ماذا يعني ايقاف نورد ستريم 2 للروس و الالمان؟
التاج الاخباري- عامر الشوبكي- ان تبدأ العقوبات على روسيا بتعليق المصادقة على انبوب الغاز نورد ستريم 2 فهذا يدفع باتجاه الاهمية الكبرى لهذا الانبوب لجميع الاطراف .
وحتى قبل الإجراء الأخير الذي اتخذته ألمانيا، كان المشروع لا يزال يواجه عقبة قانونية كبيرة وكان من غير المرجح أن يقوم بتسليم الغاز الى المانيا قبل صيف العام الحالي 2022.
بعد الانتهاء من انشاء الانبوب في اكتوبر 2021 وملئه بالغاز لتجريبه، اعتراضت الهيئة التنظيمية وهي المشغل في ألمانيا على ملكية شركة نورد ستريم 2 والتي تم انشاءها في سويسرا بملكية 51% لشركة غازبروم الروسية، و 5 شركات اوروبية تمتلك 49% المتبقية من نورد ستريم 2 ، مما اثار مخاوف على ان امن التزود في الطاقة الالماني والاوروبي سيكون بيد جهة واحدة من خارج الاتحاد الاوروبي وهي شركة غزبروم الروسية، و قد رفضت بالفعل منحها ترخيص تشغيل لأن شركة جازبروم الروسية تمتلك حصة 51٪ في خط الغاز وتملك الغاز ابضاً.
وتقول المانيا ان ذلك يمنح روسيا سيطرة كبيرة على الامدادات وتريد نقل ملكية خط الانابيب الى شركة اخرى بحيث تنخفض ملكية روسيا عن النصف وتسحب حق القرار وملكية الاغلبية في نورد ستريم 2 من اليد الروسية.
الخسائر ستكون فادحة على روسيا بعد انفاق 11 مليار دولار على البنى التحتية للانبوب، و ستمتد الخسائر الى تجهيزات واستثمارات اخرى داخل الاراضي الروسية عدا عن خسائر العائدات التي كانت تنتظرها موسكو من توريد 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا الى المانيا، بدون وسطاء كانت لهم عائدات مرور الغاز في اراضيهم مثل بولندا واوكرانيا، لذا كانتا اول الدول المرحبة بالقرار الالماني ، كما ان نورد ستريم2 كان سيرفع اعتماد اوروبا على الغاز الروسي الى 55%، وسيسمح لروسيا بالهيمنة على القرار الاوروبي.
الخسائر على المانيا من فقدان مصدر رخيص للغاز كان سيخفض فاتورة الطاقة والتدفئة على 26 مليون منزل، او المساهمة بتخفيض فاتورة الطاقة على القطاعات الاقتصادية والتنافسية التي تحتاجها المانيا كاكبر ثالث اقتصاد في العالم، وهذا ما دعى المستشارة السابقة ميركل دعم انشاء هذا الانبوب، الا ان الابعاد الاستراتيجية والحيوسياسية وحماية امن الطاقة تبقى له الاولوية مهما بلغت الكلفة.
*عامر الشوبكي/باحث اقتصادي متخصص في شؤون الطاقة
