مقالات

الملك يُشعل فتيل الحقائق في البيت الأبيض ويحرك العالم في اربع ساعات

التاج الإخباري – الرئيس التنفيذي لمجموعة التاج نضال الخزاعلة

يحظى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في كل لقاءاته على احترام حضوره والتقدير الواسع لخطاباته وتصريحاته على مدى التاريخ، والتي تعبر عن لهجة قوية بمبادئ ثابتة وإدارك بشكل حكيم لما يدور في المنطقة والعالم وعلى وجه الخصوص قضايا الشرق الأوسط.

وكما شاهدنا جميعا مؤخرا أن كلمة جلالة الملك في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض أحدثت عاصفةً غير مسبوقة لدى الشارع الأمريكي وصل صداها إلينا، والتي لم نستغرب قوتها ورصانته وحزمه في فرض سياقات ما يحدث والتحدث عن واقع قطاع غزة وما يشهده الفلسطينيين من عدوان غاشم بكل الشفافية دون تمويه أو تزييف، مما ارتوت بذلك قلوب الأمريكيين وأثلجت صدورهم أن هناك حاكم أو سياسي يقول كلمته دون إسدال الستار على الحقائق، ويقول كلمته كما ترتجيه قلوبهم وضمائرهم، لدرجة أن رد فعل أغلبهم كانت أمنيات لو كان الملك يحق له أن يترشح لقيادة أميركا، لما رأوا فيه الزعيم الشجاع الذي نطق بلسانهم وقلوبهم دون أدنى تشويه للحقائق ودون أن يزن القضية بمعيار من زيف حقوق الإنسان التي نادى بها زعمائهم دون أي تطبيق على أرض الواقع.

جاءت كلمة الملك زلزال إدراكٍ للشعب الأمريكي أن هناك زعيماً يعي الأزمة بشكل حثيث وأنه ابن القضية الأول في الساحة السياسية، ويطلب بإيقاف العدوان ليضع العالم عند نقطة اللا عودة إلى الوراء باشتمال الخطاب على نقاط الحل التي لا يمكن أن يتم بغيرها، بوقف العدوان وحل الدولتين ليكون للفلسطينيين الحق العادل للعيش بكرامة على أرضهم، وبتحليل عميق لواقع المنطقة وإمكانية أن تضع الحروب والصراعات على اختلافها أوزارها عند وجود العدل لقضيتهم.

في المؤتمر الصحفي كان الملك يهدر بصوته بكل غضب لأجل أطفال مكلومين وشعب ذاق المرارة من كل جانب، طالبا وقف إطلاق النار حالاً لأنه لم يعد مقبولاً، وهذا ما تنادي به كل الشعوب في مظاهراتهم على اختلاف بقاع الأرض.

لا نستهجن إعجاب الأمريكيين بخطاب جلالته، فضاق بهم ذرعاً، خطاب صانعي القرارات في إدارتهم، وزيف الحقائق التي يستخدمونها والمعايير المزدوجة التي يكيلون بها، ليجدون أمامهم قائداً عظيماً بطرح الحقائق كما هي دون تشويه ويسلط الضوء على عذابات سكان غزة من نقص المساعدات وإجبارهم على النزوح، والهجوم على رفح آخر المناطق الآمنة لهم، والإطاحة بالمسلمين والمسيحيين في الضفة الغربية وحرمانهم حقوقهم والتنكيل بهم.

جلالته استشهد بالأرقام لإيصال الواقع المرير التي يعيش تحت ظله الفلسطينيين سواء بعدد شهداء ومصابي العدوان على غزة أو عدد اللاجئين الذين تحت وصاية وكالة الأنوروا أو شهداء الضفة بعد عملية الطوفان، رافضاً أي فكرة قد تحاك لتهجيرهم مطالبا بوقف هذه الحرب الغاشمة عليهم، وبرأيي لم يسبق أن تحدث زعيماً بهذه الشمولية للوضع والإحاطة الكاملة بما يحدث على أرض فلسطين وأي تهديدات تلف حولهم كما تحدث جلالته، فيحق لنا المفاخرة دائما بقائدنا الهاشمي أمام العالم وأن تتمناه الشعوب زعيماً لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى