أخبار الأردناهم الاخبارتقارير التاج

بايدن الى السعودية.. قضايا مفصلية على الطاولة والعرب في موقع قوة لا ضَعف! 

التاج الإخباري – عدي صافي 

النفط وايران وتكتل عربي اسرائيلي ابرز القضايا. 
سلة شروط بايدن تحتوي تنازلاته أيضاً! 
الحوارات: رغم حاجته اليها.. بايدن يدخلها كالفاتحين  وبعنجهية لا حدود لها. 
الحوارات: زيارة بايدن للمنطقة تاريخية لأنها قد تكون نقطة إنطلاق لعلاقة متوازنة بعيدة عن الإملاءات. 

بعد توتر العلاقات الذي استمر لمدة عامين؛ على اثر مقتل جمال خاشقجي الصحفي في واشنطن بوست، يزور الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية، الحليف المهم للولايات المتحدة، في يومي 15 و16 يوليو. 

وسيناقش جو بايدن قضايا رئيسية مع الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. 

ولعل احدى اهم القضايا التي سيتم مناقشتها هي إمدادات النفط، حيث ان  بايدن كان يرفض التعامل مباشرة مع الأمير محمد، إلا ان رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أصبحت أكثر إلحاحا بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، اذ سلطت الحرب الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين ومدى الصعوبات التي يواجهها بايدن في مكافحة ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وبناء جبهة دولية موحدة لعزل روسيا.

وفي وقت سابق دعا بايدن السعودية والمنتجين الخليجيين الآخرين إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار، والتي ارتفعت بسبب الإنتعاش القوي في كمية الاستهلاك، بعد ان ارتفع من أدنى مستوياته بسبب جائحة كورونا. 

ويشار إلى ان السعودية والإمارات على أنهما الدولتان الوحيدتان في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اللتان تتمتعان بقدرة احتياطية لدعم شحنات النفط العالمية، الأمر الذي قد يساعد على تخفيض الأسعار، مع التذكير بان  تعليقات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبايدن على هامش قمة مجموعة السبع والتقطتها كاميرات "رويترز" اوضحت أن الدولتين الخليجيتين بالكاد تستطيعان زيادة الإنتاج.

وقال بايدن الشهر الماضي إنه لن يضغط بشكل مباشر على السعودية لزيادة إنتاج النفط خلال زيارته.

سلة شروط بايدن تحتوي تنازلاته أيضاً! 

"في ظل حالة من عدم اليقين الجيوسياسي و مزاج مرهق من الحروب وويلاتها  يصل الرئيس  بايدن  الى المنطقة العربية لوضع قواعد جديدة تخدم استراتيجية الولايات المتحدة في حروبها القادمة والمتوقعة مع روسيا والصين وإيران فبعد أن فقدت جغرافيتها السياسية أهميتها بالنسبة للأمريكان وبدأوا يفكرون ملياً بتقليص تواجدهم فيها أو حتى الانسحاب منها هاهم يدركون فجأة أن مياهها ومضائقها البحرية ومنافذها البرية قد تشكل طوق نجاة للخصوم ولكنها في نفس الوقت قد تكون القيد الذي يلف أعناقهم، أما النفط الذي كاد يصبح في لحظة ما بلا قيمة بالنسبة للأمريكان يتحول فجأة إلى أهم وسيلة للفوز بالمواجهة الحاصلة مع روسيا إذ بدونه لا سبيل لخنق الاقتصاد هناك وبدونه ايضاً لا يمكن قطع شريان الامداد عن الآلة العسكرية لبوتين أما بالنسبة للصين فإن نفس النفط الذي اعطى للدولار الأولوية ذات يوم في تسيد عملات العالم قادر الآن على جعل اليوان الصيني عملة قابلة لتداوله وبالتالي ندخل في إطار جديد لصراع العملات بالإضافة لصراع النفوذ"، وفق ما بين المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات. 

وقال الحوارات في حديث له إنه رغم الحاجة الملحة للمنطقة، إلا ان الرئيس بايدن يدخلها كالفاتحين  وبعنجهية لا حدود لها بمجموعة لا تنتهي من الشروط تبدأ بتصنيف الدول حسب الهوى الأمريكي (والإسرائيلي) وما تمليه لوبيات تمارس أقصى أشكال الابتزاز على دول المنطقة مستغلة ما تقول عنه حقوق الانسان وهذه بالذات تتحدد اهميتها فقط بالمصلحة الامريكية المحضة إذ تعلو في حين وتخبو تماماً حيناً آخر حسب مقتضيات الحاجة والمصلحة الصرفة إنما لا ضير من إغراق المنطقة بشعارات تفقد قيمتها عند أول منعطف استراتيجي. 

واوضح انه وفي كل المرات السابقة اغرقت الأمم الكبيرة المنطقة بحروبها وصراعاتها ومصالحها ولم تستفد دولها إلا الخراب وويلات الحروب وما نتج عنها من استبداد وفقر أدى الى ما نحن فيه الآن، وأمريكا كانت طرفاً رئيسيًا في كل ما مضى وسبباً أساسياً لما نحن فيه. 

"أما الآن والسيد بايدن يريد وضع قواعد جديدة للعبةٍ يحارب فيها روسيا ويتصدى للصين ويوقف إيران فما الذي يجبر دول المنطقة على الانصياع له بعد أن ولى ظهره قبيل برهة قليلة لكل طموحات شعوب ودول المنطقة؟ وهل بايدن وتحالفه المتوقع هو خيار المنطقة الوحيد؟ وهل ينبغي ان نكون اعداء للآخرين حتى نرضي الولايات المتحدة ولماذا؟ وهي تأتي وتساوم الدول على استقرارها الهش لا بل تحمل في جعبتها مشروعاً قد يؤدي الى جعل دولة هامشية ومحتلة ( إسرائيل )  قائدةً للمنطقة وسيدةً لمجالها الجوي والبحري لماذا وما الثمن الذي يمكن أن تدفعه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال في سبيل ذلك؟"، كلها أسئلة يطرحها الحوارات. 

واكد أن مجالات التحالف باتت مفتوحة على مصراعيها أمام الدول العربية مع قوى دولية عديدة يمكن من خلالها ضمان أمن المنطقة بواسطة جيوشها ومنظوماتها الوطنية بعيدة عن هيمنة الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال .

وتابع، انه وبعد ما ذُكر فان زيارة بايدن للمنطقة تاريخية بمعنى الكلمة لأنها قد تكون نقطة إنطلاق لعلاقة متوازنة بعيدة عن الإملاءات، لا سيما وان المنطقة العربية لديها من عناصر القوة ما يجعلها قادرة على المساومة على أدق التفاصيل وأول هذه التفاصيل هو استبعاد دولة الاحتلال عن اي منظومة أمنية تخص المنطقة العربية لأنها العدو وليست الصديق. 

واضاف، ان محاولة التغطرس الامريكي بوضع دولة الاحتلال كشرط أساسي في أي نقاش يجب أن ترفض فوراً فالطرف العربي ليس بموقع الضعيف هذه المرة، لأن بايدن جاء مرغماً لا طوعاً أما محاولته زج الاطراف العربية في حرب مع  إيران رغم كونها خطراً يهدد الأمن العربي لكن هذه الفكرة يجب أن تُنبذ فوراً ولنتذكر جميعاً أن الولايات المتحدة اذعنت دوماً للضغط الإيراني بمنع وجود أي طرف خليجي في المفاوضات النووية فلماذاً اذاً يستبعد العرب من نقاشات السلام وحين الحرب اول من يُزج به في أتونها ، أما القضية الفلسطينية فلا جديد بشأنها سوى بعض المظاهر البرتوكولية لذر الرماد في العيون .

وقال الحوارات إن العرب ذاقوا مرارة الامريكان في أكثر من موقف وربما جاء الوقت للتخلص من تلك المرارة بصفقة تاريخية تسمح بوضع قواعد ثابتة تأخذ بعين الاعتبار مصالح شعوب المنطقة ودولها من منطلق مصلحة هذه الشعوب والدول بذاتها لا من خلال المصلحة المطلقة للولايات المتحدة ودولة الاحتلال فقط أعني مصلحة المنطقة بعيون المنطقة لا بعيون ( إسرائيل واللوبي الإسرائيلي في واشنطن )  إذا فعل بايدن ذلك (وطبعاً هذا لن يكون إلا بإستخدام الأدوات المتاحة لدول المنطقة وهي لأول مرة كثيرة ومؤثرة بشكل كبير ) حينها قد يكون هذا الرئيس قد قدم تنازلاً لكنه كسب جولة ربما تعيد لأمريكا مكانتها الاستراتيجية القوية من جديد وتضمن للمنطقة الاستقرار والهدوء ولو لبرهة قليلة من الزمن .

وفي ذات السياق رجحت وسائل إعلام عالمية أن يناقش بايدن قضايا أخرى خلال زيارته تتمثل بتكتل عربي اسرائيلي وحقوق الإنسان والحرب اليمن وايران ذاتها. 

تكتل عربي الإسرائيلي! 

من المتوقع أن يشجع الرئيس الأميركي، السعودية على إقامة علاقات مع إسرائيل، لتواصل بذلك الولايات المتحدة ضغطها من أجل تشكيل تكتل عربي إسرائيلي يمكن أن يرجح كفة ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيدا عن إيران، متأملاً أي بايدن، أن يؤدي مزيد من التعاون إلى اندماج إسرائيل في المنطقة، ومزيد من التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج الأخرى، مع العلم أنه ولتطبيع العلاقات، اشترطت السعودية إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في يونيو/حزيران إن بايدن سيساعد إسرائيل على تعزيز علاقاتها الإقليمية والارتقاء بتحالفها الأميركي إلى آفاق جديدة خلال زيارته للشرق الأوسط، وفق وسائل اعلام عبرية. 

حقوق الإنسان في موقع الصدارة

أكد بايدن على وضع حقوق الإنسان في موضع الصدارة في سياسته الخارجية، وتعهد بايدن في حملته الانتخابية بأنه سيعيد تقييم علاقات بلاده مع السعودية، اما في ما يخص حرب اليمن، كان الطرفان قد وافقا في أبريل/نيسان على اقتراح من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار مما أدى إلى تعليق الهجمات الجوية والبحرية والبرية وسمح بدخول الواردات إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون وإعادة تشغيل مطار صنعاء جزئيا، مع العلم انها أول هدنة شاملة يتم الاتفاق عليها منذ بدء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

ومن المرجح أن يطلب بايدن من الرياض الإبقاء على دعمها للهدنة، مع العلم انه وفي يونيو/حزيران اتخذ البيت الأبيض خطوة نادرة من نوعها بالاعتراف بالدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار في اليمن.

قلق سعودي من جهود احياء الإتفاق النووي

تشعر السعودية بالقلق منذ فترة طويلة من جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي خفف العقوبات المفروضة على طهران في مقابل وضع قيود على برنامجها النووي، مع الإشارة الى ان جهود إحياء الاتفاق تعثرت منذ شهور.

ومن المتوقع وفق مطلعون أن يثير الأمير محمد بن سلمان هذه المخاوف، مع التذكير بانتقاد الرياض، التي انخرطت في عدة حروب بالوكالة مع إيران في المنطقة، الاتفاق النووي والذي قالت عنه في وقت سابق إنه معيب لأنه لا يعالج برامج طهران الصاروخية أو شبكة حلفائها في المنطقة والتي تعتبر مبعث قلق لبعض دول الخليج، وفق رويترز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى