع من خلالها رد الجميل لوالديه من خلال إعانتهم ولو بالشيء اليسير ..ثم التفكير بالإستقلال وبناء أُسرةٍ كريمةٍ..

ما الذي يجري بنا في المملكة الأردنية الهاشمية!!

أصبحنا نخافُ من التعبير عن الرأي و الإنتقاد لقرارات الحكومات للدرجة بالعديد من الحالات عندما عبّر المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي عن بعض القرارات والأحداث التي حصلت داخل مجتمعنا المحلي.. أصبح يقينًا إلا و خلال ٢٤ ساعة نرى عائلته يتوسلون للدخول إلى أصعب الأشخاص لقاءً سواء كان محافظٌ او متصرفٌ او رئيس قسم في محكمة العدل (إلا من رَحِمَ ربّي) نراهم يخدمون الوطن والمواطن بكل حب وعطاء ..للأسف أصبح المواطن ذليلًا في وطنه. . .

دولة المؤسسات و القانون و الحريات تقمع مواطنيها و تقطع شبكات الانترنت على جميع المواطنين فقط لأنهم يمارسون حقّهم الدستوري في التظاهُر بشكلٍ (سلمي) للمطالبة بطلبٍ شعبي مثل كبح إرتفاع الأسعار وتخفيض الضرائب والخ..??

أصبحنا عاجزين عن توجيه كلمة (إنتقاد) على أحد القرارات خوفًا من إتصال هاتفي يستدعينا إلى أحد المراكز الأمنيّة حتّى عندما تكررت الظاهرة من الحكومة الاردنية بالقيام بقطع شبكات الإتصال و ضعف شبكة الإنترنت على مواقع التواصل الإجتماعي مما أدى إلى تعطيل عدة مزايا منها البث المباشر ومشاهدة الفيديوهات ،وهذا يعتبر إنتهاكاً خطيرًا للحقوق والحريات وهي حقوق مصانة ومحصّنة دستوريًا.

عندما أُشاهد الحكومة بحد ذاتها تخالف ما كفله الدستور الأردني للمواطن.. أتألم وأبكي على حال الشارع الأُردني.

وهنا أقول لكم.. (لا يمكن أن يكون لدينا إصلاح سياسي بدون ديمقراطية و لا يمكن ان يكون هناك ديمقراطية بدون حريات) و لن نتمكن من صون وطننا دون ذلك فالوطن يُنحر ويسير نحو الهاوية أمام أعين وأنظار الدول العُظمى الطاعة.

كيف لكم القُدرة على الصمت و الرضا وأنتم جميعًا تشاهدون شبابنا وشاباتنا يبحثون في كل مكان عن فرصة عمل تؤمن لهم أبسط وسائل العيش بعد أن عاشوا بطالة رهيبة دفعت بهم الى القبول بأي عرض عمل يحصلون عليه مضطرين لسد حاجتهم بدل الجلوس في البيوت عبئًا على أهاليهم يتحملون كل شيء من أجل ذلك … زادني حزنا وانا أرى بعض الشباب من حملة شهادة البكالوريس يعملون في المطاعم والمحال التجارية بسبب بطالة شبابنا مقابل مبالغ نقدية زهيدة ،بأي جحيم يعيش هؤلاء.

لقد تعثرت كل المحاولات الحكومية في العقد الأخير في إيجاد حلول او التأسيس لها ، لبناء جسور الثقة المتبادلة والتواصل مع الشباب ، وقد اجتهدت العديد من الجهات المعنية في توظيف الإمكانات المتاحة لهذه الغاية ، ولكن للأسف كانت النتائج سلبية جدًا، إزدادت نسبة البطالة واتسعت الفجوة بين الشباب والحكومة وتنامي مفهوم العدائية بسبب غياب العدالة الاجتماعية والإقتصادية والسياسية.

ألا تخجلون من أنفسكم و أنتم تجلسون على كراسي أساء لها جلوسكم عليها و قلل و أعدم الكثير من قيمتها و مكانتها و ألا تخجلون من وطن أفقرتموه و دمرتم موارده و مقدراته و ألا تخجلون من مواطن يبكي أطفاله جوعاً و شاب شبابه قهراً و ظلماً و يأساً.! !

أعوام عديدة وأنتم تخاطبون الشباب للمشاركة بالعديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل ولكن ؛ كان حضورهم صامتًا بلا حركة.. كان حضورهم عبارة عن برواز الصورة الوهمية للإستهلاك المحلي والدولي.

في كل لقاءات جلالة الملك مع الشباب قال
” إرفعوا أصواتكم”، . .نعم قالها مخاطباً الشباب وكان يريد منكم أيها المكلفين بإدارة شؤون البلاد، ايها المسؤولين عن مستقبل الوطن، أراد منكم أن تسمعوا جيداً للشباب وتكونوا أصحاب الأفعال لا الشعارات.

حمى الله الأردن ومليكه وولي عهده الأمين وعاش الشباب.

  • بِقَلَمْ : أحمد الزعبي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى