مقالات

الخزاعلة للدغمي.. 35 عاماً لن يكرر التاريخ النيابي شبيها لك.. حمدالله على سلامتك “أبا فيصل”

التاج الإخباري – الرئيس التنفيذي لمجموعة التاج نضال الخزاعلة –

بعد 35 عاماً من التمثيل النيابي لأبناء هذا الوطن، قرر النائب والوزير الأسبق عبد الكريم الدغمي اعتزال العمل النيابي، تاركاً وراءه إرثاً كبيراً من الخدمة العامة، فكان الدغمي الخيار الوحيد لأهله ومحافظته لتمثيلهم في مجلس النواب، وكان دائماً يثبت لهم أنه عند حسن الظن ملبياً لكل نداء قاضيا مصلحة أي شخص يدخل بساطه بالطلب، ومحاولا عدم رد أي أحد إلا وطلبه مستجاب، أيقونةً في إصلاح ذات البين، ويعمل بلا كلل أو ملل من أجل خدمة أبناء هذا الوطن العزيز.

عبد الكريم الدغمي ليس مجرد نائب، بل كان من أشرس رؤساء مجالس النواب لدورات عديدة، وجمع كافة أبناء الوطن على محبته، بفضل حرصه الكبير على مصالح المواطنين وسعيه الدؤوب لحل مشكلاتهم، ويعتبر معالي الدغمي من النواب والسياسيين المخضرمين، الذين تمرسوا في العمل الحكومي والنيابي، مما جعله صمام الأمان في كافة المجالس، ليكون بخبرته أنموذجاً لكل نائب يفتقر إلى الخبرة الكافية في العمل النيابي.

وكما عهدناه بخدمته للوطن لمدة 35 عاماً تحت القبة أيضا عهدناه وزيرا لعدة وزارات، حيث كان وزير للشؤون البلديّة والقرويّة عام 1989، ثمّ وزيرًا للعمل عام 1991، ووزيرًا للعمل ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء في نفس العام 1991.وفي عام 1996 تسلّم منصب وزير العدل في حكومة عبد الكريم الكباريتي، وكان بذات الروح الوطنية المعطاءة والذي يبذل كل جهد في سبيل أن يكون جندياً حريصاً على وطنه بكل كفاءة ساعياً ليقدم مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.

ويُعرف عن الدغمي بأنه ذلك الرجل القومي العربي ومن أشد المناصرين للقضية الفلسطينية وحاضرة معه بكل مسؤولية واهتمام كبير، ولطالما كان ضد الحرب على العراق وسوريا، وكما انه يعتبر مقرباً من أنظمة عربية متعددة بفضل حضوره السياسي الفذّ والذي يعتبر منفرداً في مكانته المرموقة بأي حضور.

ويجدر بنا القول أن الدغمي دائماً ما يصدح بقول الحق تحت قبة البرلمان، مدافعاً بلا تردد عن حقوق المواطنين، في العديد من النقاشات البرلمانية، وكان يتحدث بصوت مرتفع وبجرأة عن القضايا التي تهم الشعب، سواء كانت تتعلق بالفساد أو تحسين الخدمات أو حقوق العمال، ولم يكن يخشى مواجهة التحديات أو المعارضة، وكان دائماً يقف بجانب الحق والعدالة، ولا يخاف بالحق لومة لائم.

ومن أبرز مواقفه في البرلمان، كان دفاعه الشرس عن حقوق الفقراء والمظلومين، حيث كان يطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص العمل والحد من البطالة، كما كان يصر على ضرورة محاربة الفساد بكل أشكاله، ويطالب بالشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة.

هذا الرجل الكبير بقيمته وقدره يجب أن يكون قدوة لغيره من النواب القادمين، في الحرص على تقديم الخدمة المتميزة لأبناء دوائرهم الانتخابية، وتلمس احتياجاتهم، وحل مشكلاتهم من فقر وبطالة، وإن اعتزال عبد الكريم الدغمي للعمل النيابي يعني فقدان رجل نادر استطاع أن يجمع الجميع على محبته واحترامه، وأن يكون صوتاً للمواطنين في مجلس النواب.

لا يسعنا القول الا الحمد لله على سلامتك يا أبا فيصل، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية، وإنها لشهادة حق لن يكرر التاريخ النيابي شبيها لك، وإن مسيرتك الحافلة ستكون دائماً مصدر إلهام لنا جميعاً، ونموذجاً يُحتذى به في العمل النيابي والخدمة العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى