اخبار فلسطيناهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجلعربي دولي

رئيس الصهاينة نتنياهو رضخَ للملك.. ووزيره المتطرف إنقلبَ عليه وتحدّاه.. عمّان تناظرُ تل أبيب

التاج الإخباري – عدي صافي 

وصلَ رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى عمان قبل يومين؛ ليلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين. 

نتنياهو قائد الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان المحتل ربما استوعبَ أخيراً ضرورة الحفاظ على التهدئة وتسيير مصالح دولته المزعومة من غير الخوض في غمار معارك لا يقوى عليها، سواءً في الداخل مع معارضيه أو في الخارج مع جيرانه، لا سيما الأردن. 

الكيان الصهيوني كانَ قد استفز الأردن بشكل مكرر خلال الفترة الماضية، إنتهك العهود كما عادته، واقتحمَ وزيره للأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى مما أدى لإداناتٍ عربيةٍ ودولية مطلع العام الجاري، استدعت الأردن على اثره سفير الصهاينة لدى المملكة. 

ولم يتوقف الصهاينة عندَ هذا الحدّ بل صعدوا مرةً أخرى، عندما منعوا سفير الأردن لديهم من دخول باحات المسجد الأقصى، مما رفعَ من حدّةِ التوترات التي وصلت إلى استدعاء المملكة سفير الصهاينة لديها وتوجيه رسالة شديدة اللهجة حول ما يقوم به الكيان من عمليات استفزازية بقيادةِ حكومةٍ متطرفة. 

زيارة نتنياهو جاءت بعد التصعيد الأخير من الأردن والذي كان واضحاً وشديداً للجميع، مما دعا الأخير إلى الهرولة للعاصمة الأردنية عمّان؛ علّه يُصلح بعض الشيء ما فعله وزرائه لا سيما المتطرف ايتمار بن غفير، ليرضخَ أخيراً. 

الملك شدّدَ خلال لقاء قائد الحكومة المتطرفة على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي.

والوضع القائم هو السائد منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، من دون أي صلاحية للحكومة الإسرائيلية بالتدخل فيه.

وأكد الملك خلال اللقاء ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، مشددا على ضرورة وقف أي إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام.

متتبعون للمشهد اعتبروا زيارة نتنياهو إلى عمان بمثابة فتح باب الودّ ومحاولة لإنهاء حالة الخلاف بينه وبين الملك عبدالله القائمة منذ سنوات على اثر منع الأردن طيارته من عبور الخطوط الجوية للمملكة بعد رفض ولي العهد سمو الأمير حسين من التوجه إلى القدس إلا بمرافقة حرس أردني وهو ما عارضه الكيان. 

وإنّ كان وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير قال بعد اللقاء إنه سيواصل اقتحاماته للمسجد الأقصى، في تحدّ لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تعهد لملك الأردن بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، في حين تنوي الحكومة الصهيونية المصادقة على مخططات آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال بن غفير زعيم حزب "العظمة اليهودية" اليميني المتطرف في حديث للإذاعة الإسرائيلية، "مع كل الاحترام لملك الأردن، إسرائيل دولة مستقلة، صعدت إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وسأواصل القيام بذلك".

كل ما قاله بن غفير بعد اللقاء يشير بشكل واضح إلى حالة الإنقسام الواضحة داخل الحكومة، وانقلاب افرادها على بعضهم بعضاً. 

ويذكر أنَّ هذه الزيارة تأتي بعد نحو 20 يوما من اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ومجموعة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى الشريف تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، كما أنها تعدّ الزيارة الأولى منذ عودة نتنياهو إلى السلطة أخيرا.

كذلك تتزامن الزيارة مع تزايد التوتر في الأراضي الفلسطينية بفعل الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمدن والأحياء الفلسطينية، والتحذيرات الدولية من تداعيات التصعيد، حيث قتل الصهاينة 18 فلسطينياً منذ بداية العام الجاري و224 فلسطينيا في العام الماضي 2022.

وأعاد الملك خلال اللقاء تأكيد موقف الأردن الثابت الداعي إلى الالتزام بحل الدولتين، "الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

كما تم بحث العلاقات الثنائية التي اتسمت بالتوتر في السنوات الماضية، وضرورة استفادة الجانب الفلسطيني من المشاريع الاقتصادية والإقليمية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو تعهد خلال لقائه ملك الأردن بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للأقصى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى