مقالات

العواملة تكتب.. سأسميك غرزة في ثوب أردن العز و الفخار

التاج الإخباري – بقلم بسمة العواملة –

لم استطيع أن امنع دمعة فخر و عزّ نزلت من عيني و انا اشاهد أبناء وطني النشامى و هم يتقاطرون و يتسابقون نحو مجمع النقابات المهنية لأجل المشاركة في اكبر حملة للتبرع بالدم لاهلنا في غزة العزة ، و كنت اردد في داخلي الله اكبر يا وطن ما أجملك ، لم تبخل يوماً في بذل الغالي و النفيس في سبيل دعم قضيتنا المحورية و اهلنا في فلسطين و غزة
فمنذ حرب الإبادة ونحن ما توقفنا يوماً عن هذا الدعم بداية من رأس الدولة سيد البلاد حفظه الله و جهوده التي لم تهدأ عبر الاشهر الماضية و هو يحث الدول و المجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهود لوقف هذه الحرب المستعرة مروراً بالدبلوماسية الاردنية التي صالت و جالت بين الاقطار لحشد الدعم و التأييد لوقف الحرب و ضمان وصول المساعدات و انتهاءً بارسال المساعدات الانسانية بكافة السبل و الطرق كذلك الدعوة الى المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة والذي عقد قبل نحو اسبوعين في البحر الميت و الذي استضاف عدة اطراف لتسليط الضوء على الجهود المبذولة و المطلوبة لاعادة اعمار غزة و بذات الوقت الدعوة الى الوقف الفوري للحرب و ضمان وصول المساعدات الانسانية.

كل هذه الجهود لم و لن تتوقف ، و قد تكللت بالحملة الاضخم التي شهدناها يوم الجمعة من داخل اروقة مجمع النقابات المهنية ، و قد جالت في رأسي حينها وأنا بصددكتابة ما كنت انوي عن تبرع شعبنا الاردني الشهم الأصيل بدماءهم النقية الطاهرة لاخوتهم في غزة ، لضخ هذه الدماء الزكية في عروق و شرايين اهلنا هناك ، كيف لشعب أن يحمل كل هذه الخصال النادرة من الشهامة و النبل وايُ عطاء و إثار يوازي مثل هذا العطاء ، عطاءً لم يعهده المجتمع الدولي الانساني من قبل.

فما كادت صرخات الاستنجاد تصل الى مسامعنا أن يا اهلنا في الأردن هبوا لنجدتنا الا وكان صدى هذه الصرخات يُترجم باسمى و ارقى صور النُبل و العطاء .

و في لحظة استعجال و قلمي يخط و يسابق افكاري وجدتني أخطأ بوضع النقاط على الحروف ، لاكتب بدلاً من غزة اكتب غرزة ، سرحت كثيراً في ايجاد الفرق بين المعنيين ، فقلت في نفسي نعم سأسميك غرزة ، حتى لا يكون بمقدور مارك أن يحجب كل ما نكتب عن غزة في صفحاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

نعم سأسميك غرزة جديدة اطرزها في ثوب امراه غزية ، ليطرز اكمامها بأمل جديد ، غرزة في ثوبك الطويل بطول الالامكم و احزانكم التي طالت و طالت كثيراً و احزنتنا معها اكثر و اكثر.

فيا ايتها الغرزة متى تنتهي هذه الحرب لتطرزي ثوباً من الأمان و السلام حتى ترتديه جميع النساء في غزة ، فلقد امتلأت اثوابهن بغرز من الحزن ،الالم ،الفقد ، والصبر على وداع الابناء و الازواج و الاخوة ، لقد انهكتم الحروب و القتل و التشريد.

ايتها الغرزة ارفقي باهل غزة و ارسمي غداً مشرقاً مبشراً بنهاية هذه الحرب المستعرة واعدك أن اعلن ابتهاجي بارتداء ثوباً اردنياً مكحلاً بالخلقة السلطية و ساطرز عليه غرزة جديدة بعبارة تُعبر عن فخري و اقول نحن الاردنية نعتز و نفخر بأن دمائنا تجري في شرايين و اوردة اهلنا الغزاوية
يا أهل غزة قبلة على جبينكم و غرزة من المجد على اثوابكم الصامدة صمود الجبال ففي غرزة اثوابكن اصل الحكاية و عمق التاريخ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى