تمدد الصراع في غزة الى عدة جبهات في الشرق الاوسط
التاج الإخباري – بقلم: كريستين حنا خليل نصر
ان الصراعات والازمات في منطقتنا الملتهبة تظهر وجود أرضية ساخنة، ستؤدي الى فتح جبهات أخرى في المناطق التي يتواجد فيها الفريق الذي يذهب الكثير من السياسيين والمحللين الى تسميتهم بوكلاء إيران ويدها العاملة على توسيع نفوذها في منطقة الشرق الاوسط .
ولا يخفى على أحد أن عيون الكثير من القوى العالمية تحدق بحذر تجاه جبهة الشمال الفلسطيني المحتل وتحديداً نحو حزب الله، ممن يحلو للبعض اعلاميا وسياسيا وصفهم بما في ذلك الدبلوماسية الاسرائيلية والامريكية بوكلاء إيران في الجنوب اللبناني، والسؤال المطروح على سبيل الاستنتاج والتحليل ، هل وكلاء إيران في الجنوب اللبناني سيخوضون حرباً بذريعة نصرة غزة، أم أنها في حقيقتها اشتباكات لزيادة النفوذ في الداخل اللبناني الذي بات يعاني بوضوح من الانهاك الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي جعل سياستها ضعيفة لا تملك مستلزمات القرار السيادي المستقل، ولا حتى سيادة أمنية عسكرية مطلقة مما قاد لبنان التي كانت تعرف بباريس الشرق إلى الهاوية، فضلا عن احتمالية وقوعها دون ارادتها في حرب تؤدي الى تدميرها .
وبنفس الاتجاه نلاحظ ملامح تمدد الصراع في العراق الشقيق ، حيت تقوم بعض المجموعات التي يلمح البعض أنها من المليشيات التابعة للتوجيهات الايرانية باستهداف قواعد أمريكية ليس في العمق العراقي فحسب، بل وفي الاراضي السورية ايضا، مما دفع الولايات المتحدة الامريكية للقيام بعدة اجراءات تتمثل بارسال البوارج الحربية ونشر انظمة الدفاع الجوي الصاروخي، خاصة بعد ما قيل انه هجمات صاروخية على السفن الامريكية في البحر الاحمر، وعلى الساحة العراقية تتبلور حالة او ازمة الوكلاء في ظل الصراع بين الجيش العراقي من جهة وقوات البرزاني من جهة أخرى، وفي الشمال العراقي ايضا الاصطدامات بين القوات الكردية في اربيل وقوات البشمركة، وهذه الدوامة المعقدة والمتداخلة في العلاقات الداخلية في العراق لم يعد سراً التدخل الايراني غير المباشر بها.
وعلى الصعيد الوطني فعلى الحدود الشمالية للملكة الاردنية الهاشمية، اصبح من الواضح بروز تحديات جدية تستلزم الوقوف في وجهها والقضاء عليها، ومن ذلك الحرب على تهريب المخدرات وتجارة الكيبتاغون، هذه التجارة التي اصبحت ملحوظة بعد اندلاع الصراع في سوريا ودخول العديد من المليشيات التي تمتهن تجارة المخدرات، واليوم وبسبب الحرب الاسرائيلية على غزة ، نلمح ما يمكن تسميته بتمدد للمليشيات والجماعات الموالية لايران وبحسب الكثير من المراقبين على الحدود الاردنية العراقية والتي تتجمع وتتظاهر تحت ذريعة نصرة اهل غزة، علما بأن الطريق لنصرتها هو عبر الاراضي السورية وليس الاردنية، خاصة مع وجود توافق بين الميليشيات المسيطرة في سوريا وبين الجماعات التي تلوح برغبتها بنصرة غزة .
إن الاستعراض السريع السابق لطبوغرافية الصراع والتحديات في المنطقة يظهر بوضوح وللأسف أن النتيجه الحاصلة من التدخلات و الاطماع الخارجية في وطننا العربي، أدى الى تصنيف الشرق الاوسط في وقتنا الحالي ، ضمن اكثر الدول التي تنتشر فيها العنصريات المتعددة سواء القومية أو الدينية أو المذهبية، لذا فان السؤال المشروع هو الى متى ستبقى منطقتنا تعاني من هذه الدوامة، في وقت عصيب يتطلب منا في المشرق نبذ العنصرية والكراهية العنصرية، وبناء العلاقات على المصلحة الوطنية الانسانية بعيداً عن سياسة الالقاء بالاخرين وبالوكالة في معاناة وانحدار.
لقد آن الاوان ومن حقنا ان نعيش في الشرق الاوسط بسلام في مناخ تطبق فيه الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني وما خلصت له اتفاقية جنيف ولاهاي وغيرها من الاتفاقيات المعنية بالامن والسلام الانساني، فما احوجنا أن نستبدل مظاهر العنصرية والبغضاء بالولاء الوطني المطلق لكل دولة عربية مترجمين ذلك بوحدة وطنية و مواطنة حقيقية والمنسجمة بالطبع مع المصالح القومية والعالمية، لذا اعتقد بحق انه حان الوقت للنهوض في بلداننا في الشرق الاوسط.