مقالات

حسن فهيد يكتب: “طفولتي على أرضِ جنين”

التاج الإخباري – عدي صافي

كتبَ الكاتب حسن فهيد قصيدةً جديدةً بعنوان "طفولتي"، تتحدث عن طفولته التي قضاها على أرض مدينة جنين المحتلة في الداخل الفلسطيني. 

وتصور القصيدة مشاهد لحياة طفل صغير مليء بالحياة والشغف، ساعياً للإستكشاف والمغامرة ليصل إلى المعرفة، طموحاته وأهدافه وحتى لحظات طيشه، لتنتهي أخيراً بإظهار الحنين لذلك الزمن بعد أن تقدم الكاتب بالسن ولم يعد طفلاً إلا في ذاكرته. 

وجاء في القصيدة:

"اذكر أن هناك كانت لي طفوله

سنين كنت أنتظر أنّ أصبح من

أصحاب الرجوله

ما زلت أذكر أرجوحة

ربطتها أُمي في حضن الشمس

بسهوله

وكنت أنتظرها تدفعني بقوة لعلي

أعانق نسمات الصباح العليله

كنت أغار من نخلة فقط لكونها

كانت طويله

لم تمكني من اعتلاء ظهرها

فاقذفها بحجارة ثقيله

هناك…هناك فقط تعلمت معنى

الرجوله

كم كانت طفولتي على أرض جنين

جميله

كيف لي أن أنساها ولو استبدلوها

بألف خميله

هناك بدأت خطواتي… تتعثر

وبدأت التقط سنابل القمح

وألفها على شكل جديله

كم شربت منك يا نهر المقطع

وكنت أتابعك وأنت تردد

أغانيك الجميله

كم كنت أجلس على ضفتيك وأراقب

الكبار يداعبون الأرجيله

كنت أشاركهم بسرقة البطيخ

وأهرب معهم مزهوا بالنجاة وكأني

فارس قبيله

تعثر حظي يوما فوجدت نفسي

أقف أمام الشرطي

بلا حول ولا حيله

وصاحب المزرعة يشكوني ويقول

بأن يدي طويله

وينفخ أوداجه في وجهي ويزمجر 

وكأني أنا

من تآمر على هجرته ورحيله

وها أنا اليوم قد تقادم عمري 

وعندي من الكلام حكايات طويله

فطَموني عن أرض طفولتي وأصبحت

سجينا لا يخلى سبيله

ماذا أقول لطفل بات بين ضلوعي وقد

كثر نواحه وعويله؟

فأنا ما زلت ذاك الطفل الذي لن ينسى

الوطن خليله!!!". 

ويذكر أن حسن فهيد كاتبٌ أردنيٌ فلسطيني من افرازات عام النكبة، نشأ وترعرع في مدينة جنين واتم دراسته الثانوية فيها ومن ثم حصل على الشهادة الجامعية الأولى في اللغة الإنجليزية وادابها من جامعة دمشق عام ١٩٧٢.

فهيد عمل معلماً ومترجماً وادارياً في العديد من الدول العربية، وله مؤلفاتٌ باللغة العربية والإنجليزية، كما أنه يمتلك منهاجاً شاملاَ في اللغة الإنجليزية لطلبة المرحلة الأساسية (من الصف الأول الى الصف السادس).

الفَ فهيد عدداً من الروايات منها، رواية ليت، ورواية بلا حدود، ورواية لنا كرة، ورواية تسنيم، اضافة إلى اربع قصص قصيرة ومسلسل بدوي بعنوان "حجيلة".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى