أخبار الأردناهم الاخبارخبر عاجل

خبير تربوي: تجربة طالبي إربد مؤشر خطير للاهتمام بتفكير وقناعات أبناءنا

التاج الإخباري – غادة الخولي

قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة إن تأثر فتيين بعد قراءة كتاب "الأب الغني والأب الفقير" كان ملفتاً وكبيراً .

وأضاف أبو عمارة في حديث مع "التاج الإخباري"،  إنه يجب تسليط الضوء على التمعن والدقة التي امتلكها الفتيين بقراءة الكتاب؛ باعتبارها شيء إيجابي، وذلك من خلال ربطه بالمشهد الحالي من الواقع.

وأوضح أن هناك مؤشر إيجابي بأن يكون شبابنا وأطفالنا ينتمون إلى القراءة، مشيرا إلى أنه يستجوب الحذر هنا من قيامهم بالحراك الإجتماعي للحصول على المال والخروج من التعليم والمدرسة في سبيل ذلك .

وأكد أن هنالك نسبة من  الطلبة يغادرون التعليم إلى العمل بحجة جني المال لكرههم للمدرسة، باعتبارها مبرراً لذلك. 

وحول قضية فتيان اربد فإنهم على وعي كامل وثقافة عالية، ويتضح ذلك من خلال الخط وتركيبة الرسالة من الأفكار وطريقة الحوار ونتائجهم من قراءة الكتاب، وفق ابو عمارة. 

" قد تكون ذريعة لديهم للهروب من المدرسة أو الفضول لمعرفة الجانب الآخر من الحياة بالعمل والحماس الاندفاعي بكسر النمط الاعتيادي للحياة"، وفق أبو عمارة .

وبين ان الطالبين لم يصلا لمرحلة النضج، وان التعليم لا يؤمن الوظيفة فقط، وإنما يؤمن الثقافة والقدرة على التفكير والتحليل والتركيب والإبداع من خلال مهارات كثيرة يستفيد منها الطالب خلال دراسته، مضيفاً أن الشهادة هي تحقيق حلم الآباء.

وأكد أنه كآباء وتربويين يجب الاستفادة  من هذه الحادثة، بمراقبة الأبناء والطلاب ولأي مدى تفكيرهم وقناعاتهم وتأثرهم بالكتب أو وسائل التواصل والبيئة المحيطة بهم، عن طريق النقاش والحوار والاهتمام والاقناع .

وأشار أبو عمارة إلى أن حظ الطالبين كان جيداً بعدم تغيبهم لفترة طويلة، والعثور عليهم قبل اللجوء إلى طرق غير سوية في الحصول على المال وانتهاج طرق بشكل خاطئ للوصول إلى الثراء، أو تعرضهم للاستغلال من خلال أحد المجرمين.

وأفاد أن الشابين قدما رسائل تربوية مبطنة حول كيفية الانخراط في تفكيرهم وتوجيههم بطرق للتنمية عن طريق التعليم، مشيرا إلى أنه يتضح أن هناك غياب للغة الحوار والانفتاح بين الآباء والابناء في تجربتهم .

وتابع أن النموذج في عقلية الطلبة هو نموذج غير ناجح ويأخذون انطباعا سيئاً عن التعليم ، بسبب الركود في سوق العمل للذين يحملون الشهادات .

ولخص أبو عمارة إن الدافع كان للطالبين مبدئيا جني المال لتحقيق حلم الآباء بالثراء أو الهروب من الدراسة لاختزال الوقت والوصول إلى هدفهم بوقت اسرع .

وأضاف أن هذا الجيل لديه القدرة على اتخاذ القرار والتخطيط والتنفيذ لكن ينقصه التوجيه والتجرية، مؤكدا أن هناك خلل في المناهج للفرق الكبير بين الحلم والواقع ويجب معالجته، وأيضا لغياب النموذج والقدوة الأكاديمي بالدراسة والتسلسل بالوظيفة حتى فتح مشروع خاص .

"هناك مؤشر خطير بهذه التجربة  لتأثر أبناءنا بمحيطهم بالاقتناع والتقليد، والمحيط قد يحمل الإجرام والفساد والإرهاب واللجوء إلى المخدرات، أو الاعتداء عليهم ، فعلينا إعادة النظر بما يحيط بالابناء ومدى تأثيره عليهم"، بحسب أبو عمارة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى