مقالات

الدويري تكتب .. حماس أمام الامتحان الأكبر الليلة!

التاج الإخباري – بقلم نور الدويري – يشهد قطاع غزة المحاصر منذ ١٧ عاما الليلة أعنف ليلة قتالية بين المقاومة والكيان والتي ستوصف بالتاريخية لاسيما بعد قطع إسرائيل كل الاتصالات عن القطاع استكمالا لعملية قطعها كافة الاحتياجات الأساسية لقطاع غزة خلال الأيام الدامية ال ٢١ الماضية،.
في خطوة متقدمة لإسرائيل نحو خطة الاجتياح البري للقطاع ليلة السبت.

ولابد أن حماس تمكنت من جر إسرائيل لهذه العملية لأنها تعلم انها السبيل الانجع لمواجهتهم على أرضهم إذ يتوقع ان تقوم حماس بعمليات عشوائية لدب الرعب في صفوف الجنود، وقيامها بعمليات مخططة أخرى وفقا لتصور العام لتحركات المقاومة الفترة الماضية، ولا شك أن جيش الدفاع في إسرائيل يعيش حالة استنفار غير مسبوقة واحباط كبير رغم كل الضربات القوية التي شنها الجيش لأنه لايزال واقعا تحت تأثير الصدمة والذهول بعد أن اقنعته حكوماته المتتالية انهم الجيش الذي لا يقهر في المنطقة، وان الشباك والموساد من أقوى الأجهزة الأمنية، وهذا بحد ذاته سيجعل اجتياح الليلة الأكثر رعبا على اسرئيل وليس فقط على غزة.

من جانب اخر لابد أن حماس ستعتمد على صواريخ كورنت كونها دقيقة على تحطيم الذخيرة والمعدات الإسرائيلية من طائرات ودبابات، ليبدو ان عملية الليلة لن تكون عملية اجتياح بري رسمي لأن التوسع البري لإسرائيل سيعني بالضرورة حرب شوارع وهذا اكثر ما قد ترفض إسرائيل التورط فيه.

ومن جانب الدولي باتت الولايات المتحدة الأمريكية تعي تماما انها في مأزق إذا استمرت هذه الحرب وعليها أن تبدأ بضبط النفس في دعم إسرائيل بحربها ضد حماس، ولن تمنع او تأثر في اي قرارات دولية أخرى لوقف الحرب وهذا ظهر جليا الليلة في عدم الضغط على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة و عدم وضعها عراقيل أمام الدول المصوته على مشروع القرار العربي الداعي لوقف النار في غزة، لاسيما ان إيران وروسيا أجريا محادثات أمنية عالية المستوى خلال الأيام الماضية، كما أن موسكو رحبت بوفد حماس الذي يستمر في زيارته لروسيا هذه الأيام، و رغم ان تدخل إيران او روسيا بات ضعيفا جدا في هذه المرحلة الا ان المحادثات الأمنية والتوقعات من جانب العالم الشيوعي اجبر الولايات المتحدة الأمريكية على ضبط النفس في عملية دعمها لإسرائيل أكثر .

لاشك أننا الان أمام فصل جديد تماما في تاريخ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي اذا لابد أن إسرائيل تلقت أكبر صفعة في تاريخها وهذا سيجعلها تتعامل مع غطرستها بشكل مختلف في كل أرجاء المعمورة، هذا ومن المتوقع أن الليلة ستكون بداية نهاية الحرب والتي لن تدوم اكثر من ١٠ ايام على أقصى تقدير وبضعة ايام أخرى ربما اذا ظهرت مفاجأة أخرى، لأن جيش الدفاع لا يستطيع الوثوق الآن بأي تسريبات عن وضع قوة أو مخطط حماس بالإضافة إلى عدم وثوقه بأي احداثيات لمواقع رصد تحركات المقاومة لأنها قد تتغير بسرعة وسهولة فمساحة غزة لا تتجاوز ال ٣٦٥ كيلو مترا، ولابد ان حماس تعرف جيدا كيف تتحرك داخل منطقتها، ليكون أمام حكومة الطوارئ في إسرائيل الان خيار وقف الحرب بالسرعة الممكنة مما سيدفعهم لتركيز على ضربات مكثفة وقوية بكل عتادها على قطاع غزة، ثم ستبدأ الهدنة الدولية المتوقعة، والضغط الدولي على كلا الجانبين، لتنشغل إسرائيل بالاطاحة بنتنياهو وتصحيح العديد من الأمور على كافة الاصعدة، ليأرخ التاريخ هذه الملحمة التي اسقطت حتى الآن اكثر من ٧ آلاف شهيد منهم اكثر من ٢٩٠٠ طفل، وعشرات الاف المصابين، وسقوط اكثر من ٣٠٠٠ آلاف قتيل في دولة الكيان، وسيدرك العالم ان حماس لن تتوقف وسيكون على الجميع الاستماع إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى