مقالات

أرشيف التلفزيون الأردني على الفيس بوك.. كشف عن خدشٍ عميقٍ!!

 التاج الإخباري – بقلم: موسى العجارمة

منذ أن أطلقت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني صفحة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان:" أرشيف التلفزيون الأردني"، بدأت تتوالى المقاطع والبرامج التي تربينا عليها منذ الصغر، وأخرى سمعنا عن جمالها من أشخاص عاصروا حقبة السبعينيات والثمانينيات في القرن الماضي، دون أدنى شك بأن أصحاب هذه الفكرة غردوا خارج السرب، وقدموا فكرة خلف أسوار الصندوق بشكل يتلاءم ويتماشى مع متطلبات العصر ويتماهى مع خانات الذكريات الجميلة.

بكل صدق وأمانة أن هذه الصفحة أطلقت بشكل ريادي وإبداعي، لتكون نقطة انطلاقة حقيقية لإعادة إحياء أرشيف مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية من جديد، ولا سيما أن هناك آلاف مؤلفة من أشرطة الفيديو بقت حبيسة في الأدراج في ظل وجود مكتبة عريقة وضخمة تزخر بالإنتاجات الهامة التي استوطن الغبار أغلفتها خلال وجودها على رفوف الأرشيف.

ومن يتمعن بالمواد الأرشيفية التي يتم نشرها عبر هذه الصفحة، سيتشكل لديه يقين تام وقناعة مطلقة بأن هذه المؤسسة كانت الوجهة العربية الأولى لاستقطاب أهم البرامج العالمية ونجوم الدراما العربية أمثال:( منى واصف وجيانا عيد وعباس النوري وسميرة توفيق وسلمى المصري وحسين فهمي)، والبوابة الحقيقية لعرض المحتوى الإعلامي المرموق الذي يلامس واقع ومسيرة وطنية برمتها.

ومن الأمور التي لا يمكن تجاوزها أو العبور عنها، كانت مرتبطة بوجود عشرات المقاطع للإعلامية القديرة د.عالية إدريس ابنة هذه المؤسسة العريقة التي حملت على عاتقها مشروع إعلامي كبير يلخص مسيرة مهنية وأكاديمية كبيرة من خلال برامج عديدة ومميزة كانت جزءاً لا يتجزأ من هذا الأرشيف العظيم.

ولكن ما يدعو للآلام والتندر أن عالية إدريس اليوم بعيدة عن التلفزيون الأردني وتعمل في إحدى القنوات العربية بسبب الزامها بالتقاعد المبكر من مؤسستها الأم دون وجه حق، بحجة الدماء الشابة الجديدة التي لم نسمع عنها حس أو خبر، "إلا من رحم ربي"، ولم تقدم أدنى المعايير المهنية والموضوعية وكانوا سبب رئيسي بتراجع المؤسسة عقود للوراء، ومن المؤسف أن أغلبهم لا يحملون شهادة الصحافة الإعلام وسر تعيينهم بهذه المؤسسة العريقة ارتبط بأشخاص معينين.

ومن الواضح أن الأرشيف الذي نشر لا يعرف سوى لغة الإبداع التي رسمها بكل أمانة ومصداقية، وهو يكشف عن مبدعات مرموقات تركن الأثر الحقيقي أمثال السيدة اخلاص يخلف "حارسة بوابة اللغة العربية الفصيحة" التي بلغ رصيدها الإعلامي بحجم مكتبة متنقلة تدرس، وصاحبة الحضور المميز نوف التميمي، والإعلامية النشمية التي نسجت مسيرتها بألوان العلم الأردني ضياء العوايشة، ولا ننسى سيدة الإعلام القامة زاهية عناب، ورجل الإعلام الأردني العملاق رافع شاهين.

وفي زخم هذا الإبداع، أود القول لأصحاب القرار: إن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، اخترقت المثل الشائع الذي يقول " من ليس له ماضي ليس له حاضر"، لأنه بكل أسف وحَسْرةٌ ماضي هذه الشاشة العريقة موجود اليوم وبقوة كبيرة، ولكن حاضرها تبخر بسرعة الرياح واندثر، وعلينا أن تذكر قول جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، عندما عبر عن سعادته بافتتاح التلفزيون الأردني: "إنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن أتحدث إليكم في هذه اللحظات التي ينطلق فيها التلفزيون الأردني ليكون منارة جديدة للحق والهدى وينبوعا ثريا للفكر والعرفان."

هذه المؤسسة صرح وطني شامخ، وعلى المعنيين وأصحاب القرار أن يقدموا على ثورة بيضاء لإعادة إحيائها من جديد، لأن هناك أرشيف حقيقي ونهج وطني ليس بوسع كل أردني أن يحتمل فقدانه، وهذا يستدعي لوجود منظومة إعلامية مرموقة صحيحة البتة كاملة الأركان والمعايير تفكر بطريقة شمولية وعمومية لإعادة الارتقاء من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى