مقالات

قراءة في خطاب جلالة الملك من على المنبر الأممي

التاج الإخباري – بقلم: د.اخليف الطراونة

من على المنبر الأممي «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في دورتها الثامنة والسبعين في نيويورك، وفي زمن يعيش فيه العالم انقساماً أممياً حاداً وحروباً طاحنة، وفي زمن انصرفت فيه الأذهان عن قضية العرب والمسلمين الأولى» قضية فلسطين وأهلها المرابطين على ثراها الطهور» تراجعاً ينفطر له قلب الإنسان الحرّ، ويبعث الأسى والحزن على ما آلت إليه من مصير مظلم حالك، حيث نرى انتهاكاً صارخاً ووحشياً لأقدس مقدسات المسلمين في بيت المقدس ودرتها المسجد الأقصى من عصابات الصهاينة المحتلين، جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسي? المعظم معبراً بصدق وجرأة وشجاعة عن رسالة الأردن والرؤية الملكية العميقة لقضايا الأردن والمنطقة العربية والعالم؛ فعلى صعيد القضية الفلسطينية، أعاد جلالته الصدارة لها ليسمع هذا العالم ضرورة الحفاظ على القدس وهويتها كمدينة مقدسة للأديان الثلاثة (الإسلام؛ والمسيحية؛ واليهودية) وأن إجراءات الحكومة الإسرائيلية الأحادية بالاعتداء على المقدسات والمصلين وهدم المنازل، هي إجراءات لا تخدم الأمن والأمان والسلام. مشيراً جلالته، بكل وضوح وجرأة إلى غياب الحقوق المدنية، فهناك خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال بلا حق?ق مدنية ولا حرية تنقل. محذراً من استمرار هذه المعاناة في المنطقة، ومطالباً العالم التحرك بسرعة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإقامة دولة مستقلة على الأرض المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وبعدم ترك اللاجئين الفلسطينيين فريسة لقوى اليأس، فهناك حاجة طارئة للتمويل المستدام لـ» الأونروا».

واضعاً جلالته أيضا العالم أمام مسؤولياته في موضوع اللاجئين السوريين،قائلاً: » إن على هذا العالم العمل ككيان واحد لإعادة بناء الثقة المفقودة ومساعدة المحتاجين، وإنه لا يمكننا أن نسمح بضياع جيل بأكمله ونحن في موقع المسؤولية، فالمملكة من أكثر الدول احتضاناً للاجئين، فالأردن يعيش فيه أكثر من ١،٤ مليون لاجئ سوري، وأن مستقبل هؤلاء اللاجئين في بلدهم وليس في البلدان المستضيفة التي على العالم دعمها ومساعدتها».

 

وفي موضوع إنساني آخر؛ تطرق جلالته إلى الأزمة الإنسانية المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي والجوع في العالم؛ إذ أشار جلالته إلى أن أكثر من ٣٤٥ مليون إنسان يواجهون هذا الخطر بشكل يومي، ما يبرر التصدي لهذه المشكلة الإنسانية العالمية.

كما دعا جلالته في الخطاب إلى ضرورة التعامل بجدية مع التحديات البيئية كالتغير المناخي وأثره على العالم التي تهدد كوكبنا وتتطلب عملاً جماعياً للتصدي لها ومواجهتها.

هكذا جاء خطاب جلالته صريحاً وشاملا معبّراً بعمق فكره واتساعه وسداد رأيه وبمصداقية وشفافية عاليتين عن رسالة الأردن الحبيب ورؤية جلالته الشاملة والعميقة لقضايا بالغة الأهمية للأردن والمنطقة والعالم.

حفظ الله الأردن وطناً عزيزاً كريماً. وحفظ جلالته سنداً وذخراً للوطن وأهله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى