مقالات

البداية من كوسوفو والشيشان إلى جورجيا ثم سوريا فاوكرانيا!

التاج الإخباري بقلم راكان شجراوي

منذ انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر عام 1999 دخلت روسيا في عهده في العديد من الصراعات والحروب والتي كان يبررها الرئيس الروسي انها لأجل الدفاع عن الأمن القومي الروسي في غالبها وحماية مصالح القومية الروسية وحقوق ارثها السوفييتي والتي بدأت في الشيشان مطلع الألفية وصولا إلى الصراع الدائر الان في اوكرانيا!
المطلع على هذه الصراعات يرى بأن الرئيس الروسي قد نجح في الحصول على ما يريده و فرض واقع القوة والسيطرة على الأرض أمام اعتراضات الغرب و تنديدهم المستمر بالسياسات الروسية!

حرب كوسوفو
ـ عام 1999 وقع اتفاقا لنزع سلاح جيش تحرير كوسوفو بعد معاركه مع القوات اليوغسلافية و التأكيد على مشاركة القوات الروسية في مهمة حفظ السلام فيها، بحيث وافق جيش تحرير كوسوفو على أن يتخلى عن صفته العسكرية، ويتغير ليستمر وجوده بشروط جديدة توافق عليها موسكو ورئيس وزرائها انذاك بوتين!

حرب الشيشان
دخلت القوات الروسية الشيشان ردا على هجوم شنه الانفصاليون الشيشان على جمهورية داغستان في منطقة القوقاز الروسية وحدوث عدة اعتداءات دامية في روسيا، نسبتها موسكو إلى الشيشان ولأجل العمل على إعادتها إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي بعد اعلان الشيشانين استقلالهم عام 1996!
في مطلع العام 2000، سيطرت روسيا على العاصمة غروزني التي دمرتها المدفعية وسلاح الجو الروسي.
و في عام2009، أعلن الكرملين إنهاء عمليته بعد ولاء القيادة السياسية في الشيشان لموسكو وقد أدى النزاعان إلى مقتل عشرات الآلاف من الجانبين ان كان من المدنيين الشيشان او الجنود الروس!

حرب جورجيا
شنت جورجيا عام 2008، هجوما داميا ضد منطقتي أوسيتيا وابخازيا الجنوبيتين الانفصاليتين المواليات لروسيا.
وقد برر رئيس الوزراء الروسي يومها فلاديمير بوتين تدخل بلاده بما وصفه بـ”السياسة الإجرامية” التي تنتهجها جورجيا ضد القوميين الروس!
وجاء رد روسيا متمثلا في إرسال قواتها إلى جورجيا والحقت بها هزيمة مدوية اعترف الكرملين بعدهت باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وأبقى منذ ذلك على وجود عسكري كبير فيها. وندد الغربيون بهذا الاحتلال القائم بحكم الأمر الواقع وبقاء السلطة الروسية لكن دون أي تغيير ملموس على الأرض!

حرب سوريا
نشرت روسيا منذ 2015 قوات عسكرية في سوريا دعما لقوات الرئيس بشار الأسد متحديا الغرب في ذلك. وتدخلت القوات الروسية في سوريا بعد موافقة مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوة العسكرية في الخارج ودعم جيش النظام السوري. وحققت موسكو من خلال ذلك مكاسب مهمة تمثلت بقاعدتين عسكريتين في سوريا إحداهما في مطار حميميم في شمال غرب البلاد والأخرى في ميناء طرطوس على البحر المتوسط.

غزو اوكرانيا
في أعقاب الثورة الأوكرانية المؤيدة للغرب وفرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا عام 2014، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية!
وظهرت حركات انفصالية موالية لروسيا في شرق أوكرانيا بعد هذه العملية، وتحديدا في دونيتسك ولوغانسك، في منطقة دونباس المتاخمة لروسيا. وأعلنت الجمهوريتان استقلالهما مما أدى إلى نشوب نزاع مسلح حاد وصولا الي ما نراه اليوم من العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.

تقول روسيا ان محاولة اوكرانيا انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة في القارة أو حلف شمال الأطلسي “ناتو” يدفعها لاجتياح الأراضي الاوكرانية ومنعها من امتلاك بنية تحتية للناتو على أراضيها.
حيث ترى روسيا في ذلك تهديدا مباشرا لها ولامنها القومي! حيث ستكون أوكرانيا بذلك عضوا في اتفاقية الدفاع المشترك الأوروبي، مما يعني وجود قوات الناتو وقوات أوروبية على الحدود الروسية، وهو ما لم ولن ترضى به روسيا.
اتهمت روسيا الغرب بتأجيج هستيريا حول أوكرانيا بغية تبرير ضخ أسلحة إلى أوكرانيا ومنح حكومة كييف غطاء للتهرب من تنفيذ اتفاقات مينسك والقيام بمحاولة جديدة لحسم قضية دونباس بالقوة أدى ذلك الي قيام القوات الروسية بقصف الأراضي الاوكرانية و البدء بعملية اجتياحها لأجل منع أوكرانيا من امتلاك سلاح النازيين بحسب قول بوتين!

يتضح من ذكر هذه الصراعات و الحروب ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد نجح في القيام بما يريده عبر سنوات حكمه الممتدة منذ عام 2000 واخضاع الغرب و سياسيه على القبول بالأمر الواقع الذي كانت تفرضه المعارك على الأرض دون تدخل الغرب عسكريا فيه بمواجهة الروس!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى