منوعات

في الكاميرون.. جوازات سفر “طينية” للتنقل قبل الاستعمار

التاج الإخباري – قبل أن تطأ أقدام المستعمرين أراضي القارة الإفريقية، كانت الأقنعة المصنوعة من الطين بمثابة جوازات سفر وتأشيرات للانتقال من منطقة إلى أخرى في الكاميرون، وعدد من دول القارة السمراء.

وقبل قدوم الأوروبيين إلى إفريقيا، كان السكان المحليون يستخدمون الأقنعة المصنوعة من الطين كجوازات سفر في عدد من بلدان منطقة إفريقيا الوسطى مثل الغابون والكونغو الديمقراطية والكاميرون.

وحددت آنذاك ألوان وأشكال الأقنعة المستخدمة الوضع الاجتماعي لحامل القناع ومهنته ودرجتها.

ويستخدم المبتدئ أو الصانع في مهنة ما، قناعا متعدد الألوان أثناء ترحاله من منطقة لأخرى، فيما يختار رب العمل أو معلم المهنة عددا أقل من الألوان، فيما يستخدم الحرفي قناعا ذو لون واحد.

كما كان الصيادون ملزمون باستخدام الأقنعة خلال الصيد في منطقة ما.

 الوضع الاجتماعي

وفي حديث للأناضول، قال عالم الاجتماع الكاميروني محمد باغان، إن "الأقنعة كانت مستخدمة حتى وقت قريب في بعض مناطق الكاميرون".

وأضاف أن الأقنعة الطينية تحظى بأهمية كبيرة في تاريخ الكاميرون وقارة إفريقيا.

وأردف قائلا: "في السابق، اعتاد المرء بالكاميرون أن يذهب إلى رئيسه ليطلب جواز سفر حين يرغب بالانتقال من مكان إلى آخر، ويخبره بالسبب".

وأشار إلى أن الناس كانوا يتنقلون أحيانا لغرض التعليم وأحيانا أخرى للصيد والتجارة.

وأوضح أن الأقنعة المستخدمة في السفر لها ألوان ورموز مختلفة حسب الوضع الاجتماعي لحامل القناع وغرضه من السفر.

وأضاف أن "الأطباء والصيادون وصيادو الأسماك والحدادون والمزارعون والكهنة والتجار والموسيقيون والمصارعون والراقصون والنحاتون والرسامون والخزافون والنساجون ورواة القصص كانوا يستخدمون أقنعة تميز مهنهم من خلال الألوان والرموز".

وذكر أن استخدام الأقنعة كان إلزاميا للأشخاص الراغبين بالصيد، مشيرا إلى أن "الأقنعة كانت تحمل رموز الحيوانات التي يرغب الشخص باصطيادها".

وتابع: "على سبيل المثال، يتم إعطاء قناع برمز لطائر إلى صياد الطيور، وقناع برمز للفيل إلى صياد الفيلة".

وأفاد بأن "كل قناع مخصص لاصطياد حيوان معين، ولا يُسمح لحامله باصطياد حيوان آخر، كما لم يكن مسموحا بالصيد بدون قناع".

ولفت إلى أن وجود عقوبات مشددة للغاية كانت تفرض على كل مسافر أو صياد لا يحمل قناعا.

الاناضول

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى