مقالات

أمير الرفاعي…. يفضح ما تبقى من إنسانية

التاج الإخباري – هل لازلنا بحاجة لكثير من الكوارث والفواجع لتهتز أروقة الدولة لنصرة ومعالجة مواطن أردني ذنبه انه فقير وينتمي لأسرة فقيرة لا تقوى على علاجة على نفقتها الخاصة؟!
هل تهتز أروقة الدولة ذاتها التي تهب وتتسارع لنصرة أحدهم في ( بلاد الواق واق)؟!
أمير الذي استطاع بكل براءة وعفوية وألم أن يعرّينا جميعاً، فنحن متخمون بالفزعات الفيسبوكية الفارغة،”عند الله رح أحكي كل إشي”.. أمير يفارق الحياة وهو يناشد لإنقاذه
“أنا ما حدا راضي يساعدني لأنه أبوي طفران وأنا تعبان كثير”.. كانت هذه آخر كلمات الطفل أمير محمد الرفاعي (12 عاما) الذي توفي الليلة الماضية في مستشفى الأميرة رحمة للأطفال في مدينة إربد، بعد علاج دام 11 عاماً.

ناشد الجميع لعلاج أمير ولكن قد أسمعت لو ناديت حياً، لا أعلم تحت أي سقف وقفت مناشدات أمير وصرخات المتعاطفين! يا الله بات للمرض متعاطفون أيضاً، وباتت معالجة المريض والاهتمام به ورعايته مطالبات ونداءات وصرخات.
بات الموت رحيماً بأوجاعنا، وهو المكان الوحيد الذي نلوذ به مع كل اعتصارة ألم وتنهيدة، فما عاد تدثرنا واختباءنا خلف عباءة المناشدات والاعفاءات يقينا برد الموت الذي بات حتمياً في ظل تكرار الحالات وحجمها.
أمير في حضن الله هذه الليلة، ولا بد بأنه أخبر الله بكل شيء ولا أظن أن أصحاب الشأن يعلمون ذلك، فهم مشغولون بمهاترات وأخطاء وعثرات ايكسبو، و مخرجات لجنة الإصلاح، و مجلس النواب بحلته الجديدة، وشتاءٍ لم يأت، وسدود جفت بأخطاءهم، و بتحديد جنس حارسة مرمى فريق إيراني، والأطفال يموتون تباعاً بين إهمال وإخفاق وأخطاء.
فلتسامحنا يا أمير فنحن أمة متخمة بزيفٍ وتراهات، نتشدق بما لا نعرف، ونستل أصدأ ما نملك من إنسانية.
رحم الله أمير، وربط على قلب أمه وأهله…. وألا تباً للقوم الظالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى