أخبار الأردناهم الاخبار

قمة جدة.. السعودية تقود الإقليم ولا “ناتو” عربي والأردن حقق مكاسب هامة!

التاج الإخباري – عدي صافي 

حوارات: الأدوات العربية طغت على أدوات أميركا في القمة! 
الأردن خرج بمكاسب مهمة من القمة. 
بايدن جاء لحصار روسيا نفطياً والاحتلال اعترض القمة وقرر تجيير الزيارة له. 
الكيان يريد ان يكون العرب رأس الحربة في صراعهم مع ايران. 
لا "ناتو" عربي في الأُفق. 

اقيمت يوم أمس، السبت، قمة جدة للأمن والتنمية في المملكة العربية السعودية، بحضور دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والعراق إضافة إلى الأردن.
 
وركزت كلمات قادة وممثلي الدول المشاركة على ضرورة التعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، إضافة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية.

وشددت الكلمات على ضرورة ايجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم الاستقرار في اليمن، إضافة إلى دعم ايجاد حلول لأزمات الطاقة والغذاء والمناخ التي تعصف بالعالم بسبب الحرب الأوكرانية.

أهداف زيارة الرئيس الأميركي

الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن بلاده ستواصل عملها في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع دول المنطقة، وأضاف أنها لن تسمح بتهديد الملاحة البحرية في المنطقة، وستسعى إلى خفض التوترات في المنطقة، مشيراً إلى الهدنة في اليمن.

المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات قال إن بايدن جاء للمنطقة من اجل غاية رئيسية، تتمثل بالتخلص من ارتفاع اسعار النفط والنجاح في حصار روسيا نفطياً على الأقل، اضافة الى التخلص من التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية والذي قد يطيح بالحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية المقبلة. 

واوضح الحوارات في حديث له مع التاج الإخباري ان دولة الاحتلال اعترضت هذه القمة، وقررت تجيير هذه الزيارة اليها، ومن ثم بدأ الكيان ببث الاشاعات والكثير من الاخبار، في محاولتها لفرض نفسها على هذه القمة وكأنها تقول "هذه قمتي ونتائجها لي".

وبين ان الكيان وضع ايران على طاولة القمة بشكل رئيسي، حيث انها تريد ان يكون العرب رأس الحربة في صراع دولة الاحتلال مع ايران، عدا عن طرح مشروع دمج اسرائيل في المنطقة على اعتبار انه هدف رئيسي بالقمة، اضافة الى طرح ايضا مشاريع اخرى تتعلق بدولة الاحتلال في سعيها الى ضرورة عدم ذكر القضية الفلسطينية.

الأردن يحقق مكاسب هامة 

الملك عبدالله الثاني أكد، أن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، كما دعا جلالته المجتمع الدولي أن يواصل لعب دوره في التصدي لأزمة اللجوء في المنطقة.

"بالنسبة للاردن فلديه مكاسب مهمة من خلال انه اصبح حلقة الوصل في هذه العلاقة، عدا عن وجوده بموقعه الجيوسياسي ومكانته السياسية"، وفق الحوارات.

وقال إن الأردن تحصل على مساعدات مادية من الولايات المتحدة واستطاع طرح قضاياه الرئيسية على منتدى اقليمي دولي تحضره الولايات المتحدة، مثل قضية الحدود والتهديدات المتمثلة بتهريب المخدرات او الاسلحة والتي تزعزع استقراره وامنه. 

واشار الى ان ما طرحه الأردن قُوبِلَ بتفهم عميق من الاطراف العديدة، اضافة الى أن المملكة طرحت موقفها من القضية الفلسطينية بشكل واضح، اذ لا يمكن ان يحصل استقرار في الاردن او في المنطقة بدون ان تحل القضية الفلسطينية على اسس عادلة، كما انه طرح قضية القدس والوصاية عليها.

الأدوات العربية تطغى على أدوات أميركا في القمة! 

من الواضح ان الادارة الأميركية لا تمتلك ادواتها السابقة، وهي بحاجة الى دول الخليج؛ وكان ذلك جلياً في القمة التي أستخدمت بها الادوات العربية.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في كلمته إن بلاده قررت زيادة إنتاجها من النفط إلى 13 مليون برميل يوميا، داعياً إيران إلى التعاون مع دول المنطقة ووكالة الطاقة الذرية. 
َ
الحوارات اعتبر أن بايدن جاء مكرهاً للسعودية مستشهداً بأن الأخير عند وصوله لم يصافح أحد. 

واكد أن السعودية استطاعت فرض اجندتها بحكم انها في موقع قوة، لا سيما وان السعودية هي من تمتلك النفط وتمتلك الساحة الجيوسياسية في منطقة المضائق، عدا عن امتلاكها لتحالف عربي قوي استطاعت أن تؤسسه وان تفعله قبيل وصول بايدن من خلال زيارات الامير محمد بن سلمان للمنطقة والتي دفعت بقوة اضافية للنقاش من منطلق الندّ للندّ. 

واوضح أن ذلك أسهم بأن القمة لم تُفرّغ للمصالح الاميركية، حيث في السابق كانت الولايات المتحدة تقول افعلوا فيفعلوا، ولكن هذه المرة استطاعت دول الخليج والدول العربية والمملكة العربية السعودية طرح اجندات المنطقة الحقيقية ووضع المشاكل الفعلية للمنطقة ابتداءً من مشاكل التنمية والميليشيات الايرانية ومشاكل الحدود للاردن ومشاكل الطاقة للعراق وغيرها العديد على الطاولة. 

وبين أن وضع المشاكل الفعلية للمنطقة على الطاولة ادى  الى تراجع الاجندة الايرانية الى مراحل اخرى، فبدل ان تكون الملف الوحيد اصبحت ملفا من الملفات.

دحض فكرة إنشاء "ناتو" عربي

المحلل السياسي أكد أن فكرة تشكيل ناتو عربي مع اسرائيل نفيت مباشرةً، حيث أن العرب لم يقوموا بمصالحة جماعية مع دولة الاحتلال او التطبيع معها، بل كان واضحاً ان القضية الفلسطينية عادت الى النقاش من جديد وفرضت نفسها على اجندة القمة وحضرت في البيان الختامي، معتبراً أن هذا يعتبر نجاح وهزيمة لرغبة اسرائيل المتمثلة في اقصاء القضية الفلسطينية عن الاجندات العربية.

السعودية تقود الفضاء الإقليمي

قال الحوارات في حديثه مع التاج الإخباري أننا نشهد مرحلة تقود فيها المملكة العربية السعودية الفضاء الاقليمي المحيط فيها، مبيناً أن الأردن جزء من هذا الفضاء ويحاول بقدر ما يستطيع ان يكون شريكاً في صناعة القرارات المستقبلية. 

واضاف ان باعتقادي انخراط الأردن في عملية صناعة مستقبل المنطقة يعتبر نجاح بحدِّ ذاته، منوهاً أن المملكة لا تستطيع ان تقول "الريادة لي"؛ لأن هذا الأمر لن يعود بالفائدة عليها. 

وتابع، من الممكن للأردن أن يتسق مع ما يتفق مع مصالحه في هذا الفضاء الاقليمي الذي يشهد تغييراً واضحاً في ميزان القوى لمصلحة المملكة العربية السعودية، (ميزان القوى السياسي وايضا ميزان التاثير الجيوسياسي)، ولا شك أن الاردن متفهم ومتسق مع هذا الدور السعودي ويستطيع ان يستفيد منه لا سيما بعد ان سويت العديد من الخلافات السابقة وطويت صفحتها في اطار الماضي. 

واعتبر ان هذه القمة يمكن ان تكون نقطة انطلاق لتعاون اقليمي مهم يكون الاردن شريك ومؤسس فيه ومستفيد رئيسي منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى