غنيمات : مراوغ كذاب ، ذكي وباطني
التاج الاخباري – جمانة غنيمات – لم يعد تصفح الفيس بوك يجلب الفرح، وصارت الحسابات تعج بالحزن والموت تلو الموت.
ألم يكتف هذا الفيروس اللعين من خطف الأرواح ، ألم يشبع بعد من الموت، ومن رائحته وآلامه؟ ألم يكتف من خسائرنا بعد، رغم أنها كثير كبيرة؟!
يبدو أنه لم ينهي مهمته بعد، اذ ما يزال يتلذذ بأوجاع البشر، فبرغم الرعب الكبير ، ورغم الفقد المؤلم الذي يداهمنا بسببه كل يوم، فما يزال عنده كثير من الثأر والطمع باختطاف أحبة وأخوة وأصدقاء.
مراوغ كذاب، ذكي وباطني، يأتينا بغفلة منا يكسر الباب يدخل دون استئذان معلنا الحرب علينا، يداهم أيامنا وأحلامنا ومستقبلنا، ويقض مضاجعنا.
من منا لم يرتعد خوفا على احبته واصدقائه، من منا لم يذقه الفيروس القاسي واللئيم طعم الخوف والقلق.
دعونا نعترف أن الغرور أصابه حتى أضحى يظن أنه انتصر، وبتنا نحن نظن أن الانتصار عليه مستحيل، فكل ما أوتينا من علم ما يزال يتحزر ويتيه في أسرار فيروس لا نراه بأعيننا المجردة.
لم يكتف بأن باعد بين الأحبة، وحرم أما من ابنائها، وجد من أحفاده، بل ما يزال يتطلع إلينا بوجهه الاسود معلنا انه مهمته القذرة لم تنته بعد.
أنه زمن الوباء، زمن موت يخيم علينا، ويذكرنا بما مضى من أعمارنا وكيف أفنيناها. ويذكرنا أيضا بأن الارض بكل ما عليها لنا وأننا سننتصر يوما ما على هذا المسخ، وستعود ايامنا كما كانت، فرح وأمل.
المهم أن نتذكر يوم أن ننتصر، أن نطلب العفو من أمنا الارض على كل ما أخطأنا بحقها، لنستعيد قليل من انسانيتنا التي فقدنا في غفلة منا.
