أخبار الأردناهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجل

“مزاد المهور”.. أرق الشباب الأردني المقبل على الزواج

%45 "نسبة العنوسة" في البلاد


أكثر من مليوني أعزب وعَزباء في الأردن


علماء دين يستنكرون تشبيه الفتاة بالسلعة التي تُباعُ وتشترى بالثمن الأغلى


علماء دين: لا يوجد أي مبرر للجوء الشباب إلى الِعلاقات المحرّمة كـالزنى


التاج الإخباري – عدي صافي

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً". (سورة الروم: الآية 21)

باتَ الزواج الذي يُعدُّ سنّةً للحياة وفريضةً يستمر من خلالها نَسلُ البشر يشكلُ أرَقاً يواجه الشباب الأردني ومشكلة تُقلق المقدمين على الزواج؛ في ظلّ الظروف الإقتصادية الصعبة وشح فرص، عدا عن ما أسماه البعض" مزاد المهور" على الفتيات المُراد الزواج منهُنّ.

"ب. ن" كان له قصة حينَ أقبلَ على الزواج حدّث "التاج" عنها قائلاً: "في الوقت الذي نعاني به من صعوبة جمع المبالغ المالية في ظل رواتب متدنية في السوق الأردني، تواجهنا الكثير من المشكلات المؤرقة مثل تكاليف الزواج المرتفعة جداً".

وبين في حديثه أنَّ أي شاب يبتغي الزواج يحتاج لما لا يقل عن 16 الف دينار في حال رغب بأن يكون حفل زفافه متواضعاً، في حين يحتاج إلى أكثر من 20 الف دينار للقيام بحفل جيد، وفق رأيه.

وتابع،" بعض الأهالي بدأوا يتعاملون مع مهر الأنثى وكأنّه مزاد علني؛ من يدفعُ أكثر يحقّ له الزواج ومن لا يقدر على دفع المهر المرتفع سيظلُّ أعزباً، وهو ما حدث معي حينما رغبت الزواج من فتاة أحبّها وتحبّني".

تيماء بدورها اعتبرت أنَّ قيمة المهور باتت منطقية؛  لأنّ أسعار المصاغات الذهبية والملابس وغيرها بات مرتفعاً جداً، بحيث أنّ مهر بقيمة 5 الآف قد لا يكون كافياً لحصول الفتاة على كافة احتياجاتها.

إقرا ايضاً: فتاة أردنية تثير الجدل بعد ان تخلت عن "العرس والذهب والمهر"

وأكدت في حديثها على أنَّ الشاب الذي لا يملك القدرة على تأمين للفتاة كل ما تحتاج لا يجب عليه الإقدام على خطوة هامة كالزواج.

محمد بين لـ"التاج" أنَّ ما توفره بيئة العمل للشباب الأردني من ناحية الأجور المادية غير كافية أبداً ليبني مستقبلاً لحياة كريمة؛ لأنَّ أسعار الشقق والأثاث المنزلي وحتى المركبات باتَ مهولاً، اضافة إلى تكاليف الزواج ذاته الذي أصبح يقام على أساس المظاهر والأمور التي لا فائدة مرجوة منها، على حدِّ تعبيره.

وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية في ارتفاع تكاليف الزواج على الشباب يعود بالدرجة الأولى على بعض الفتيات وذويهنّ؛ اللذين يطلبون من الشاب الأمر غير المستطاع، من مهور مرتفعة ومطالب تعجيزية كاشتراط وجود منزل خاص ومركبة ووظيفة براتب مرتفع، من قبل البعض، في حين أنَّ الشريحة الأكبر والأوسع من الشباب في حال وجد وظيفةً بالأساس فإن أجرها لا يتعدى الـ٥٠٠ دينار في أحسن الظروف.

آية قالت لـ"التاج" إنَّ غالبية الفتيات يشعرن بما يمر به الشاب الأردني ويدركن صعوبة المعيشة في العصر الحالي، وهو ما دعا نسبةً كبيرةً إلى الذهاب لخيار تأجيل فكرة الزواج ومحاولة بناء حياتهنّ المستقلة مادياً من خلال الدراسة والحصول على وظيفة.

وتابعت، "أي نعم يعاني الشاب كي يستطيع الزواج من الفتاة التي يريدها، وقد يفعل المستحيل لجمع مبلغ الزواج، إلا أنَّ الفتيات أصبحنّ منفتحات على فكرة العمل واعانة الزوج في توفير تكاليف الحياة بعد الزواج، رغم أنه أمر غير مفروض عليهنّ".


19.6 نسبة البطالة للذكور 

التقارير الرسمية أظهرت أن معدل البطالة في الأردن خلال الربع الأول من عام 2023، وصل 21.9%، مشيراً إلى أنَّ معدل البطالة للذكور خلال الربع الأول من عام 2023 19.6% مقابل 30.7% للإناث.

شُبّان قالوا لـ"التاج"إن المشكلة لا تكمن في نسب البطالة إنما في أجور الوظائف المتوفرة ذاتها والتي لا تتوافق ولا بأي شكل من الأشكال مع التضخم الهائل الذي شهدته البلاد خلال العقد الأخير.

إقرا ايضاً: دية: الطبقة الوسطى في إندثار والحد الأدنى للأجور "لا يفي" الأردنيين


%45 "نسبة العنوسة" في البلاد 

آخر أرقام رسمية لعدد العازبات في الأردن أظهرت أنَّ نسبة العنوسة في الأردن بلغت نحو 45%، ويوجد قرابة مليون عزباء في الأردن يزيد عمرها عن 35 عام. 

وبحسب الحالة الزواجية، فتبين الإحصاءات بأن هنالك 1.674 مليون أعزب و 1.117 مليون عزباء (44.9% من الذكور و 34.9% من الإناث ممن تزيد أعمارهم عن 15 عاماً)، وهنالك 1.976 مليون متزوج و 1.786 مليون متزوجة (53% من الذكور و 55.8% من الإناث)، فيما بلغ عدد الأرامل الذكور 55.93 ألف أرمل و 252.80 ألف أرملة (1.5% من الذكور و 7.9% من الإناث)، كما أظهرت الإحصاءات وجود 22.37 ألف مطلق و 44.80 ألف مطلقة (0.6% من الذكور و 1.4% من الإناث).

إقرا ايضاً: انخفاض عدد الزيجات والزواج العرفي ضئيل في الاردن

 فيما بلغ عدد الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً ولم يسبق لهم الزواج 79.4 ألف ذكر و 122.8 ألف أنثى وفق احصاءات رسمية صادرة.


حملات شعبية لدعم الزواج

هذه الأرقام الصادمة انبثق عنها في الأردن في 28 أغسطس/آب الماضي حملات شعبية لاقت رواجاً كبيراً عبر منصات التواصل الإجتماعي تهدف لتسهيل عملية الزواج من خلال تخفيف قيمة المهور وجعلها في متناول الجميع. 

ولم تقتصر الحملات على الأردن إنما حضرت بقوة في دولٍ عربيةٍ أخرى وضع الشباب بها ليس أفضل حالاً من وضع الشباب الأردني، كمصر والمغرب ولبنات وغيرها. 

إقرا ايضاً: الأردن.. مبادرة مجتمعية تدعو لتوجيه نفقات الزواج لأعمال الخير

مواطنون يقولون إنَّ الحقيقة أن سبب عزوف الشباب عن الزواج هو البطالة والأوضاع الاقتصادية المتردية، التي تمر بها معظم الدول العربية، بالإضافة إلى هجرة الشباب، والعلاقات المفتوحة، وغلاءِ المهورِ ما هو إلا الجزءُ الذي يطفو فوق السطح، ليظهر الحقيقة التي يعلمها الجميع.

وطالبوا في حديثهم مع التاج أنّ يكون هنالك حلّ لمشكلة البطالة وتدني مستوى الدخل بالدرجة الأولى وهو ما سينعكس ايجاباً على كافة القطاعات وسيسهل بالضرورة عملية الزواج، كما وسيحدّ وفق رأيهم من انتشار "الرذائل" والعِلاقات المحرّمة في المجتمع، ومن ثمَّ يتم الحديث عن اليات حقيقية للتخفيف عن الشباب خلال عملية الزواج وما بترتب عليها. 


علماء دين: لا مبرر للزنى

فيما قال علماء دين إنّ الإسلام وجدَ الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها من قبل الشباب غير القادر على الزواج للإبتعاد عن ما حرّمه الله من علاقات مع النساء كـالزنى، مشيرين إلى أنه لا يوجد أي مبرر للاقدام على هذا الفعل وإنّ وقفت الظروف حائلاً بين أحدهم ورغبته بالبحث عن "الحلال". 

وبينوا أنَّ هنالك الكثير من العوائل التي تبحث لبناتهم عن الزوج الصالح لا عن الشخص الذي يقدم مهراً أعلى من غيره، مستنكرين تشبيه الفتاة بالسلعة التي تُباعُ وتشترى بالثمن الأغلى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى