أخبار الأردناهم الاخبار

أطباء برنامج الإقامة.. إستعبادٌ في زمنٍ ولّت به العبودية.. على طاولة وزير الصحة مجدداً!!

التاج الإخباري – عدي صافي

يعاد في كل فترة فتح موضوع الأطباء المقيميين في كل القطاعات الصحية ويتم التركيز عليهم وتسليط الضوء على واقعهم المؤلم خاصة في مستشفيات وزارة الصحة.

قال أطباء في حديث لهم مع التاج أن بداية المعاناة تبدأ بمحاولة تحصيل الطبيب لبرنامج الإقامة بسبب قلة المقاعد المتاحة لغالبية التخصصات الطبية عدا عن البروتوكول المعقد للحصول على برنامج الإقامة وفق حديثهم.

واشاروا الى أن كثير من الأطباء يدخلون برامج إقامة تفرض عليهم وليس حسب رغبتهم ويأتي ذلك بسبب سياسات أفضت لهذا الواقع الأليم.

وبينوا انه رغم زيادة التعداد السكاني وكثرة المرضى والمراجعين إلى مستشفيات وزارة الصحة والحاجة الملحة لتعيين أطباء وزيادة أعداد المقيمين تلبية للضغط المهول على المستشفيات إلا أنه و للأسف لم نصل بعد للمطلوب بما يتناسب مع كل ما ذكر ومن هنا تتجذر معاناة الأطباء المقيمين بالعمل لساعات طويلة جداً و سلسلة مناوبات شهرية تكاد تقصم الظهر.

واكدوا ان ساعات العمل تفوق العدد المسموح به للطبيب المقيم حسب قانون العمل والعمال و أيضا بما يتنافى مع حقوق الإنسان وكل ذلك يتم إخراج مصوغ ومبرر له حسب رؤية المسؤول تحت مصطلح “حسب ما تقتضيه مصلحة العمل”.

واكدوا ان الطبيب المقيم يُستغل من قبل المسؤول من خلال إستنزافه جسدياً ومادياً وذهنياً، عن طريق اوكال اليه مهام كثيرة تفوق قدراته ودوام ساعات متواصلة من غير نوم او راحة، منوهين ان المسؤول يستغل أن الطبيب المقيم يعتبر الحلقة الأضعف في المعادلة.

وذكروا في حديثهم مع التاج ان الطبيب المقيم لا يملك حق الرفض أو ابداء الرأي لأن ذلك قد يكون ثمنه فقدان ذلك الإختصاص من خلال طرق شتى ابرزها الإمتحان التقييمي السنوي

وقالوا أن هنالك خلل في عملية التدوير للمقيمين بين المستشفيات؛ حيث يبقى طبيب مقيم طوال فترة الإقامة في مستشفى مركزي ويكون ضمن فريق رئيس دائرة الإختصاص وهذا وفق حديثهم يسمى “الطفل المدلل” ويحصل على كافة الإمتيازات ومباشرةً يصبح إختصاصي بعد إنتهاء مرحلة برنامج الإقامة، في حين ان هنالك مقيمين آخرين يكونون ضمن نظام عمل السخرة فعند كل دورة تنقلات يوضعون في المقدمة وقد خدموا في غالبية المستشفيات وحتى في الطرفية منها وفي كثير من الأحيان تكون خدمتهم في أقسام الطوارئ.

وبينت احدى الطبيبات الخاضعات لبرنامج الإقامة في حديث لها مع التاج انها تقدم برنامجها للإقامة في احدى المستشفيات الخاصة.

واكدت انه يعلن عن عشر مناوبات للطبيب خلال الشهر ولكن بالواقع يتم ارغامه على تأدية ١٥ مناوبة أو اكثر ولا يستطيع الطبيب الرفض أو الإعتراض حيث يتم تهديده بالفصل ومنح مقعده لطبيب غيره.

وذكرت انها ناوبت لأكثر من ٣٢ ساعة متواصلة من دون راحة أو نوم، اضافة الى انها في احدى المرات ناوبت لأكثر من ٤٨ ساعة من غير نوم.

وقالت انه ورغم الضغط الكبير الذي يواجههم في العمل إلا ان وضعهم يعتبر جيداً بالنسبة للأطباء المقيمين في المستشفيات الحكومية والذين يواجهون ضغطاً كبيراً لا يمكن تحمله، منوهة ان احد اسباب ازدياد الأخطاء الطبية هو عمل الطبيب لساعات طويلة وبشكل متواصل مما يقلل من تركيزه وقدرته على اتخاذ القرار.

ودعا الأطباء وزارة الصحة ممثلةً بوزيرها الدكتور فراس هواري الى اتخاذ قرارت صارمة تمنح طلبة الإختصاص حقوقهم كبشر، ووصع مراقبين على المسؤولين عن طلبة الإقامة حتى لا يقوموا باستغلالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى