أخبار الأردن

فتيات تستغل حجر الإصابة بـ”كورونا” للعلاج من الإدمان .. الأردن

التاج الإخباري – في الأسبوع الماضي، قررت 4 فتيات أردنيات كسر عزلة الجناح النسائي في المركز الوطني لتأهيل المدمنين، وتحديدا في جناحه “الوردي”، وقبلن بمحض إرادتهن الالتحاق به، لتلقي علاج يمكنهن من إزالة سموم غزت أجسادهن وسيطرت على عقولهن بسبب إدمانهن على مستحضرات ومهدئات طبية ومخدرات من أنواع مختلفة.

وهؤلاء الفتيات من ضمن 9 أخريات فقط خضعن للعلاج منذ مطلع العام الحالي حتى بداية الشهر الحالي، وواجهن تحديات عديدة، منها تبرير غيابهن عن المنزل لمدة تزيد على 30 يوما بشكل متواصل، فضلا عن وصمة مجتمعية قد تلاحقهن إذا تفشى سر إدمانهن، بحسب مدير المركز الدكتور محمد السحوم.

وما يزال يصطدم برنامج العلاج “النسائي” بالتحديات المجتمعية ذاتها، غير أن العام الماضي كان مختلفا، بسبب جائحة كورونا التي ألزمت الناس بالحظر الشامل والجزئي، وهو ما ساعد في تبرير غياب الراغبات في العلاج، حيث ارتفع عددهن الى 13 فتاة، منهن عازبات ومتزوجات بأعمار مختلفة، ممن رغبن بطرق أبواب النجاة والخروج من طوق الموت البطيء أو المفاجئ بجرعة زائدة.

ولم تختلف ارقام الفتيات اللواتي عولجن في الجناح “الوردي” المخصص للنساء داخل المركز، في العام 2019 كثيرا عن العام الماضي 2020، حيث عولجت سبع فتيات فقط من إدمانهن على مستحضرات ومهدئات طبية من قبيل أدوية علاج الأعصاب، والصرع، ومضادات الاكتئاب والقلق، وبعض الأنواع من المخدرات الخطرة (الحشيش والهيروين).

ولم يتوقف المركز عن تقديم الرعاية الصحية لمتلقي العلاج خلال الجائحة، وفق السحوم الذي اعتبر خلال حديثه لـ”الغد”، أن ضحايا التعاطي من النساء خاضوا التجربة الأولى المؤدية إلى طريق الإدمان تحت وطأة ظروف نفسية معينة أفقدتهن السيطرة على سلوكهن، غير أن أغلب الفتيات وقعن في براثن الإدمان على المستحضرات الطبية، مستغلات “سوء صرف هذه الأدوية من قبل بعض الصيدليات”، رغم أنه لا يمكن صرفها إلا بوصفة طبية من طبيب اختصاصي.

ويرى السحوم أن المدمنات بأمس الحاجة للتغلب على الخجل أو التردد، وعليهن التوجه للمركز لمساعدتهن مجانا وبسريه تامة، مشيرا إلى عدم وجود أي مساءلة قانونية، كما أن التعامل معهن بشكل خاص يليق بطبيعة حالتهن الجسدية والنفسية، مشددا في الوقت نفسه على أهمية الدعم الأسري لهن لتبرير غيابهن.

وبين أن علاجهن وإزالة السموم من أجسادهن لا يحتاج أزيد من 60 يوما في حال التزامهن بمراحل العلاج المختلفة، بدءا من مرحلة التقييم الشامل والفحص الأولي وطرد السموم، مرورا بمرحلة التأهيل النفسي والدعم السلوكي، وصولا الى مرحلة التعافي والامتناع عن التعاطي.
وفي السياق ذاته، تذهب جمعية معهد “تضامن” في رأيها نحو أن النساء الأردنيات اللاتي يتعاطين المخدرات يعانين من العنف بمعدل أعلى مقداره ضعفان الى خمسة أضعاف من النساء الأخريات، كما أن هناك استخداما مختلفا للمخدرات بين الرجال والنساء.

بعض الفتيات المدمنات على المستحضرات الطبية بشكل خاص نفدن من براثن العلاج المجاني في المركز، ليقعن في قبضة مكافحة إدارة المخدرات العامة، إذ يتم تحويلهن الى محكمة أمن الدولة لمحاكمتهن استنادا الى قانون المؤثرات العقلية لسنة 2016، بـتهمة حيازة وتعاطي مستحضرات طبية ومواد مخدرة تصل عقوبتها الى الحبس وغرامات مالية.
الغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى