مقالات

امل خضر تكتب الاعلام الدبلوماسي صورة دولة ومجتمع 

التاج الاخباري- تعرف الدبلوماسية الإعلامية بأنها «فن التفاوض» وادارة العلاقات بين الدول، وتعتبر القوة الاعلامية- الدبلوماسية قوة الدولة في التحكم بالمعلومات وكيفية استخدامها للتأثير على الشعوب في تشكيل صورتها الذهنية، وهذا بالطبع يرتبط بقوة الدولة الاعلامية او مدى

تعامل الكوادر البشرية والخبراء مع وسائل الاعلام سواء باستخدام وسائل الاعلام التقليدية (الصحف، الاذاعة، التلفزيون) او وسائل الاعلام الحديثة (الاقمار الصناعية، الانترنت) وذلك لخلق صورة ايجابية عن الدولة.
وقبل البدء في هذ  الموضوع  الحيوي  في حياتنا والذي يعتبر من أعمدة الحياة اليومية على المستوى العائلي الاجتماعي أو  على المستوى الرسمي ، لبد من توضيح وتعريف الاعلام .
وذلك قبل أن نتطرق للاعلام الدبلوماسي 

يعرف الإعلام أنّه المعلومات التي تُنشر بواسطة الوسائل الإعلاميّة (المقرؤة، المسموعة غير المرئية،المريئة) لغرض الوصول الى الجمهور وتحقيق هدف معين ايجابي او سلبي ، مثل الإذاعة والتلفزيون ,‏الإنترنيت ,‏المجلات, الصحف اليومية, وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها الحديثة لغرض الوصول التاثير على المجتمع او بمعنى أصح الجماهير وهم الهدف المقصود للاعلام، حيث يتضح تأثير الاعلام على سلوك الافراد والمجتمعات وتساهم في تغييره .
وفي بعض الاحيان يكون سلاحاً ذو حدين وخاصة بعد ظهور الغزو الفكري والانترنت للمجتمعات من خلال ثورة التكنولوجيا الحديثة وكثرة انواع وسائل التواصل الاجتماعي .
وعليه فأنا
 الإعلام والدبلوماسية توأمان متلازمان يستحيل فصلهما، ويعرف الإعلام بصورة عامة بأنه لسان السياسة الناطق وأداتها المؤثرة في جميع شرائح المجتمع، بل وتتعدى الحدود الداخلية لتصبح إقليمية ودولية استنادًا لقوة الحدث ونوعه، وبالتالي فإن الإعلام والدبلوماسية لهما تأثير مباشر على الرأي العام الداخلي والخارجي والإعلام العربي بصورة خاصة هو علام موجَّه من قِبل السلطة السياسية لخدمة بقائها في السلطة، بينما الإعلام الغربي الرأسمالي موجَّه سياسيًّا لخدمة مصالحهم الاقتصادية أولًا واستراتيجيتهم ثانيًا، حيث تتوشح الدبلوماسية دائمًا بثوب الصحافة لإخفاء المعالم السياسية التي بداخلها

الإعلام الدبلوماسي الحديث هو الناطق الرسمي للدولة عن طريق وزارة خارجيتها والذي يتميز بالسرعة والمصداقية، وبالتالي يتطلب كادرًا محنكًا متمرسًا؛ لكونه يعكس حقل السياسة الخارجية والدولية بين طرفين والتأثير الذي يمثله من خلال مهارات الاتصال والتواصل والتخاطب؛ لأنه يمثل الجهة الرسمية المعتمدة مع الاحتفاظ بالخصوصية الوطنية، والتعبير عن أهدافها ومصالحها وحضورها وتطويرها، وأن الإعلام الدبلوماسي الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف تفرعاته واجبه الرئيسي هو إيجاد جسور تواصل بين الجميع تستند إلى الحقائق الثابتة والصادقة بعيدًا عن التزييف والمراوغة، وإيصال المعلومة بأسرع ما يكون؛ لأن ذلك يدل على الاحترافية المهنية والحنكة الدبلوماسية الإعلامية . 
يُعد الإعلام الدبلوماسي الحديث بصورة خاصة، والحكومي أو الرسمي بصورة عامة من أهم مقومات نجاح وتفوق الدولة على مختلف مسمياتها هو هدف استراتيجي يرسم من قِبل هرم الدولة لغرض دعم مصداقية الاستراتيجية التي تم تحديد أهدافها بعيدًا عن التكتيك لغرض معيَّن وبالتالي أصبح الإعلام الدبلوماسي الحديث، المعيار الحقيقي لثقل وهُوية الدولة في قضايا التنمية والاقتصاد، السياحة، التعليم، الصحة.. وغيرها؛ لغرض إيصال المعلومة بأسرع ما يكون، سواء من الصحف المقروءة أو المسموعة
 والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يمكن تفعيل دور وسائل الاعلام المختلفة لخلق الدبلوماسية الاعلامية؟
أولاً: تفعيل وبناء علاقات مع القائمين على وسائل الاتصال واستمرارية تقديم المعلومات للاعلاميين وكسب ثقتهم والذي بدوره سيؤثر بشكل ايجابي على التدفق العالمي للمعلومات 
ثانياً: ظهور وتمثيل الدولة على شاشات التلفاز والاذاعة تجاه قضايا ومواقف معينة ودعمها، من خلال تقديم الحجج والأدلة والبراهين وبذلك تستطيع أن تأخذ الدولة موقفا واضحا ومحددا على الأجندة الدولية بمعنى انها تفرض نفوذها على الرأي العام الدولي.

ثالثاً: اطلاق محطات اذاعية وتلفزيونية مختلفة سواء كانت موجهة او غير موجهة وذلك بهدف تشكيل صورة ذهنية ايجابية عن الدولة وتمثيل الدولة اعلامياً وبسط نفوذ الدولة عن طرق البرامج الحوارية لدعم قضايا الدولة، والمسلسلات وغيرها للوصول لغايتها وذلك بضرب عصفورين بحجر واحد ألا وهو الترفيه وخلق صورة ايجابية عن مواقفها تجاه بعض القضايا.
ان القوة الاعلامية اصبحت بمصاف القوة العسكرية للدولة، بل تضاهيها حيث اصبحت تلعب دوراً مهماً في تحقيق الاهداف السياسية الخارجية والمحافظة على المصالح القومية للدولة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى