مقالات

القمة الاقليمية المرتقبة إعادة تشكيل للمنطقة

التاج الإخبارينادر القاسم

حضور الرئيس الامريكي جو بايدن للقمة الاقليمية التي ستعقد بالعاصمة السعودية في النصف الأول من شهر تموز المقبل بمشاركة دول مجلس التعاون ومصر والعراق والأردن منعطف أساسي وحاد له مخرجاته المفصلية الهامة على المنطقة العربية والاقليم برمته ولا اجافي الحقيقة أن قلت انها اخطر زيارة لرئيس امريكي للمنطقة خلال العقود الماضية.
فما رشح عن اجندة هذة القمة بأن ملفها الرئيسي تدشين خارطة هندسية سياسية بتحالفات عربية إقليمية جديدة للمنطقة اضافة الى اعادة التأكيد بان العلاقة الأمريكية مع المنظومة الخليجية وفي مقدمتها السعودية خط أمريكي أحمر لا يسمح لأحد العزف عليه أو الاقتراب منه كونه جزء أساسي من الأمن القومي الامريكي.

يسبق قمة الرياض المرتقبة زيارة  هامة لبايدن لكل من اسرائيل وفلسطين ضمن البرتوكول المعهود  كما سبقها حراكا سياسيا سعوديا مكثف في الإقليم الملتهب والذي تمثل في زيارة ولي العهد السعودي لمصر والأردن وتركيا
تأتي القمة الإقليمية المنتظرة على ايقاع احداث عالمية وإقليمية هامة ستكون من أبرز الملفات التي ستناقش في الرياض على الطاولة بشكل علني ومعروف في مقدمتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والملف النووي الإيراني أن جاز التعبير وانفلات الدور الإيراني داخل الإقليم اضافة لحرب اليمن والأزمة السورية والتي تدخل في نفس الإطار.

 
ولكن أدق الملفات وأكثرها حساسية سيتم بحثه في الغرف المغلقة وهو التوجه الامريكي الغربي الإقليمي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية في ضوء مخرجات اتفاقات ابراهام .

 
ويعلم كل من يمتلك عين بصيرة وقليل من الحصافة السياسية ان ماسمي (بحل الدولتين) انتهى الى غير رجعة ولم يعد خيارا على الاجندة الامريكية ولا الاسرائيلية وبالتالي المجتمع الدولي بعيدا عن الكلمات والتصريحات الامريكية والاوروبية هنا وهناك والتي تعتبر ذرا للرماد في العيون وللاستهلاك المحلي لا اكثر !.

البدائل السياسة الأخرى جاهزة ومعدة في مطابخ صانعي القرار في هذا العالم ولها سيناريوهات متعددة لا تنفصل في سياقها عما جاء في صفقة القرن المشؤومة وعن الاتفاقات الإبراهيمية وما حققته من تقدم للان في ظل مواصلة اسرائيل قضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية وفي غياب تام ونهائي وقاطع لمعادلة الصراع العربي الإسرائيلي وإن قضية فلسطين هي المحور المركزي للصراع مع إسرائيل منذ عقود.

 المنطقة العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة مقبلة خلال الشهر القادم على احداث وزوايا سياسية حادة وغير مسبوقة ستكون نتائجها مصيرية على مستقبل فلسطين والعرب وكياناتهم وشكلها المرسوم في سايكس بيكو الجديد كما ستكون هذة القمة الموعودة حاسمة فيما سينتج عنها من إتمام لرؤية الشرق الأوسط الجديد واقعا على الأرض بعد الخرائط والذي بشرتنا به كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية قبل عقدين من الزمن  وإعادة تعريف كل ما هو دارج بمنطق ومسميات جديدة تتناسب مع الحالة الماثلة اليوم
وفي سياق متصل قال نفتالي بينت رئيس وزراء اسرائيل بانه سيتم الكشف عن خطوات أمريكية لتعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد وازدهار المنطقة كلها خلال زيارة بايدن كما أن الزيارة ستعزز عدة تفاهمات لتعزيز الأمن و المصالح المشتركة في المنطقة لتوسيع نطاق السلام الإقليمي المنشود
المشهد الحالي مأساوي على مستوى الأمة جمعاء التي أصبحت مهيضة الجناح لم يبقى منها سوى صوت أنين الضحية وان إنجاز تسوية عادلة للقضية الفلسطينية أصبح في مهب الريح لأن العالم لا يتعامل مع الضعفاء ومصالحه مقدمة على أي خيار آخر .

للأسف الصورة قاتمة وشديدة السواد ومستقبل أمتنا وقضيتنا المركزية ليس بأيدينا ولا يشكلها سوى إرادة القوى الدولية الكبرى المهيمنة خصوصا الولايات المتحدة الامريكية التي تروج وترسم المعادلات خدمة لمصالحها واستثمارا لأوضاع الضعف والعجز العربي البنيوي الناجم عن التمزق واشكالات الكيانات في العالم العربي التي تحول الكثير منها الى دول شبه فاشلة تعاني ازمات داخلية بحاجة دائمة لاستجرار الدعم الدولي للاستمرار في العيش   دون أدنى تأثير بالأحداث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى