اهم الاخبارتقارير التاج

التحرش الجنسي.. قضية تحمل عواقبها فتاة وينام ضمير فاعلها!

ثلاث ارباع السيدات في الاردن تعرضنَّ للتحرش!
الجراح: التحرش او اغتصاب الفتايات قد يغير مجرى حياتهنّ او ينهيها. 
التحرش هو التشخيص الاكثر شيوعا بالاثار والمضاعفات النفسية التي تحدث لدى الفتيات. 
(٢٠ _ ٣٠) ٪ من ضحايا التحرش والاغتصاب يعانون من "التروما". 

التاج الاخباري _ حنين زبيده 

التحرش الجنسي جريمة منتشرة في كافة أنحاء العالم، ولا ينحصر وجود التحرش على الشارع العام، انما قد يحدث داخل الصروح التعليمية والبيوت وغيرها. 

دراسات تشير الى أن النساء هنَّ اكثر من يتعرض للتحرش او الاغتصاب مقارنةً بالجنس الاخر. 

وتقول جمعيات نسائية إن ثلاثة أرباع السيدات في الأردن تعرضن للتحرش، اذ سجلت في عام 2020 نحو 200 جريمة اغتصاب، وما يقارب 800 جريمة هتك عرض.

 اختصاصي النفسية الدكتورة رانيا الجراح قالت إن فعلا التحرش والاغتصاب يعتبران من اكثر السلوكيات والمواقف التي تؤثر بالفتاة وقد تغير مجرى حياتها بالكامل اذ لم يتم التعامل مع "الحالة" بطريقة صحيحة. 

واشارت في حديث لها مع التاج الإخباري ان التحرش او الاغتصاب لا يؤثران على نفسية الضحية فقط بل لهما آثار اخرى منها أعراض صحية. 

واستشهدت في حديثها بتشخيص DSM5 واللذي يبين ان التحرش هو التشخيص الاكثر شيوعاً بالاثار والمضاعفات النفسية التي تحدث لدى الفتيات .

الاثر النفسي للتحرش/الاغتصاب

اوضحت الجراح أن التأثير النفسي للتحرش او الاغتصاب لا ينتهي لمجرد انتهاء الحادثة بل ان اثره يبقى مستمر مع الضحية وقد تبقى عالقةً في الموقف ولا تستطيع الخروج منه، وان الضحية قد تعود للموقف لمجرد سماعها لصوت معين او كلمة معينة او مشاهدتها لموقف شبيه . 

وذكرت ان الاثار النفسية التي تعيشها "الضحية" كثيرة منها عدم الثقة بالنفس والشعور بالعار وعدم الشعور بالامان او الراحة، اضافة الى الشعور بالخوف والقلق والاهانة . 

واكدت ان التحرش والاغتصاب لهما اثار على الصحة اذ يتسببا بألم مزمن في منطقة الظهر والحوض، وارتفاع ضغط الدم، وصداع شديد، عدا عن حرقة بالمعدة وتهيج بالقولون العصبي .

التروما النفسية بعد الحادثة

واضافت الجراح في حديثها مع التاج ان الضحية عادةً تصاب بما يسمى "التروما" او اضطراب ما بعد الصدمة ، وهو يشكل الاثار النفسية التي تحدث مع الضحية على المدى القريب والبعيد من الحادثة .

وتظهر اشكال التروما "على المدى القريب" بالارق والكوابيس والغثيان والارهاق والرغبة في تشويه الجسد باداة حادة اضافة الى التفكير بالانتحار والذي يؤدي في بعض الاحيان الى الوفاة، مشيرةً الى انه تظهر على الضحية سلوكيات انحرافية لم تكن تقوم بها قبل التعرض  الى التحرش او الاغتصاب في بعض الأحيان. 

اما اشكال التروما "على المدى البعيد" فتتمثل بالشعور بالخوف والميل الى العزلة والكآبة وعدم تكوين صداقات وعلاقات جديدة وعدم الثقة بالذات والخجل امام الفتايات، كما ان الضحية تصبح تشعر بالضعف والخمول والسيطرة من قبل الجنس الاخر، وفق الجراح. 

تاثير عاملي عمر"الضحية" وقرب"المعتدي" عليها

تعد ظاهرة التحرش شائعة جدًا بين الفتيات الأصغر سنًا واللواتي تبلغ أعمارهن بين 17 و 28 عامًا حيث أن 90% من النساء في تلك المرحلة العمرية تعرضن للتحرش الجنسي.

وقالت الجراح إن المرحلة العمرية التي حدث فيها الاعتداء تؤثر على عمق الاثر النفسي؛ اذ أن التحرش او الاغتصاب في المرحلة العمرية "الطفولة/المراهقة" والشباب اثره النفسي اكثر من غيره .

اما عن درجة قرب المعتدي من الضحية ، بينت انه كلما كان المعتدي مصدر ثقة و قريب الى الضحية (زوج، اب، اخ، مدرس، او احد المحارم "اقرباء الام والاب") كلما كان الاثر النفسي اكبر على الضحية . 

كيف يجب التعامل مع "الضحية" ؟

يجب التعامل مع "الضحية" بحذر شديد وبمعايير معينة لتفادي الحادثة، وفق الجراح. 

وأوضحت أن بعض الفتيات يواجهنَّ صعوبة كبيرة في الابلاغ عن تعرضهن لـ التحرش او الاغتصاب وذلك بسبب الخوف من طريقة التعامل التي من الممكن ان تتعامل بها. 

كما ويجب التعامل على أن الحدث اللذي تعرضت له الضحية أمراً طبيعي وليس أمراً غريباً اومخيفاً، بل يجب التعامل بهدوء وتأني واعطاء الضحية الشعور بالامان والراحة حتى تستطيع التكلم وشرح تفاصيل الحادث والتي قد تكون مؤلمة او مخجلة لها. 

ويجب على الشخص المقابل للضحية ان يكون على قدر من الثقة التي تمنحه اياه الضحية وعدم اشعارها بالخوف او التعجب او الغرابة اثناء تحدثها . 

كيف "للضحية" ان تتفادى الشعور بكره الذات او الشعور بالذنب ؟

نحو (٢٠ – ٣٠) ٪ من النساء اللواتي يتعرضن للتحرش او الاغتصاب يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة "التروما" والتي ايضاً تجعل الفتاة تعاني من الشعور بالذنب والقلق والخوف وكره الذات، واللتي اذا ظهرت على الفتاة وجب عليها القيام بزيارة اخصائيين نفسيين للعلاج اللذي قد يشمل علاج دوائي او علاج سلوكي الامر اللذي من شأنه إزالة التوتر والقلق عن طريق تمارين الاسترخاء بالاضافة الى تمارين التنفيس الانفعالي . 

كيف تستطيع الفتاة التخلص من الذكريات؟

يعتقد الغالبية انه من الامر المستحيل للضحية ان تنسى ما مرت به وانه لا طريقة لنسيان حادثة مثل التحرش او الاغتصاب، الا ان لعلم النفس رأي اخر بهذا الشأن .

وقالت الجراح في حديث لها مع التاج الإخباري انه من الممكن للضحية التخلص من بعض الذكريات و"تناسيها" وذلك من خلال عدة طرق . 

من اهم الطرق التي تساعد الضحية على التخلص من الذكريات هي التحدث عن الحادثة، اذ يجب عليها التحدث مع اشخاص جديرين بالثقة ويستطيعون تفهمها؛ لأن التحدث يخفف من مشاعر القلق والخوف ويساعد على تجاوز الحادثة والتعافي منها . 

والخطوة الثانية التي يجب القيام بها بعد التحدث بكافة التفاصيل هي ان تقوم الضحية بانكار كافة الاحداث التي اصيبت بها كأن شيئا لم يكن وتعويض هذه الاحداث بالتركيز على انجازاتها وتعزيز الثقة بنفسها . 

على المجتمع تقبل الفتايات اللواتي تعرض للتحرش/الاغتصاب

وجهت الجراح خلال حديثها رسالةً الى المجتمع بشكل عام واهل الفتيات اللواتي تعرضنَّ للتحرش او الاغتصاب بشكل خاص، داعيتهم إلى تقبل الفتاة وعدم التعامل معها كمذنبة وعدم تهديدها او تخويفها وعدم المبالغة بالامر بل القيام بمحاولة استدراك الموضوع ومعالجته. 

واكدت على عدم القاء الذنب على الفتايات اذ انهنّ لا يحملنَّ اي مسؤولية لتعرضهنَّ للتحرش او الاغتصاب وان لا ذنب لهنّ بذلك.

واشارت الى انه يجب على المراكز الاستشارية والسلوكية تقديم الدعم الكافي للضحية وجعلها تتكلم عن الحادثة ، اذ ان الحديث عن مشكلة التحرش التي تعرضت لها تساعدها لتطوير آليات جديدة للدفاع عن النفس .

واضافت انه يجب على الضحية ان تثق باحساسها وان تتدرب على تجنب الخطر والدفاع عن نفسها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى