أخبار الأردن

سياسيون : من حق الأردن طلب منظومة «الباتريوت» لحماية نفسه

التاج الإخباري – أكد سياسيون في أنّ طلب الاردن من الولايات المتحدة تزويده بمنظومة دفاع جوية «باتريوت» في ظل ظروف متعقدة تمر بها المنطقة، هي خطوة تعتبر في سياق الضرورة حفاظا على الأمن الوطني، لما لهذه المنظومة من فعالية من الناحية العسكرية.

في الوقت الذي اعلن به الاعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، إن المملكة طلبت من واشنطن نشر أنظمة دفاع جوي لتعزيز الدفاع عن حدودها في وقت يشهد تصاعد التوتر والصراع في المنطقة، حيث أكد مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري في تصريحات للتلفزيون الأردني بأن «الطائرات المسيرة، أصبحت تشكل تهديدا.. وطلبنا من الولايات المتحدة تزويدنا بمنظومة مقاومة لها».

وبينما يواجه الأردن، مجموعة من الجبهات المقلقة المفتوحة من اتجاهات مختلفة، مما يضع على المملكة وصناع القرار أهمية دراسة الواقع واخذ المشهد السياسي بعين الاعتبار، والتخطيط الاستراتيجي لمستقبل قادم، فالتحديات والمخاطر التي يتصدى لها الأردن بقواته مستمرة بمختلف المستويات.

حيث تنتاب المنطقة برمتها حالة من القلق جراء الحرب في غزة ومن مخاطر توسع هذا الصراع واثاره السلبية التي ستجر المنطقة الى الهاوية، والأردن باعتباره جزء من هذه المنطقة فإنه يقف امام سيناريوهات كثيرة، ومن واجبه اتخاذ إجراءات احترازية.

وأكد نائب رئيس الوزراء الأسبق د. جواد العناني أنه من الصعب جدا معرفة دينامكية الحرب الحالية والى ماذا ستؤول، وبناء على بعض ماقاله جلالة الملك عبد الله الثاني من حقائق، بداية لن يسمح الاردن بأية نزوح للفلسطينيين للاردن من غزة او الضفة الغربية او مكان اخر، و ان ما يحدث بخطورته هو « اعلان حرب» واذا حدث هذا التطور لاسمح الله فإن الاردن سيكون معرضا بحدوده الغربية.

وواصل العناني بالقول « في أن جلالة الملك أيضا أشار الى ان إطالة الحرب سيوسع نطاقها وحتى الان لا نرى نية حقيقية لإنهائها، وهذا يعني تسعير الحرب، ومن الممكن الأردن من الجهة الشرقية محاولات الدخول للأردن والتصعيد بحجة الدفاع عن الفلسطينيين وهنالك الجهة الشمالية وبالتالي امامنا ثلاث جبهات مفتوحة ، ومنظومة الدفاع الجوي هي نوع من الردع ويجب ان نكون متجهزين للاحتمالات المختلفة».

اضطرابات متعددة
الوزير الأسبق والاكاديمي د. امين المشاقبة قال في أنّ الطلب الأردني من الولايات المتحدة لتعزيز منظومة الدفاع الجوي هي ضرورة لتعزيز الامن الوطني، ولا بد من التحديث بشكل مستمر لحماية الأجواء الأردنية من أي تهديد، خاصة ان الأردن تحيطه الاضطرابات والمخاطر من كل اتجاه، في الوقت الذي يمارس به الاحتلال الإسرائيلي من تعسف في فلسطين التاريخية.

حيث بين المشاقبة وهو أستاذ علوم سياسية ان الأردن يريد حماية امنه الوطني خاصة ان إسرائيل لديها تفوق جوي، وهذا التفوق يحتاج الى توفير منظومة دفاعية جوية اقوى من السابق، ومن المعروف ان هنالك تهديدات للأردن بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وهذا كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني مرارا انه مرفوض، ولابد من منع أي أسلوب يؤثر على الحالة الأردنية باي شكل، الأردن موقفه واضح وثابت إزاء القضية الفلسطينية.

وواصل المشاقبة بالقول في ان تحديث المنظومة العسكرية الدفاعية مستمر بشكل دائم سواء من الولايات المتحدة او غيرها، ولنعترف ان الأوضاع غير مستقرة في كل من سوريا والعراق، وهنالك مليشيات ومحاولات للعبور من قبلها وهذا امر يجب التصدي له.

حاجة وضرورة
وقال عضو مجلس الاعيان السابق د. طلال الشرفات انه لابد من التأكيد ان الأردن يواجه تحديات إقليمية ودولية كبيرة جدا، والمنظومة الأمنية تحتاج أيضا الى المتابعة والتحديث وطلب الأردن من واشنطن منظومة صاروخية يعبر عن حاجة الأردن الى هذه المنظومة في ظل ان أصبحت المسيرات والصواريخ تعبر مسافات كبيرة جدا، ولابد من تحصين الوضع الأمني والحفاظ على سيادة الوطن، ويأتي هذا الطلب في ظل تهديدات كبيرة تكمن في سياسية التهجير التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي وحالة الصراع بين جزء كبير من اطراف المنطقة، ويتطلب ذلك بأن يأخذ الأردن بعين الحذر والاهتمام ومن هنا يأتي هذا الطلب.


وأضاف الشرفات في ان المخاطر هي احتمالية فيما التحديات حقيقية، وهذا الطلب جاء في وقته لا سيما ان الأردن بلد معتدل، وكان يريد ان يشكل بؤرة سلام في المنطقة التي باتت تنزلق نحو دوامة العنف، ومن ابرز التحديات التي تواجه المملكة هي التهديد الإسرائيلي في سياسة التهجير سواء من غزة او الضفة الغربية، أيضا المليشيات التي تجاور الحدود الأردنية وتقوم بتهريب المخدرات والأسلحة وما يشكل ذلك من اختراق لمنظومة الامن الوطني، فالتحديات كبيرة وفي كل الاتجاهات ويأخذ هذا الامر على محمل الجد، ويستحق الأردن كونه معتدل وعلى علاقة جيدة مع الغرب.

أزمات
ومن جهته بين عضو مجلس الاعيان سمير عبد الهادي ان طلب منظومة الدفاع الجوي من الولايات المتحدة، وهو امر ضروري وهنالك تعاون مستمر بين البلدين ضمن هذا السياق، مع الاخذ بعين الاعتبار ان المنطقة برمتها تمر بأزمات خطيرة جدا، وقد حذر جلالة الملك عبد الله الثاني من خطورة الحرب في غزة ومن خطورة توسع هذه الحرب ودخول اطراف اقليمية.


بؤرة مفتوحة
وبين عضو مجلس النواب الأسبق، د. هايل ودعان الدعجة في ان مسألة مواكبة الأردن للتحديثات في عالم السلاح، هو توجه ملكي حتى يكون الأردن على درجة عالية من الاحترافية والجهوزية، والأردن بدأ يشهد من الربيع العربي مخاطر تواجه الأردن بدأت من الحدود الشمالية، وهنالك الان تهديدات من تنظيمات مليشيات متواجدة في سوريا والعراق، أضافة الى الحشود على الحدود لمنع وصول النفط، فالأردن قلق من ان تصاعد هذه الاحداث، وخاصة انه يعيش في بؤرة مفتوحة على كل الاحتمالات، واتساع احتمالية هذه الحرب ويجب ان يستعد لهذه السيناريوهات.


المجابهة
عضو مجلس النواب الأسبق، رائد الخزاعلة أكد ان هذه الخطوة هي خطوة طبيعية في ظل الاحداث الجارية، وعلى الأردن تأمين نفسه بجميع الأدوات اللازمة لمجابهة أي حدث، وكما هو ظاهر فإن المنطقة على حافة الهاوية، ونحن شأنا ام ابينا اصبحنا في ساحة المعركة، ولا يمكن ترك الأمور وعدم التجهيز لأي مراحل قادمة، وكما هو معروف فإن توفير هذه الأسلحة والأدوات هو لا يتنافى مع القانون الدولي، فمن حق الدول الدفاع عن نفسها.


وبين الخزاعلة ان الأردن محاط بمجموعة من الدول التي تعاني من أزمات وعدم الاستقرار، ومن هنا على الأردن قراءة ما يدور والنظر لهذه الاحداث ولما سيجري بعدها، لا سيما ان هنالك تحرك إقليمي في المنطقة غير مطمئن وخطير وعنوانه التصعيد والاطماع، وتوفير منظومة دفاع جوي هو خطوة واجبة واستباقية.


حق اصيل
وأشار عضو مجلس النواب الأسبق، د. محمد القطاطشة في انه يجب التوضيح في ان الأردن والولايات المتحدة لديهم اتفاقية تعاون دفاعي بينهم، وصانع القرار الأردني يجد انه من حق الأردن حماية نفسه ومواطنيه، وهذه الاتفاقية هي مشتركة وبموجبها يستطيع الأردن ان يطلب ما يشاء من الأسلحة خاصة ان هذا متواجد لدى بعض الدول العربية.
وبين القطاطشة وهو أستاذ علوم سياسية في أنّ هذه المنظومة تعد ضرورة، خاصة ان الأردن يواجه تهديدات مختلفة قادمة من الاضطرابات المحيطة ومن بينها وجود المليشيات الإيرانية منفلتة التي تمتلك الصواريخ الباليستية وأيضا المسيرات، ولها اجندتها الخاصة.


وختم بالقول « في أنّ الأردن منذ زمن يسعى للحصول على هذه المنظومة، ولا شك ان الأردن شريك أساسي للناتو وحلفاء للولايات المتحدة، ومن هنا فإن هذا الطلب يعد طبيعي، والأردن يواجه عبء الحدود الطويلة بينه وبين سوريا والعراق أضافة الى إسرائيل».


المنطقة مشتعلة
في المقابل يقول الخبير الاستراتيجي د. بشير الدعجة في ان المنطقة الان مشتعلة، ومن المتوقع حدوث حرب إقليمية في أي لحظة، والأردن جزء من هذه المنطق، ولا يمكن انكار ان الأردن يواجه على حدوده المختلفة مخاطر عالية، سواء مع الحدود المشتركة ملتهبة مع سوريا والعراق وفلسطين، ومع العلم ان طلب الأردن يعد شرعي ويقع ضمن منظومة الدفاع عن أراضينا ومواطنينا.


وبين الدعجة في أنّه لابد من حماية سماء المملكة من صواريخ عابرة الحدود، من أي اعتداء، ومنذ ان بدأت الحرب في غزة فإن جلالة الملك عبدالله الثاني يحذر من مخاطر هذه الحرب واثرها على المنطقة واحتمالات توسعها، فالأردن يستشعر بالقلق جراء المعطيات المتصاعدة، وتوفير هذه المنظومة يأتي باعتباره اجراء احترازي.


يواجه الأردن خطر وجود مليشيات تتبع لحزب الله ولإيران، مليشيات متركزة بالقرب من الحدود الشمالية والشرقية، وتشكل خطر كبير، وهذا الخطر نلمسه دوما من خلال الاشتباكات الحاصلة بشكل متقطع ولكن مستمرة، ولها اهداف متعددة، منها تهريب المخدرات والأسلحة عبر المسيرات والطرق التكنولوجية.


فيما قال أستاذ العلوم السياسية، د. طارق أبو هزيم في ان الأردن عبر بشكل واضح من احتمالية توسع رقعة الصراع وخطورة وإرتدادت ذلك، ويأتي طلب الباتريوت كتحصين وتعزيز لمنظومة الدفاع الجوي الأردني، رغم انه لا يوجد تهديد مباشر للأردن، ولكن هي خطوة احترازية وتحصينية، إضافة الى ان موقع الأردن الجغرافي من اكثر المواقع حساسية، وهذا بالطبع له كلف عالية على الأردن، وهو مكان اكثر جاذبية للازمات بكل اسف.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى