صحة

تحذير طبي ..متى يؤدي عمل المرأة إلى العقم؟

التاج الاخباري -الكثير من الدارسات تؤكد على أهمية النوم الثابت لصحتنا العقلية والجسدية. لكن في مجتمعنا الذي يعمل على مدار 24 ساعة، لا يستطيع الجميع الاستفادة من هذه الرفاهية.

أبرزت الأبحاث تأثير العمل بنظام التناوب (Shift Work) على صحة الإنسان، وزيادة مخاطر الإصابة بأنواع معيّنة من السرطان.
جايد لين، مضيفة طيران تبلغ من العمر 33 عامًا من دورست في المملكة المتحدة، عاشت هذا الأمر بشكل مباشر.
عملت جايد كمضيفة طيران لمدة 9 سنوات، ولكنها بدأت تلاحظ تدهور ضحتها عندما بدأت العمل في الرحلات الطويلة.
قالت جايد لمجلة نيوزويك: "لقد بدأت أولا في تتبع دوراتي بسبب مزاجي غير المنتظم، أصبحت دورتي الشهرية غير منتظمة بسبب التقلبات المزاجية".

وأضافت، "بعد أن سافرت في السابق لمسافات قصيرة لم أواجه أيّ مشاكل، لقد ظهرت هذه المشاكل فقط عندما بدأت مستيقظًا أثناء دورة نومي العادية، والطيران عبر مناطق زمنية مختلفة".
لا تعاني جايد وحدها هذا الأمر، بل إنّ العديد من زميلاتها تحدثن بصراحة عن تأثير الطيران على دوراتهم الشهرية وخصوبتهنّ.
في عام 2014، بدأت جايد وشريكها في محاولة إنجاب طفلهما الأول، عندها أدركت مدى المشكلة.
قالت: "لم يكن لدينا ابنتنا حتى آخر يوم من عام 2017". "عندما قيل لنا لأول مرة إنني سأحتاج إلى التلقيح الاصطناعي شعرت بالعار. كما لو أنّ جسدي لا يعمل بشكل صحيح".
لم تجد جايد أيّ تاريخ من مشاكل العقم في عائلتها، وكان أطباؤها في حيرة من أمرهم بشأن سبب وضعها.
العقم عند النساء

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني ما يقرب من 1 من كل 6 بالغين في جميع أنحاء العالم العقم.
يمكن أن يحدث العقم عند النساء بسبب مجموعة من الحالات البيولوجية، بما في ذلك تكيّس المبايض (PCOS)، وعدم التوازن الهرموني، وانسداد قناتي فالوب، واضطرابات الرحم.
ومع ذلك، يمكن أن تتأثر الخصوبة أيضًا بنمط الحياة والعوامل البيئية، بما في ذلك التمرين المفرط، وفقدان الوزن الشديد أو اكتسابه، والضغط العاطفي، والتدخين، وقلة النوم.
قالت الباحثة في معهد علم الأعصاب الخلوي مارين سيمونوكس لمجلة نيوزويك: "من الثابت أنّ اضطراب الساعات البيولوجية له تأثير سلبي على الصحة.
فالتغيّر في التعرض للضوء وقلة النوم بسبب العمل بالتناوب، يرتبط بزيادة مخاطر أمراض التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات، واضطرابات الوظيفة الإنجابية، [مثل] عدم انتظام دورات الحيض المبيض، وزيادة خطر الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، وانخفاض إنتاج البويضات الناضجة، وانخفاض الخصوبة، وبدء انقطاع الطمث المبكّر".
تعمل أجسامنا في سلسلة من الدورات التي تحركها داخليًا، والتي ترتفع وتنخفض على مدار 24 ساعة في اليوم. تنظم هذه العمليات الإيقاعية عملية الهضم واليقظة، ودرجة حرارة الجسم ومجموعة من الوظائف البيولوجية الأخرى التي تتقلب طوال النهار والليل.
قالت سيمونوكس: "يتم تنظيم جميع الوظائف والسلوكيات الفسيولوجية تقريبًا بواسطة الساعات البيولوجية، دورة النوم والاستيقاظ، وإفراز الهرمونات، ودرجة حرارة الجسم الأساسية". 
يتم الحفاظ على تزامن دوراتنا اليومية من خلال ساعة رئيسية موجودة في الدماغ، والتي يتم إعادة ضبطها كل صباح بواسطة ضوء الشمس، وفقًا للمعهد الوطني للعلوم الطبية العامة.
في دراسة حديثة، عرّضت سيمونوكس الفئران لتغييرات تشبه العمل بالمناوبة، في غضون 4 أسابيع فقط، اختفت الزيادات الهرمونية المسؤولة عن الإباضة إلى حد كبير، ما قلل الخصوبة في فئران الدراسة.
وقالت سيمونوكس: "يُظهر بحثنا أنّ 4 أسابيع من التعرض للعمل بالمناومة، يضعف انتقال المعلومات الضوئية من الساعة البيولوجية الرئيسية إلى الخلايا العصبية كيسبيبتين، والمعروف أنها تحرك توقيت زيادة هرمون اللوتنة قبل التبويض".
وتابعت: "بالطبع، من المهم توخي الحذر في ترجمة بيانات الدراسات على الحيوانات، إلى التطبيقات السريرية المحتملة. ومع ذلك في ما يتعلق بالجهاز التناسلي، فإنّ العديد من الجوانب متشابهة بين النساء والفئران. تعرض إناث الفئران لدورة يمكن مقارنتها بالدورة الشهرية، على الرغم من أنها لا تستغرق سوى 4 إلى 5 أيام".
تأثير العمل على خصوبة الرجل
من المهم أن نلاحظ هنا أنّ العمل بنظام المناوبة، لا يؤثر فقط على خصوبة المرأة، يمكن أن يؤثر اضطراب الساعة البيولوجية أيضًا على الوظيفة الإنجابية للرجال على سبيل المثال، ضعف الانتصاب، وتدهور معايير جودة الحيوانات المنوية، ما يؤدي إلى انخفاض الخصوبة.
وكالات
يعتمد مدى تأثير العمل بنظام المناوبة على الصحة الإنجابية، على مدى اضطراب الساعة البيولوجية. 
ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الآليات الكامنة وراء هذه الآثار، والتحقيق في العلاجات المحتملة لأولئك الذين يعانون تأثيراتها السلبية.
عند سماعها عن الدراسة، قالت جايد إنها لم تتفاجأ من نتائجها، وأكدت لنيوزويك أنها تعرف أنّ الطيران يؤثر على صحتها الإنجابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى