مقالات

قشوع يكتب: بايدن و رهانات النفط

التاج الإخباريخالد قشوع 

يبدو أن العالم سيشهد في هذا العقد العديد من الأحداث السياسية المفصلية التي ستتخم كتب التاريخ، فلم يكاد العالم يستيقظ من صدمة وباء كوفيد 19 حتى انتقل الى حرب روسية – أوكرانية أثرت على دول العالم سياسيا، و اقتصاديا بشكل عميق. إن الخارطة السياسية مرتبطة حتما بالمصالح الإقتصادية للدول ويبدو أن الأزمات التي عاشها العالم في الفترة السابقة قد ساهمت في إعادة رسم إستراتيجيات الدول، و التساؤل حول جدوى التحالفات فيما بينها.

لفد ذهب المحللون الى تحليل قمة أوبك اقتصاديا مع أنها كانت قمة سياسية بامتياز، فقد حلل البعض تحركات المملكة العربية السعودية بأنها تسعى إلى تحقيق فائض في خزينتها لأول مرة منذ ثمانية سنوات بعد انخفاض أسعار النفط، و أزمة كوفيد 19. و هذا يلزم من المملكة العربية السعودية أن تحافظ على سعر برميل النفط في حدود 79 دولار للبرميل حسب تقديرات صندوق النقد الدولي.

و مما دعى المملكة العربية السعودية لهذا الخيار، الإنفاق الهائل على مشاريع البنى التحتية، و المدن الجديدة التي تبلغ قيمتها تريلون دولار. و هذا كان تعليل وزير الطاقة السعودي. فمع زيادة أسعار الفائدة الأمريكية فعلى المملكة العربية السعودية أن تبحث جيدا على مصلحتها حتى لا يقع أقتصادها "كالعادة"  فريسة الركود الأقتصادي الذي يلوح في الأفق.

قد تكون هذه تعليلات أقتصادية ممتازة في الظروف العادية و عندما لا تكون الولايات المتحدة و الناتو في حرب غير مباشرة مع روسيا في أوكرانيا و هي الحليف الأول للمملكة العربية السعودية، و الضامن الاستراتيجي لبقاء الخارطة السياسية الخليجية دون تغير.

لقد إستهان صانع القرار السعودي بالدور الأمريكي و نقل رهانه النفطي على الدب الروسي الشرس، مستبعدا كم الأوراق السياسية الموجودة في حوزة الأمريكان و التي أولها بالطبع الإتفاق النووي الأيراني، فأن اجتماع أوبك+ الأخير ما هو الا سلاح جديد يضاف الى ترسانة أسلحة بوتين ولن تدع الولايات المتحدة هذا الرهان يمر دون رد و الذي يشاع عنه في الأوساط السعودية أنه سيكون رد "هستيري".

فمن الأهداف السياسية أيضا هو إسقاط الرئيس بايدن من خلال هزيمة الديمقراطيين في الأنتخابات النصفية، مما سيمهد الساحة لعودة ترامب الحليف الأول لولي العهد السعودي، ولكن مع بقاء أقل من خمسة أسابيع على الأنتخابات النصفية فأن الديمقراطيين لن يستسلموا بهذه السهولة عندما يتعلق الأمر بأعصاب الأقتصاد الأمريكي قبيل الأنتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى