مقالات

الخلايلة يكتب: الملك يتابع عن كثب، فماذا عن دور الحكومة؟

التاج الإخباري –  بقلم سلطان عبد الكريم الخلايلة – إن الزيارة الملكية لدار رئاسة الوزراء لحضور البرنامج التفاعلي الحكومي حول خطة التحديث الاقتصادي مؤشر مهمة حول نهج ملكي مستمر لمراقبة التنفيذ بعد مسار التحديث السياسي وإنجاز عناوينه والذهاب للمسار الاقتصادي، وكل هذا يأتي تزامناً مع خطة التحديث الإداري، وضمن مناخات التحديث السياسي، التي أطلقتها التحديثات الأخيرة، ونشير هنا إلى الجهود الكبيرة التي بذلها فريق رؤية التحديث الاقتصادي وتفانيهم في العمل الجاد والمستمر لتحقيق أهداف هذه الرؤية العابرة للحكومات. 

إن الزيارة مؤشرات مهمة على جدّية المرحلة القادمة التي تريد أن تؤسس لردم فجوة الثقة التي باتت عبئاً ثقيلاً ومصدراً للتشكيك حول ما يتم طرحه حتى في أبسط القضايا، فهنالك نسب تتحدث دوماً في بعض الدراسات واستطلاعات الرأي عن حالة عدم الاكتراث والرضا في الكثير من القضايا، لذلك جاءت التوجيهات الملكية لإيجاد خطط واضحة محددة بمدد زمنية للسير قُدماً نحو الإصلاح الاقتصادي والإداري.

إذن هو جهد ملكي موصول ومتابعات عن كثب لبرامج التحديث السياسي والإداري والاقتصادي، وتكمن أهمية هذه المتابعات الملكية في الوقوف على المراحل التنفيذية لهذه الخطط، وإعطاءها الدفع إلى الأمام لضمان أن تترجم على الأرض، وهي إشارة ملكية أيضاً وواضحة للمسؤولين على مستوياتهم كافة، بأنه لا تهاون ولا تراجع، فالأولوية اليوم هي للمواطن وما يجنيه من هذه الخطط، وضرورة أنّ تكون النتائج ملموسة، وهذا ما يشدد عليه دوماً جلالة الملك في سرعة الانجاز ودقة الأداء، ويبدي ملاحظاته على الطروحات، فاتحاً باب الحوار والنقاش والاستماع للآراء، وإيلاء التشاركية ما بين الناس وصانع القرار. 

كل هذا يقودنا إلى التساؤل الشعبي حول المطلوب اليوم حكومياً، فماذا يريد الناس من الحكومة؟
 
لعل الإجابة تكون هنا فوراً وهي أن المطلوب حكومياً والذي ينتظره الجميع وهو إطلاع المواطنين على التفاصيل كافة والأُسس العامة والخاصة والاستماع لجميع الآراء، وذلك شعياً لتجويد وتحسين أيّ محور عمل، والتعامل بشفافية مع كافة الملفات حتى مسارات التحديث التي يجب أن تكون نافذة عابرة للحكومات وليست مرتبطة بحكومة دون غيرها، الأمر الذي يعطي هذه الرؤى حصانة ترتبط بالتنفيذ فقط لا بشخوص الحكومة والمسؤولين فيها. 

إننا اليوم في الأردن على أعتاب تحوُّل حاسم محوره المواطن، وبعزمٍ ملكيٍ يدفع إلى الأمام بكل الملفات لتكون نتائجها ملموسة الأثر، وأن لا تبقى فقط أفكاراً على الورق، فالملك يتابع عن كثب ولا مجال إلا للتنفيذ، فما أطلقه الأردن من برامج تحديث على الصعد كافة ليست تجارب، بل رؤى لطريق المستقبل، والنتائج لا تحتمل التأجيل، هي إشارات ملكية واضحة، وحاسمة، ونأمل لكل هذه الخطط الهامة التوفيق والنجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى