أخبار الأردناهم الاخبار

مزارعوا الاغوار.. معيقاتٌ تُهدّدُ شريانَ الأمن الغذائي في البلاد

التاج الإخباري – موفق الرياحنة 

يعتبر القطاع الزراعي شريان الأمن الغذائي في الأردن حيث يساهم  بما نسبته 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي و يعمل فيه 3.5% من مجموع القوى العاملة في الأردن. 

 

أحد المزارعين وصف وضع القطاع الزراعي انه غدا في حالة إحتضار رغم انه يعتبر القطاع الأهم الذي يسهم في تأمين الأمن الغذائي للوطن لكنه اليوم يعاني جملة من المشكلات التي بدأت تظهر مؤخرًا بشكل جلي. 

 

هجران مهنة الزراعة

 

التاج الأخباري سلطت الضوء على أهم هذه المشكلات من خلال لقاءها بعض المزارعين في لواء الأغوار الشمالية، حيث قال المزارع يوسف العاصي إنه لولا وراثته الزراعة عن والده لتركها منذ ثلاث سنوات، موضحاً أن الزراعة لم تعد تجدي نفعًا في ظل الارتفاع غير المسبوع للمستلزمات الزراعية وارتفاع أثمان المياه وشحها رغم المطالبات العديدة بزيادة ساعات الري. 

 

 المزارع توفيق المهداوي أكد أن الزراعة المتكاملة لا يمكن ان تتخلى عن مستلزمات الانتاج الزراعي من خلال الاسمدة والبذور والمبيدات وانظمة الري بالتنقيط والبلاستيك، مشيراً الى ان كلف الانتاج الزراعي زادت اسعارها بالسنوات الماضية ووصلت اسعار بعض الاسمدة إلى ارقام قياسية تجاوزت خمسة اضعاف سعرها واكثر. 

 

وتابع، ان ضريبة المبيعات التي فرضت على مستلزمات الانتاج الزراعي، لا يدفعها الا المزارع وحده، لأنها تفرض على تاجر التجزئة ثم يفرضها تاجر التجزئة على المزارع  الذي يتحمل اعبائها. 

 

ويضيف المستثمر جهاد حلاوة في حديث له مع "التاج" أنه تكبد خسائر فادحة نتيجة ارتفاع الكلف الزراعية وسوء تسويق المنتج الزراعي معتبراً أنَّ اهم اركان العملية الزراعية التسويق، فهو يأخذ منتج المزارع ليقوم بتسويقه اما داخل السوق المركزي او من خلال التُّجار لتصديره خارج البلاد وهنا يتعثر المزارع من خلال سنديان التاجر ومطرقة السوق وفي العادة السوق يعتمد على العرض والطلب ولا ينعكس هذا ايجاباً الا عندما يكون العرض قليلاً والطلب كبيراً. 

 

خطر ملوحة مياه سد الملك طلال

 

وفي سياق اخر قال المهندس جمال الساري والذي إن مياه سد الملك طلال اصبحت تهدد اشجار الحمضيات، معللاً ذلك بإرتفاع نسبة الملوحة في مياه السد الى ما نسبته 800% ولوجود معادن ثقيلة تأتي من مخلفات المصانع الكيماوية والتي تؤثر على نمو الشجر والمحاصيل والثمار. 

 

وبين الساري ان مياه السد كانت تأتيهم يوماً في الاسبوع إلا انها اصبحت تأتي ثلاث مرات في الاسبوع، وفي ذات السياق افاد المزراع علي ابو الرب أن مياه سد الملك طلال لا تصلح لري الحمضيات حيث أنها قتلت مزرعة اسماكه وأتلفت شبكة الري التي يستخدمها وهو ما كلفه اعباءً ثقيلةً في ظل ارتفاع اسعار المستلزمات الزراعية. 

 

فاتورة الطاقة المرتفعة ونفقات المزارع

 

ويجمع مزارعون على ان فاتورة الطاقة قد ارتفعت نتيجة رفع اسعار المشتقات النفطية والتي تعتبر الاساس في ري المزروعات، اضافةً الى ارتفاع اجور النقل، مطالبين الحكومة بالتدخل قبل أن ينهار القطاع الزراعي. 

 

المزراع ناصر ابو خروب اكد أن ارتفاع اجور الايدي العاملة يزداد بشكل متسارع وخاصة اجور العمالة الوافدة، حيث يعمل العامل الوافد حاليا بأجر دينارين لساعة العمل الواحدة وبمعدل ثمان ساعات يوميا او يزيد، إلا انه في الواقع لا يعمل من الثمان ساعات سوى ستة ساعاتٍ فعلية. 

 

وبين ان اجور العمالة بشكل عام تستنزف ما يقارب 2% من مردود الانتاج الزراعي، واذا ما اردنا احتساب تكلفة اجور العمال اضافة الى غلاء مستلزمات الانتاج وغلاء الوقود والكهرباء نجد ان دخل المزراع لا يغطي مجموع هذه النفقات وبالتالي تضاف خسارة الى خسارة ويستنزف المزارع مما يؤدي الى ان يصبح المزراع من زوار المحاكم، وفق ابو خروب. 

 

ودعا في حديثه اصحاب القرار الى وضع حد سعري لكافة منتجات الخضار والفواكه يراعي بالدرجة الأولى كلفة الصندوق الواحد من المنتج الزراعي حتى يصل الى وسطاء السوق المركزي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى