مقالات

“عباءة الحسين تُخفي الإرث في جوفها”

التاج الإخباري

كتبت لين عطيات

ما رأينا أحداً بقلوبنا كما نرى الفرد حين المواقف ،ففي المواقف يتجرد الإنسان من كل شيء إلا سجيته وأصله، هنا فقط من قلب كل موقف ندرك جميعا حقيقة الفرد الذي أمامنا كما نرى كل يوم سيدنا الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله متأصلا بكرمه وجوده حتى دون المواقف تراها بفطرة من نظرة و كلمة، فالكلام أحياناً فاضح والنظرة فاضحة أكثر، فحين يتحدث سيدنا تظهر الحكمة والطيبة والغراس الحسنة بين اقاعات معاني حديثه مجيباً لنداء دوماً وملتفا حول كل يد تتجه نحوه بالخير وغيرها ضاما إياها لا عجيب في ذلك، فهذه طباع رأيناها في أبيه الحسين ،فسيدنا الملك عبد الله ورث عن أبيه النفس الطيبة ،وروحه الكريمة و قلبه الحسن، وهذا هو الإرث الحقيقي الذي خلده ،فبقاء هذه الصفات على رأس وطننا يعني أن الوطن بخير ،فالوطن بطيب الأصل يُبنى كما بناه الملك الحسين رحمه الله ،وكما يعمل على تعزيزه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، فإننا نراه دائماً كما رأيناه اليوم حين عفا جلالته عن البعض في مثال التسامح الذي لا نراه كثيرا ،وحين أنصف سيدة ما كان لها سوى الله إلا أنه سخر لها سيدنا كما سُخر سيدنا بطيب أصله للكثيرين .


إن المواقف لا يمكن أن تنسى، وإن تعمد البعض اخفائها فلا يمكن لنفوس الكريمة أن تنساها ،فالتاريخ أيضاً لا ينسى العظماء .
تكاثفت المشاهد الأخيرة في الساحات ومن مواقع حقت للجميع ،ولكن لا حق لمن هم لا يعلمون مسيرة المعزز المستمرة بإذن الله و بحفظه ،ومن لم ينظروا إلى كفه التي لم تكف يوماً عن أيدي أحد في السلام .


درس اليوم كدرس أي يوم فدروس النبل ليست نادرة بل محيطة لا يُشعر بها إلا في وقتها  ،ومع الوقت سندرك أكثر بأننا بايعنا سيداً نادراً بلذة قطع السكر التي تحلي فاهنا كما يحلي جلالته هذا الوطن .

دام سيد البلاد أبياً لا يأبه لشيء ،ومتيناً جداً كالسيف .


ومن وطن شحيح الموارد محاطاً بشعل ملتهبة وجد سيدٌ حافظ على حشائش فؤاد هذا الوطن بعبائته الجليلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى