وفيات

في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المغفور له احمد فارس الكردي

 

التاج الإخباري –  بقلم الأستاذ ابراهيم احمد الكردي 

في الذكرى السنوية الأولى لرحيل طيب النفس المرحوم احمد الكردي 

إلى من كان بعد الله تعالى له الفضل في وجودي …
إلى من رباني صغيراً … ورعاني شاباً … وصاحبني كبيراً …
إلى طيب القلب والنخوة والحب والعطاء أبي … أيها السامق في قلبي رغم الغياب يا روحاً أحببتها وما كفاني فيها العشق ارتواء 

أبي .. يا نوراً وهبني بعض ضوءه ، وبعضاً من بركات السماء 
كل الحزن أقل من وقع فقدك وسطوة رحيلك ، هل تجرؤ الذاكرة ألا تذكرك فيه 
ليس رثاء متأخراً ما أكتبه ألان ليس تمجيداً لك أو بحثاً عن أمثالك في هذه الزمان ، بل أكتب سعياً للتخلص من أهات الحنين والوجدان 
بعض الرجال يولدون في الزمن مرة واحدة لا تتكرر ، وأنت منهم يا أبا محمد 
فراقك لم يكن سهلاً أبداً ترك فراغاً في مسعاك في دروب الخير والأحسان 
وقد ورثنا عنك المحبة والصدق والعزة والكرامة وكنت للمحبة عنوان 
فرحم الله قلبك ونفسك وروحك

رغم صعوبات حياتك في القرية والمدينة كنت نظيف اليد … عفيف اللسان ، مرفوع الرأس .. خدمت أهلك ووطنك فارساً وجندياً في جهاز الأمن العام بكل شرف وأمانه 

عشت نفحات عروبة الأمة وحملت أوجاعها وتغنيت في حبك بالوطن وأمجاده ، والقيادة الحكيمة ومكارمها ، والسهول والدحنون والرمان 
رسمت بزهو وبهاء شيخ الديرة والعشيرة ، وثقت عرى الأخوة والقربى

فتركت سيرة عطرة مشرفه وأياد بيضاء تعمل في الخير قد سبقتك إلى الله أعمالك ودعوات أناس كنت لهم بالسر عوناً يدعون لك بالرحمة والمغفرة والجنان 

كنت وما تزال موجوداً في واقعنا ومع من أحبك من الأبناء والأحفاد والجيران وأبناء بلدك ، فقد كنت إنساناً بكل ما تعنيه الإنسانية من معان سامية ، متسامحاً مع حسادك قبل أصدقائك كانت روحك تسمو فوق الضغائن … وللعفو كانت روحك عنواناً

علمتنا أن الحب يكمن في الصدر ، والصدر يحمل قلباً يضيئه الحب الصادق 
علمتنا كيف نختلف ونحترم آراء بعضنا البعض ، وإن الرأي فينا نابع من فكر أصيل يحمل تراث أمتنا وأن نتمثل قيمنا العربية وشريعتنا الغراء 
علمتنا كيف نسمو بأرواحنا محلقين في سماء الكون نبحث عن مرضاة الله دون مرضاة البشر فكأنك طير محلق في الفضاه يمكث بين أوراق الزمن ودفاتر الأيام ، يتنقل بصبر وطموح ومسؤولية ، دون الركون إلى احد سوى التوكل على الله وحده 

والدي الحبيب سيد الرجال وهيبتهم ، أحاول أن أسترجع الزمن في ذاكرتي فكل يوم يمر بي يذكرني بعبقك وريحانك ، ورجاحة عقلك وسمو خلقك ، وثمار عملك ومواقفك ناصعة الطهر والرجولة في ميادين الحياة 
فما عسانا ان نفعل سوى ان نقول لك سلام على روحك الطاهرة النقية سلام من أمي وسلام من كل محبيك ، سنسير على خطاك بثبات وشموخ كما كنت شامخاً

يكفيني فخراً انك كنت الأب المعطاء والمعلم والقدوه والصديق الناصح والكريم العفيف يكفيني فخراً انك احمد فارس الكردي.

نم وادعاً سنعيش على ذكراك فقد تركت فينا همة باقية وعملاً في سبيل الخير وسلوكاً على طريق الفضيلة والهدى بإذن الله 
وأننا في هذه الذكرى لا يسعنا الا ان نرفع أيدينا الى الله العلي القدير في هذا اليوم المبارك الذي يصادف ذكرى الأسراء والمعراج أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وان يجعل قبرك روضه من رياض الجنة.

عائلتك يا فقيد قلوبنا 
زوجتك رفيقة دربك وأبنائك وأحفادك 
………
يذكر ان الفقيد الكردي هو ظابط متقاعد من جهاز الامن العام ومدعي عام أسبق ، كما حصل على شهادة البكالوريوس في القانون من الجمهورية اللبنانية ، وهو نجل المرحوم الشيخ فارس الكردي كان يعمل في التجارة وخدم في الجيش العربي المصطفوي وعضو الأتحاد الوطني الاردني الأسبق رحمهم الله تعالى وادخلهم فسيح جناته

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى