مقالات

هل سيسقط النظام الهاشمي الأردني!؟

التاج الإخباري -بقلم المستشار : محمد الملكاوي

خرج علينا صهيوني خائن يحمل الجنسية الأردنية من لندن وتحدث أمس الأول في فيديو باسم الأردنيين من العقبة إلى الهضبة، ومن (عقربا) جارة اليرموك إلى (كثربا) المحاذية للبحر الميت على حدود فلسطين، ويطالبنا بالخروج إلى الشارع لإسقاط النظام الملكي الهاشمي، لا بل إنه يأمرنا بكل ثقة بعد أن احتسى كأساً من الويسكي البريطاني بأن نصدع لأوامره وأن نقوم بإسقاط النظام واستعادة الأردن من الهاشميين الغاصبين، محذراً كل أردني يحب الأردن والملك والهاشميين، ويعشق ملكا وقريقرة وفينان وصبحا وصبحية وأم قيس والديسة والجفر وأم الجدايل، ولا يمتثل لأوامره باتهامهم بالخيانة العظمي، وهذا يعني إعدامه بالرصاص الحي أمام الجميع.

وفي ذات الوقت يخرج علينا أردنيون عاقون وعصاة وخونة للوطن، يعيشون في رغد العيش في عواصم ومدن عالمية فارهة وجنسيات مرموقة ويطالبون أبناء الأردن أيضاً بالخروج للشارع والتظاهر والاحتجاج حتى لو تطلب الأمر التضحية بأرواحهم ودمائهم وأجسادهم لأجل إسقاط النظام الهاشمي، وكأن الأردن هو مجرد حارة (كل من إيده إله)، وليست دولة مؤسسات وقانون، لا بل إنهم يتعاملون مع الشعب بغباء واستغباء، دون أن يدركوا أنه هذا الشعب عمره مئات الآف السنوات التي يرتبط بجذوره بأجدادنا الأنباط، وأن الذين نحتوا البتراء في الصخر أورثونا أيضاً صلابة وقساوة صخور جبال وادي رم والكفارات وجبال الشراة في رؤوسنا عندما يتعلق الأمر بالوطن وأمن الوطن والولاء للقيادة والانتماء للشعب الأردني الأصيل.

والمصيبة أن هذا الصهيوني الخائن الذي لا أصل مشرّف له يعوّل كثيراً في إسقاط النظام الهاشمي على أبناء معان والكرك والطفيلة وإربد ومأدبا وسائر المحافظات والمدن والقرى الأردنية، وأبناء قبائل بني صخر والحويطات والعدوان والعبابيد وبني حسن والدعجة وبني خال والقضاة والقاضي وكل القبائل الأردنية، وعشائر الملكاوية والعبيدات والروسان والنسور والمجالي والكريشان والكباريتي والمومنية والقضاة والطراونة والمعايطة والشبيلات وغيرها من العشائر الأردنية، والحدادين وبني معروف والدروز والشيشان والشركس والدبابنة والهلسة والربضية والأرمن والمصاروة والعراقيين واللاجئين السوريين والليبيين، وحتى أنه يريد من المخيمات الفلسطينية والمساجد والكنائس في الأردن أن تهب هبة رجل واحد وتشارك في استعادة حرية الأردن المسلوبة حتى نهيئ له كرسي السلطة، ليأتينا منتصراً، ويحكمنا ونؤدي له الولاء والطاعة ونقبّل يديه وحذائيه لأنه حررنا من الظلم والطغيان.

فيما يعوّل العاقون والعصاة وخونة الوطن أيضاً على الشعب الأردني بأن يحوّل وطنه الأردن إلى شامٍ يستبيحها العالم، وأكثر من نصف شعبها بين مهاجر ونازح عدا عن الذين قتلوا وجرحوا في الحرب، وعراقٍ مكلوم نسي حضارة بابل وما بين النهرين وقتلوه باسم السنة والشيعة والإرهاب وخسر ما يزيد على المليون عراقي منذ غزو العراق للكويت عام 1990، ويمن لم يعد سعيداً بعد أن فتك فيه الحوثيون والحرب الأهلية، وليبيا مدمرة لم تعد تعرف بوصلتها، ولبنان الأسير لإيران وولاية الفقيه رغم مارونيته.

الخلل يا ساده ليس في الصهيوني الخائن، ولا في شلة العاقين والعصاة والخونة فقط، بل إن الخلل في صمت الأردنيين عن مواجهة الحق والحقيقة.

ومن هنا يحق لي أن أسأل: كيف يسمح الدستور الأردني والقوانين والحكومة وكل الأجهزة الأمنية وغير الأمنية للصهيوني الأفاك الأشر أن يتحدث من لندن عن إسقاط النظام الأردني علناً وهو يحمل الجنسية الأردنية، فيما يضع يده بيد دولة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وبالتحديد اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يريد أن يجعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين.

ألا يحق لنا أن ندافع عن أردنيتنا وعن وطننا وعن قيادتنا الهاشمية، وعن كرامة الشهداء الأردنيين الذي ارتقوا إلى جنان النعيم بإذن الله دفاعاً عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيستي القيامة والمهد وعن كل شبر من أرض فلسطين من البحر إلى النهر!!!؟؟؟

ألا يحق لنا أن ندافع بأصواتنا وأقلامنا وكل السبل المتاحة لدينا وأن ننتصر للأردن وللقيادة والنظام والشعب الأردني، ضد الصهيوني الخائن وضد كل من هم على شاكلته من تجار السوشيال ميديا (الدونكيشوتيون) الذين يتاجرون بالأردن، ويريدون تدمير الوطن خدمة لغبائهم ولأجندات أعداء الأردن والحاقدين والحاسدين والطامعين أن يسرقوا منا الأردن.

الأردن يا سادة ليس المدينة الفاضلة كما صورها أفلاطون، فهناك خطايا وأخطاء ترتكب فيه ويجب أن يتم إصلاحها، علاوة على محاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين والمفسدين واستعادة الأموال التي سرقوها، ولكنه في النهاية هو وطن كل الأردنيين، بكل ألوانهم وأعراقهم وطوائفهم، ويجب أن لا نسمح لأعداء الداخل قبل الخارج بتدمير الوطن، ومعهم أيضاً الطابور الخامس الذي يسرح ويمرح بيننا على هواه.

المتصهينون والخونة والعصاة والعاقون لا مكان لهم في الأردن، لأن الأردن لا يقبل بالقسمة إلا على الأردن فقط … والنظام الهاشمي الأردني لن يسقط بعون الله، لأن المؤامرات التي حيكت في الظلام ضد الأردن والأردنيين وضد الهاشميين على مدى مئة عام فشلت، وستفشل أيضاً إن شاء في المئوية الثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى