مقالات

خالد قشوع يكتب: رسائل الملك من نيويورك إلى العالم 

التاج الإخباري – بقلم خالد قشوع 

احتوى خطاب جلالة الملك أمام الجمعية العامة للأمة المتحدة على ثلاثة محاور رئيسية، تضمنت في طياتها ثلاثة رسائل ضمنية. حيث تحدث جلالتهُ عن أزمة اللاجئين حول العالم و تحديداً السوريين، والتغير المناخي وأثرهُ الحالي والمستقبلي، والقضية الفلسطينية.

وفي طيات هذه المحاور برزت الرسائل التي وجهها الملك إلى العالم وقد كان أولها على الترتيب، أن الأردن دفع فاتورة باهظة في إستضافة اللاجئين السورين وسط تباطئ المجتمع الدولي عن القيام بواجباته تجاه اللاجئين، ومع ذلك فإن الأردن لم يأن جهداً في إستضافة اللاجئين رغم محدودية الموارد، والقدرات.

وثانياً، أن الأردن لن يتراخى في الدفاع عن أمنه الوطني، في إشارة واضحة للضغوطات التي يتعرض لها الأردن من حدوده الشمالية، ومحاولة إغراقه بالأسلحلة والمخدرات والمتفجرات. مما يؤشر إلى أن الصبر الأردني تجاه غض الطرف السوري عن تأمين جانبه من الحدود بدأ ينفد، وقد ينذر هذا الخطاب إلى أن التصعيد الأردني بات يلوح في الأفق. حيث أن التحركات الأردنية المستقبلية قد تكون أكثر من مجرد ردود فعل، حيث قد يستثمر الملك رصيده السياسي الدولي للقيام بعملية تأمين إستراتيجي للحدود الأردنية – السورية.

وثالثاً، كان لتأكيد جلالته على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، هو الضمانة الوحيد للحفاظ على مقدسات الديانات الثلاث في تلك البقعة. وأن أي حديث عن خلع تلك الوصاية أو الحد من شكلها الحالي سيكون له إرتدادات على الأرض لن تقف عند تغير معالم المدينة المقدسة فقط، بل ستحمل معها الكثير من عدم الإستقرار لمن يسعي للنيل من أهمية ورمزية تلك الوصاية.

إن كلمة الملك عبد الله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تعد وجهة نظر في عين الرقيب من الدول، بل هي تلخيص سياسي وجيوستراتيجي لحاضر ومستقبل الشرق الأوسط يتم بناءً عليه يتم تشيكل رؤى وإستراتيجيات الدول تجاه هذه المنطقة. لما يتمتع به جلالته من مصداقية، وحكمة، وإتزان يسمح لهُ بل أن يجعل من الأردن رمانة ميزان الشرق الأوسط والصوت الصادق الداعي للسلام والإستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى