عبيدات تكتب.. عام جديد في حياة الأردنيين
التاج الإخباري – بقلم د.حنين عبيدات
يستقبل الأردنيون عاما جديدا من أعمارهم و أعمالهم و أحزانهم و أفراحهم ، و همومهم و انكساراتهم ، و انتظارهم الذي يغلفه صبر الحياة و عشق الأرض.
ليكن عامنا الجديد سلاما على هذه الأرض و هي معشوقتنا الأولى و ما نحن إلا خدامها الصغار الذين نحبها بشغف و نحنو عليها بعاطفة نقية ، فقد يغفو الإنسان و لكن الزمن لا يغفو و سيكون شعارنا :
لن تتعب أجفاننا و إن سهرت، ولن تكل عزائمنا و إن عملت.
وستبقى أحلامنا خالدة قد تتوارى فينا و تهجع آمنة و لكنها ستضل متوهجة يقظة.
عام جديد ينتظر من الجميع خلق حوار خلاق يبعث همومنا و مخاوفنا و مآزقنا و آمالنا جميعا، فالواقع يلح علينا أن نتحاور بصبر و صدق بعيدا عن التعصب والصد و الرفض.
عندما نتجول في تاريخنا المجيد ، فنجد أحدهم يقدس الحضارات، و الآخر يفتح الجمجمة فيداعب جراحها بأصابعه ثم يعيد تسوية الشعر أملا ، و نجد ثالثهم ينشد أغانيه الرقيقة و تأملاته العذبة.
فتحية لك أيها الوطن النبيل و تحية لسرك المتجدد و لرجالك العظماء ، و تحية إلى أمة تضرب جذورها في أعماق الزمن ، فلا تغضب أيها الوطن و لا تقلق فمن حقك أن تكون من الغاضبين إن لم نقم إجلالا وإكبارا لك ، نسوي الليل بالنهار ، نصوغ العشق و نلتقي من أجلك ، و أبناؤك يبحثون و يصبرون و يسهرون حتى يكونوا مستقبلا مشرقا عبر بوابة الرضى ، و سيضل في الذاكرة هاجس يعيش فينا : أردن أنت الهوى.
فعلى هذه الأرض تجمعت جيوش اليرموك وحطين و مؤتة ، و صنع التاريخ أمة عظيمة ، فلا تقلق أيها الوطن سنبقى نردد أغاني الحياة في هذا الزمن الصعب و ننشد شعر الغزل و نقول:
أنا عنك ما أخبرتهم لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
كل عام و الأردنيين بخير.