عربي دولي

وزير لبناني يحذر من الغرق في العتمة الشاملة

التاج الإخباري – حذر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريمون غجر، أمس الخميس، من أن البلد قد يتجه إلى “العتمة الشاملة” نهاية الشهر الحالي ما لم يتم توفير المال اللازم لشراء الوقود المشغل للمعامل.

ويواجه لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، منذ ثلاثة عقود على الأقل، مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء ذي المعامل المتداعية، وساعات تقنين طويلة تتخطى 12 ساعة يوميا.

وأجبر ذلك غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب مولدات الكهرباء الخاصة، التي تعوض نقص إمدادات الدولة.

“عتمة شاملة”

وقال غجر بعد لقائه برئيس الجمهورية ميشال عون، وفق تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام، إن “لبنان قد يذهب الى العتمة الشاملة في نهاية الشهر الجاري في حال عدم منح مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية لشراء الفيول” أي الوقود.

وأضاف “المشكلة اليوم تتلخص بعدم توافر الأموال اللازمة لشراء الفيول” بعدما كان يتم الاعتماد حتى الآن على الأموال المرصودة في موازنة العام 2020.

ولم يقر لبنان بعد موازنة العام 2021 على وقع الانهيار المتمادي وشح السيولة وتضاءل احتياطي مصرف لبنان بالدولار.

وطلبت وزارة الطاقة منحها سلفة بقيمة 200 مليار ليرة من احتياطي الموازنة لتوفير الحاجة الملحة لمؤسسة كهرباء لبنان من إجمالي 1500 مليار تحتاجها لتأمين الكهرباء.

ودعا رئيس البرلمان نبيه بري اللجان النيابية المعنية الى جلسة، الثلاثاء، لدرس بندين، أحدهما اقتراح قانون معجل مكرر لمنح كهرباء لبنان هذه السلفة.

ويؤمن لبنان منذ مطلع العام الوقود الضروري لتشغل معامل إنتاج الكهرباء عبر بواخر، بعد انتهاء عقد مع شركة سوناطراك من دون تجديده، إثر نزاع قانوني على خلفية ما عرف بقضية “الفيول المغشوش”.

“عواقب كارثية”

ويجري لبنان مفاوضات مع السلطات العراقية لتزويده بـ 500 ألف طن من النفط الثقيل، مقابل حصول العراق على أدوية وسلع لبنانية. إلا أنه لم يتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نهائي، خصوصا أن النفط العراقي غير مطابق للمواصفات، ويعتزم لبنان مبادلته بنفط مطابق.

وحذر غجر من “عواقب كارثية” على كافة القطاعات. وقال “تخيل حياتك بلا كهربا بلا انترنت بلا تلفون بلا مستشفى بلا لقاح.. انا شخصيا أشعر أن ذلك سوريالي ليس طبيعيا أن تعيش في القرن الـ 21 بلا كهرباء”.

وأثارت تصريحات غجر انتقادات واسعة. وتصدر وسم #وزير_الطاقة موقع تويتر.

وكتبت إحدى المستخدمات “المفروض أن نخبر وزير الطاقة حتى يجد لنا حلا”. وعلق آخر “السوريالي هو أن يكون لدينا هكذا مسؤولين”.

قطاع مهترئ

ويُعد قطاع الكهرباء الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة أساسا. وقد كبد خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).

ويشكل إصلاح هذا القطاع شرطا رئيسيا يطالب به المجتمع الدولي منذ سنوات، إذ شكل أبرز مقررات مؤتمر سيدر لدعم لبنان عام 2018، ومن أبرز طلبات صندوق النقد الدولي العام الماضي.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت إلى خسارة العملة أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها، تزامنا مع قيود مصرفية مشددة وشح في الدولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى