مقالات

كتب محمود الدباس.. مسامير الصحن..

التاج الإخباري- كتب محمود الدباس

كثير ما نسمع اشخاصا يقولون “هؤلاء مسامير الصحن” عن اناس ان تم السؤال عنهم..
وللوهلة الاولى عند سماعك لهذه المصطلح.. تشعر بان مديحا قد تم في حق أولئك الناس..
فمسامير الصحن في المعنى المتعارف عليه.. هي مجموعة المسامير والتباشيم التي تثبت الصحن في مكانه.. وتجعله يقاوم عوامل الجذب والتنافر المحيطة به..

ولكنني عندما جلست اتفكر في كثير من المواقف التي حدثت امامي.. وطريقة التعاطي مع ذلك المصطلح.. علمت بان هذا المصطلح يعني ان هؤلاء النفر ليسوا من هذه العشيرة.. وانما لفايف عليها.. ولا يعلم لهم اصل.. ويتم الطرق عليهم ليتثبيت المنظومة التي التفوا عليها..
وان وجودهم هو لتقوية العشيرة امام غيرها من العشائر.. وحين الجد يتم زجهم للقتال في المقدمة ثمنا لاحتوائهم.. وهذا لن يتغير مع التقادم..

تطل علينا بين الفينة والفينة هبَّاتٌ المعارك الانتخابية.. يُجَيِّش كل مرشح كل ما في وسعه من معلومات وتشابكات وترابطات وامور مادية حتى يظفر في المقعد الذي ينافس عليه..

وهنا وللاسف حين تجلس مع انصار فلان من المترشحين.. يبدأ ببث ما لديه من معلومات تقوي مرشحه.. وتضعف الاخرين..
فمن بينها تدخل مواضيع احاول واربأ بنفسي عن ذكرها في كثير من المناسبات.. ولكنها للاسف بحاجة الى مكاشفة شفافة واضحة..

وتبدأ العنصرية البغيضة تتكشف باسطع صورها.. فهذا من الجهة الفلانية.. وذاك من العلانية..
وهذا محسوب على أولئك.. وهذا محسوب علينا..

ويا ليتها وقفت هنا.. فعندما ندخل بالتصنيف الى اعمق من المناطقية والطبقية.. فمسامير الصحن حينها ستتكشف وتتعرى للعيان ان كانت قد تجرأت وطرحت مرشحا لها..
فالاصل الاصيل يظهر بطعجة فمه.. وينعت ذلك بانه ليس منا.. وانما هو لفوفة علينا.. وليس بمستوانا.. ولولا اننا اعطيناه اسمنا لما وصل الى ما وصل اليه..

قلتها مرارا وتكرارا..
لا يوجد هناك على وجه هذه الارض وخصوصا منطقتنا العربية.. من هو كالفطر يخرج بعد ان يفقس الرعد.. فالكل له اصله وفصله وحسبه ونسبه.. ولكن لاحداث مرت على المنطقة.. جعلت من هم يبتعدون عن الجد الثاني او الثالث واسم العشيرة هربا من ثأر او دفع ضريبة او بعدا عن المشاكل او بسبب الحروب والهجرات..

كلمة حق اقولها.. ولا ابغي سوى مرضاة الله..
ان بقيت العنصرية في اي مستوى قميء مقيت وضيع هي ديدننا في الاختيار.. فلن نتقدم للامام.. وسنبقى مرتهنين للاقرب وليس للافضل.. وسنبقى نراوح مكاننا في النماء والتقدم والتطور.. لان الهدف حينها خدمة من تسببوا في ايصال ذلك الشخص للكرسي.. وبالتالي هم اقاربه الاقرب.. وحتى ان مسامير الصحن سيكونون خارج الحسبة..
ابو الليث..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى