القرعان يكتب… تاريخ الاردن كما يجب أن يكون.

التاج الإخباري – بقلم احمد خليل القرعان
التاريخ ليس قراءة سطرين عن الرومان أو المغول لندخل بهم قاعة الامتحان وتنتهي القصة، وانما هو البحث عن أشخاص سطروا مواقف عز ورجولة لنعيش.
فالتاريخ كما يجب أن يكون ، هو معرفة لماذا صرخ الملازم أول خضر شكري في معركة الكرامة وطلب من المدفعية الأردني أن تقصف موقعه ليموت ،رغم أنه كان بالإمكان الاستسلام للصهاينة والعودة للعيش من جديد؟.
التاريخ كما يجب أن يكون ، هو معرفة لماذا رفض حابس المجالي قائد الجيش عام ١٩٧٠ بايلول الابيض أن يتزحزح من غرفة القيادة رغم معرفته بأن الفدائيين احرقوا بيته واطفاله به؟.
التاريخ كما يجب أن يكون ، هو معرفة لماذا كان أغلب شهداء الجيش الأردني في مقتبل العمر وكانت اعمارهم دون العشرين، وبعضهم لم يتجاوز الثامنة عشر؟.
التاريخ كما يجب أن يكون ، هو معرفة أن الوحدة مع فلسطين كانت خيانة فرضتها علينا خلايا زرعها الانجليز بحكومة شرق الاردن لتمرير مخطط الوطن البديل الذي تم رسمه قبل ٧٠ سنة؟.
التاريخ كما يجب أن يكون ، هو معرفة لماذا يرفض اغلب اخوتنا الفلسطينيون المتأردنون إعلان اردنيتهم رغم وجودهم في ارضنا منذ أكثر من ٧٠ سنة؟.
التاريخ كما يجب أن يكون ، هو معرفة أن الملك حسين لم يكن عميلاً او خائناً في يوم من الايام كما وصفه أصحاب القضية ، وانما كان فارساً شجاعاً استطاع تثبيت أركان الدولة عسكرياً وامنياً واقتصاداً رغم الصعوبات والتحديات، وايجاد حدودا برية للأردن معترف بها دوليا لأول مرة بالتاريخ ؟.
التاريخ كما يجب أن يكون ، هو معرفة أن الملك حسين رفض المشاركة بحرب ال٧٣ لانه عرف بأن المخطط القذر لتلك الحرب كان يستهدف الاردن، لأن زعيما مصر وسوريا قررا اشعال الحرب دون إبلاغ الاردن إلا قبل ساعة الصفر بدقائق ، وهنا ظهرت حنكة الملك حسين التي يجهلها اغلب ألاردنيين والعرب، فجنب حدودنا البالغ طولها أكثر من ٤٠٠ كيلوا خطر الاجتياح، رغم مشاركته في حماية دمشق من خطر الاحتلال بقيادة خالد هجهجوج المجالي رحمه الله قائد لواء أربعين المدرع؟.
التاريخ كما يجب أن يكون ليس حدثاً من احداث مسلسل (عباس الابيض في اليوم الاسود ) ٢٠٠٤بطولة يحيى الفخراني ، وانما هو معرفة لماذا مات الشهداء وجرح الابطال ليعيش الأردنيون بكرامة؟.