أخبار الأردناهم الاخبار

الإستزراع السمكي.. تجربة خجولة وعوائقٌ عِدّة وغيابٌ للتنظيم

التاج الإخباري – موفق الرياحنة 

تعتبر تجربة الاستزراع السمكي تجربة خجولة في الأردن مقارنة ببعض دول الجوار وفق مطلعون. 

ويعود الأمر في ذلك إلى عدم قدرة المواطنين على المجازفة في مشاريع الاستزراع السمكي بسبب العائق المادي وعدم توفر المصادر المائية الكافية اضافة إلى عدم تحمل أعباء ارتفاع كلف الطاقة وكلف فاتورة الأعلاف بشكل عام، عدا عن الكوارث الطبيعية التي قد تحدث مثل الصقيع ودخول فصل الشتاء قبل تسويق المنتج، وفق مزارعي أسماك ل"التاج". 

 وبدأت مهنة تربية الأسماك وانتاجها في الأردن عام (1966) بمساعدة المنظمة الدولية (الفاو) ولم يكن الانتاج حينها كبيراً، حيث يؤكد التقرير الذي حصلت عليه التاج أن الفرق بين انتاج السمك محلياً والاستهلاك المحلي واسعاً. 


1,6 كيلو استهلاك المواطن الأردني من الأسماك مقابل 18 كيلو لمواطني العالم

 وبلغت قيمة المبالغ التي انفقها الأردن عام (2019) على استيراد السمك حوالي 80 مليون دينار أردني ويقدر معدل استهلاك الفرد الأردني من السمك حوالي (1,6) كيلوغراماً للفرد الواحد من السمك مقابل حوالي (18) عشر كيلوغراماً للعالم ككل وحوالي (11.9) كيلوغراماً للفرد الوحد في الوطن العربي حسب احصاءات عام (2016).

القضاة: الإستزراع السمكي في المنطقة تجربة واعدة

وللوقوف أكثر على عمليات الاستزراع السمكي قال رئيس قسم الإرشاد في مديرية زراعة لواء الاغوار الشمالية المهندس سامي القضاة إنه تعتبر تجربة الاستزراع السمكي في المنطقة تجربة واعدة وهنالك العديد من المزارع النموذجية والحاصلة على التراخيص اللازمة من قبل وزارة الزراعة والتي يتابعها قسم الإرشاد الزراعي لتقديم النصح والإرشاد والتوعية وإجراء الفحوصات اللازمة إذا تطلب الأمر ذلك. 

واضاف أن موسم الاستزراع السمكي يبدء منذ منتصف آذار ولغاية شهر أكتوبر، موضحاً أن هنالك العديد من الأنواع التي تم استزراعها ومنها اسماك البلطي (وحيد الجنس) والتي أثبتت نجاحها بشكل مميز إضافة إلى اسماك الكارب وأسماك الزينة التي اتجه إليها بعض المزارعين مؤخرا بسبب العائد المادي الذي يجنيه المزارع ويعود السبب لكثرة الطلب عليه. 


أسعار الأعلاف عقبة تواجه مربي الأسماك

"التاج" كان لها عدة لقاءات مع بعض مربي الأسماك، وقال المزارع حماد ابو جراد إنّ لديه مزرعة لتربية الأسماك ومنها أسماك المشط الأحمر وأسماك الزينة، موضحاً أن ما يعانيه مربي الثروة السمكية هو ارتفاع أسعار الأعلاف المحلية والأجنبية حيث أنَّ سعر سعر طن العلف السعودي يبلغ 680 ديناراً يضاف اليها خمسة وعشرون ديناراً أجور نقل الأعلاف للمزرعة ويبلغ سعر طن العلف الأردني 540دينار يضاف اليها أيضا خمسة وعشرون دينار أجور نقل. 

واضاف أن الموسم في العام 2022 كان كارثياً عليه ولم يستطع تسديد التزاماته آملاً أن يكون هذا الموسم  افضل من سابقه. 

وبين المزارع مروان حسن الرياحنة أنه يجب أن يكون هنالك تنظيم لقطاع تربية الأسماك وتحديد سقوف سعرية تراعي مصلحة مربي الثروة السمكية ومنع الإستيراد خلال فترة تزويد السوق المحلي بالأسماك من قبل المزارعين. 

وفي سؤال وجهته التاج لرئيس جمعية مربي الأسماك المهندس احمد دبور حول كم بلغت نسبة رفد السوق المحلي من هذه المزارع قال إنه في العام 2019 كان هنالك اكتفاء ذاتي من سمك المشط واسماك الكارب 
وفي العام 2020 تناقصت النسبة إلى 70% وفي العام 2021 أيضا اصبحت 50% والعام السابق أصبحت 20% وتعود نسبة التدني إلى عدة أسباب ومنها جائحة كورونا والتي أثرت بشكل مباشر على القوة الشرائية إضافة إلى قيام بعض مربي الأسماك ببيعها بأقل من رأس المال مغادرين الأسواق بعدها بخسائر فادحة. 

واضاف أن نفوق الأسماك بسبب موجة الصقيع أدى إلى ترك بعض مربي الأسماك لمزارعهم لعدم قدرتهم على الايفاء بإلتزامتهم وعدم القدرة على استعادة نشاطهم. 

واشار إلى أن نقص الخبرات لبعض المزارعين هو أحد الأسباب التي أدت إلى انهيار بعض المزارع، مطالباً وزارة الزراعة بضبط المشرفين على هذا القطاع ليكونوا ذوو خبرات وذوو اختصاص. 

وفيما يتعلق بمنح التراخيص أكد أنه يجب على وزارة الزراعة تسهيل عملية ترخيص مزارع الأسماك، داعياً صندوق الإقراض الزراعي إلى تسهيل إعطاء القروض بضمان وجود مهندسين يشرفون بشكل مباشر على مزارع الاستزراع السمكي لضمان نجاحها. 


جمعية مربي الأسماك تدعو الحكومة إلى جعل المهنة منظمة

وفي سؤال للتاج حول دور جمعية مربي الأسماك قال المهندس دبور إن الجمعية تهدف إلى جعل الانتاج السمكي في الأردن صناعة منظمة تقوم على أسس علمية سليمة وابحاث متطورة للحصول على الانتاج المتميز والمتنوع بأسعار منافسة مغرية وبناء هرم تكاملي يغطي عملية الانتاج من فقاسات السمك والأعلاف والتجهيز للأسواق والتخزين والتوزيع والتصدير.

وللوصول الى هذه الغاية خلال مدة معقولة لابد لنا ان نصل مع الحكومة والجهات المسؤولة لتوفير المناخ المناسب لتشجيع قطاع الثروة السمكية وتدريب الشباب المؤهل على الدخول فيها واتقان اداء فنياتها و اصولها وتوفير الحوافز التي تدفعها قدماً نحو تحقيق ذلك المبتغى، وفق دبور. 

واوضح أن الجمعية بدأت بالفعل بتدريب بعض المهندسين بالتعاون مع مبادرة نشامى المهندسين الاردنيين عن بالتعاون مع وزارة الزراعة وقسم الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة الاغوار الشمالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى