مقالات

العربيات يكتب “قانون الجرائم الإلكترونية” من خارج الصندوق كيف نترجم المشكلات لادوات تطوير ونجاح بالرؤية الملكية السامية

التاج الاخباري -هاشم امين عربيات -حالة طوارئ عظمى ليست بسبب كورونا أو لاقدر الله أزمات وأحداثا كبيرة في الأردن، لا من أجل تشريع قانون الجرائم الإلكترونية…

عذرا يا سادة يا كرام أنا لست قانونيا أو بالسلك القضائي أو خبير تشريعات وقوانين، لكن عنوانا كبيرا بين علامتي اقتباس "قانون الجرائم الإلكترونية"
حسب إحصائيات قضايا جرائم الإلكترونية، أن أغلب القضايا هي "ابتزاز وتهديد ونصب واحتيال وسرقة معلومات واختراقات ومن هذه الشاكلة لأنواع الجريمة، وهي جرائم اعتقد أو تدرج ضمن القضايا الجنائية بغض النظر عن طريقة الجريمة لكن العنوان مشترك بالنهاية، سواء نصب واحتيال وابتزاز وسرقة وتهديد وإلخ، مقارنة مع قانون الجرائم الإلكترونية الذي جسد نصه وتشريعاته على حرية التعبير أو حتى حرية الرأي والتعبير لأي مواطن عن قضايا الرأي العام سواء بالاستياء أو بالرضا، هنا أختلف العنوان وصلب التشريعات عن الأساس لفرض قيود غير مبررة عن التعبير بالرأي العام أو الحديث باي شأن يخص الأردن والوطن والحكومات وهنا تتجسد عبارة من الله دولة حماية لنخبة وشخصيات مرتجفة من آراء المواطنين والتي لو كان الناشر مخطئا في تعبيره بالتأكيد لن يخطئ كل المواطنين في تأكيد الرأي والخطأ أو الخلل الواضح الذي انتقد بمنشور أو من خلال فيديو وبث مباشر…

لا أعتقد أن حجم منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك في الأردن رقم قياسي أو لا يمكن حصره بقدر ما أننا والجميع يعلم بأن كل محافظة لا تتجاوز صفحات عامة فيها عن ٢٠ كحد أعلى وعن ٥ مؤثرين كأشخاص، أي أن ما يعتبر خطر وأمن مجتمعات محصورة وواضحة ومعرفة بالأشخاص يمكن تثبيت أصحاب المنصات وأسمائهم في مركز كل محافظة واستدعاء أي شخص قد أثار فتنة ونعرة وباقي المسميات…

الحديث يطول شرحه، كان الأفضل أن تشرع الجرائم التي أركانها جنائية ضمن تخصص الجنايات ليس جرائم إلكترونية، وحريات التعبير أو الإساءة من خلال المنصات تتوسع ضمن التشريع مع ضوابط متوازنة تعطيك حرية التعبير ضمن حدود الحوار والآراء ولا تسمح لك بالإساءة أو اتهامات دون وجه حق للشخوص أو الحكومات هذا من منحنى قانوني تشريعي…

من منطلق تطوير منظومة سياسية واقتصادية، كان الأجدر من الوزارة المستحدثة بالاتصال الرقمي، أن تجتهد للحظة وتتقدم خطوة مهمة نحو عنوان ملكي واضح بدايته تطوير المنظومة، وأن تعمل على تنظيم جلسات حوار ومنتدى بهذا الشأن يطرح من خلاله إيجابيات وسلبيات وكيف يمكن تطوير المحتوى الإيجابي والحد من السلبية، تنظيم المحتوى لأصحاب المنصات إشراكهم كجزء أساسي في تطوير منظومة الإصلاح السياسي والاقتصادي، جعلهم منابر تعزز الرؤية الملكية بمحتوى مهني معد من مختصين، تطوير مهاراتهم وتعزيزها ليكونوا مع نهضة وتطبيق الرؤية الملكية وترجمة تحديث المنظومة السياسية والاقتصادية من خلال أكبر مؤثر للرأي العام وهي منصات التواصل الاجتماعي، تحديد فئات أصحاب المنصات منهم من هو منشئ للمحتوى ومنهم من هو موثق ومنهم من هو ناشر أو صحفي أو شخصية عامة أو منظمة غير ربحية وإلخ من المسميات والفئات .

أحيانا علاج الخلل يحتاج بعد نظر وتوسعة بالإدراك وتقبل الزمان والوقت والمتغيرات نحن في زمن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي من غير المعقول العجز في احتضان أصحاب المنصات وتعزيزهم وإشراكهم كجزء أساسي في تطوير منظومة متكاملة إصلاحية برؤية ملكية، وصلنا على أبواب الذكاء الاصطناعي أي ثورة ونقلة نوعية أكبر من العالمية، فيها يمكن أن تصنع أي محتوى بالشكل الذي تريد والشخص الذي تريد بصوته وصورته، هنا سيكون القانون الذي يصاغ تشريعه هو مصيدة التسلل ومساحة بتلفيق التهم والمحتوى الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما ينذر بكارثة حقيقة في اغتيال الشخصيات العامة والشخصيات الاجتماعية والاقتصادية وغيرهم، وإذا طبقنا التشريعات المصوغة فإن جميع الأردنيين سيكونون خلف القضبان دون ذنب أو جرم إنما نسب إليهم ما تم تطويره بالذكاء الاصطناعي…

التطوير يعني الرؤية الأفقية والعامودية ويعني الاستدامة ويعني ما مدى التطورات القادمة وثورة التكنولوجيا إلى أين ستصل، الإنجاز ترجمة وكسب هذه الميزات الجديدة في التكنولوجيا الحديثة إلى أدوات تحقق الرؤية وتحقق تطوير منظومة متكاملة من إصلاح سياسي اقتصادي اجتماعي ثقافي سياحي وفي كل المجالات التي تبنى أوطانا وتحتضن أبناء الوطن وتكريسهم بجهودهم وتأثيرهم ليكونوا جزء لا يتجزأ في نقلة نوعية كبيرة وبفترة زمانية قصيرة ترجمت كل منظومة التحديث السياسي والاقتصادي في أقل من عامين بفضل تسخير التكنولوجيا الحديثة لصالح الوطن ونهضته، لا تشريع قانون جديد سيؤدي بنا جميعا بذنب أو دون ذنب إلى القضاء وخلف القضبان إذا ما تصيد أناس واغتالوا الشخصيات بفضل ثورة الذكاء الاصطناعي .. 

الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بدأ رسالته كان في قوم من جاهلية العرب ولكن الرسالة انتشرت وامن الناس بها من خلال لغة التواصل ولغة الحوار ، فكان الخطاب على قدر عقول الناس واحتواء الجاهل والشاعر والفارس والكافر وقتها وكتب الله لها النجاح والإيمان ولكن إرادة الله أتت بعدما كانت هنالك لغة تواصل تتقبل الجميع وتحتوي البعيد ومن هنا صدق الله في محكم كتابه العظيم ، بعد بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم } ) [الرعد:11]

وهنا نحتاج لتغيير نهج وتشريع وقوانين وأصحاب قرار يكونوا قادرين على احتواء الجميع وإيجاد تواصل وحوار ومشاركة للجميع لكي ينهض الوطن ويعزز المجتمع ..

قانونياً بتصنيف الجرائم قد يحتمل الخطأ ولكنها بمنظورها العام والأهم من ذلك هي كيف تكون الرؤيا والحلول من خارج الصندوق وتترجم المشكلات إلى أدوات تطوير ونجاح ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى