محمد غانم ل”التاج”: قول “الله لا يرحمه” يعتبر تعدي بالدعاء والرحمة مختصة بالله عزّ وجل

التاج الإخباري – عدي صافي 

أطلق المتهم بقضية قتل الشابة الجامعية ايمان النار على نفسه بعد ان حاصرته قوى الأمن العام، وفق بيانٍ رسمي. 

وأضاف البيان أن قوة أمنية تحركت على الفور لتداهم الموقع، وحاصرت القاتل الذي أشهر سلاحه باتجاه رأسه، رافضاً تسليم نفسه ومهدداً بالانتحار، حيث قامت القوة بمفاوضته إلا أنه رفض ذلك وأطلق النار على نفسه في منطقة الجانب الأيمن من الرأس (الصدغ الايمن) بحسب التقرير الطبي الأولي ، وتم نقله للمستشفى – قسم العناية الحثيثة، فاقداً للوعي والعلامات الحيوية.  

الضابط المتقاعد من إفتاء القوات المسلحة الأردنية الشيخ محمد غانم قال في حديث له مع التاج الإخباري إن القتل العمد جريمة من الجرائم ومن قتل النفس التي حرم الله عمدا وعدواناً فهذا يعتبر من اكبر الكبائر. 

وبين ان الله عز وجل قال: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا". 

واضاف، عنْ أَبي بكْر  أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً في حجَّةِ الودَاعِ: إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت. 

واوضح غانم ان القاتل العمد قد يتوب، فان تاب، تاب الله عليه، والله عزّ وجل يقول: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70). 

واشار الى ان قاتل نفسه بالنار وهذا ما دلت عليه الاحاديث ولا يجوز للانسان قتل نفسه حيث يقول الله "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، مبيناً ان  المسلم الذي يقتل نفسه يبقى على الاسلام؛ لأن قتل النفس ليس كفرا وانما كبيرة من الكبائر يحاسبه الله عليها ولكنه يبقى داخل دائرة الاسلام ويغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين.

واكد ان  الدعاء على الظالم يجوز، حيث يقول الله تعالى:" لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا"،  فيجوز الدعاء على الظالم بمقدار ظلمه ولا يجوز التعدي في الدعاء. 

وفي ما يخص الدعاء على الظالم وقول "الله لا يرحمه"، قال غانم إن هذا الأمر يعتبر تعدي بالدعاء حتى وان الشخص ظالماً، لأن هنالك حدودٌ للدعاء ولأن الرحمة مختصة بالله عزّ وجل، فهو غفورٌ رحيم، وشديد العقاب، وهو يرحم من يشاء ويعذب من يشاء ويعفو عمن يشاء. 

وذكر ان المتهم الذي قتل الفتاة ثم اطلق النار على نفسه، يعتبر مجرماً وجرمه عظيم، وكبيرة من الكبائر وعليه غضبٌ من الله، وهذا امرٌ لا يمكنُ انكاره، داعياً الجميع الى عدم الحكم على الامور من المنظور العاطفي.