مقالات

رسالتي إلى رئيس الحكومة القادم،،،،

التاج الإخباري – خليل النظامي

رسالة اكتبها بقلم حبر جاف، أتعبني في خط كلماتي إليك، لما يعانيه من كبت وقهر لم يعهده طيلة وجوده في مكتبي العتيق المركون في زاوية غرفتي التي أصبحت معتمة لا روح فيها ويلفها السكون بصمت قاتل.

يخاطبك قلمي يا دولة الرئيس بنبرة حزن وألم على ذلك المسن الهرم، وتلك العجوز الطيبة، ويصف لك حال طالب العلم المقهور، ويحدثك عن متعطل مكبوت، ويروي لك قصة طلبة المدارس الحالمون، ومأساة المريض المركون في أروقة المستشفيات،، خذ عني يا دولة الرئيس،،،

نحن جذور لهذه الأرض، ولسنا قشور، ونحن منتجين ولسنا مستهلكين، ونحن بناء ولسنا هدام، ونحن أهل علم ولسنا أهل جهاله، ونحن أهل صبر لا أهل جزع، ونحن أهل جبروت لا أهل ضعف، ونحن أهل كرم لا أهل بخل، ونحن أهل شجاعة لا أهل جبن، ونحن أهل مروءة لا أهل لؤم، ونحن كروم العنب والزيتون، ونحن سهول القمح وجبال الصنوبر، ونحن قلاع شامخة لا أطلال مردومة، فماذا ينقصنا ،،،،!!!!!!؟

دعني أصف لك شيئا مما نحن عليه،،، عساكرنا بواسل، وجنودنا من جبابرة الكوكب، واطباءنا من خيرة الخيرة، ومهندسونا افضل من صمم وبنى، ومعلمونا افضل من درس وعلم، ومحامونا اهل للحق، وقضاتنا اهل للعداله، وصحفيونا اهل للنزاهة، وجامعاتنا مليئة بكفاءات نفاخر بها الدنيا، والحرفيون والصناع لدينا كـ خلايا نحل تأبى الا ان تعيش، ومزارعونا البياض في جباههم، وبدونا صناديد جبابرة، وشرقينا كـ غربينا شبكة لا يمكن اختراقها، ومسلمنا كـ مسيحنا جبل من صوان لا يمكن اضعافه،،، فــ ماذا ينقصنا،،،،!!!؟

يقولون في الأروقة المغلقة،،،، دخلاء فتتونا، ومتآمرين اضعفونا، ومستثمرين ارهقونا، وناهبين سرقونا، وغادرين خانونا، ومستوردين افقروا ارضنا، ودهاقين لوثوا ابناءنا، وجواسيس ارعبونا، وسماسرة السياسة توهونا، وعرابة الاعلام يسرحون ويمرحون، وسهام الخارج تصالحت مع طعنات غدر الداخل،،،، فهل قولهم بصحيح،،،!!!؟ هل اخبروك عن ما اصبحت عليه احلامنا ،،،،؟

اتعلم يا دولة الرئيس أن حدود أحلامنا اصبحت لا تتجاوز بيت آمن يسكنه، وزوجة صالحة تشاركه، وابناء طيبون مطيعون، ومركبة تقلهم، وفسحة تريحهم، وفرصة عمل كريمة، ورزق حلال، وكسب مشروع، وتعليم معتدل، وجامع وكنيسة يتعبدون فيها، ومشفى صغير يطببهم، وشارع معبد يريح اقدامهم، وطعام يكفيهم شر كروشهم، وقلم ومحبرة وورقة،،، فهل هذا كثير ومستحيل،،،!!!؟

تخيل معي يا دولة الرئيس كم نحن بسطاء,,,!!! لا نريد الصعود للقمر، ولا نريد مختبرات ومفاعلات بمليارات الدولارات، ولا نريد مستشفيات كـ كلينك، ولا نريد مدارس كــ إكسفورد، ولا نريد شوارع كشوارع الشانزليزي، ولا نريد العطر الفرنسي، لا حتى البدلة الايطالية، ولا حتى السيجار الكوبي، ولا نبحث عن مناصب ومكاسب ومغانم لسنا أهل لها، ولا نريد عطاءات الملايين ان ترسوا علينا، ولا نريد سموم البنوك التي عششت في عروقنا،،،،

فــ هل رأيت كم نحن بسطاء،،،!!؟ أيرضيك حالنا يا دولة الرئيس,,!!! أيام تجر الأيام، وشهور تتقلب أمامنا وتتحول لفصول، وسنوات تلي السنوات، وما زالت آذاننا تسمع نفس الوعود، وعيوننا لا ترى شيئا على الوجود، وجيوبنا فارغة، وكروشنا أصبحت مخازن للزيت المعتق والخبز الجاف، وعقولنا أصابها المرض، وقلوبنا حزينة ومجروحة، وأجسادنا مهترئة لا دماء تغذيها، وعروقنا يبسه، وجلودنا جافة،، وحلوقنا عطشه، فما أنت فاعل,,,!!!!؟

أسألك بكل جرأة،،،!!! فقد جربنا قبلك المجرب، وقد حلم لنا قبلك الحالم، وقد سيف لنا قبلك المسيب، وقد جبن أمامنا قبلك الجريء، وقد خذلنا قبلك الشجاع، وقد خاننا قبلك المؤتمن، وقد غدر بنا قبلك الأمين، وقد سرقنا قبلك الحريص،,,, فما أنت فاعل لنا يا دولة الرئيس الجديد,,!!!!!!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى