مقالات

د.الزعبي يكتب: يسألونك عن السيكولوجية الفطرية للجندرة النيو- أنثوية هل واقع بيولوجي أم اضطراب

التاج الإخباري – بقلم د. موسى الزعبي 

تعارفت البشرية منذ نشأتها على أدوار متكاملة بين الرجل والمرأة وذلك نتيجة التكوين النفسي والبيولوجي للرجل والمرأة وليس الأمر مجرد صدفة و قرعة بين الرجل والمرأة أو لعبة أدوار على مسرح يوناني بل حتمية بيولوجية ونفسية
وبمعنى آخر فإن جنس الإنسان ذكر أو أنثى هو نفسه يساوي الجندر أو ما يسمى النوع الاجتماعي وهو نفسه المحتوى البيولوجي والنفسي 
ولكن النيوأنثويات يزعمون أنه ممكن يكون جنس الإنسان ذكر كأعضاء وهرمونات جنسية ولكن نفسيا يكون أنثى وبالتالي جندره كنوع اجتماعي يكون خنثى وهذه هوية جديدة طبيعية وممكن يكون كوكتيل ومتعدد الهويات أو تتغير هويته مع الوقت من ذكر لأنثى لمحايد لخنثى….!! 
فالإنسان يتكون من جسد ونفس والنفس عبارة عن مجموعة غرائز نفسية مبرمجة فطريا منذ الولادة ومتناغمة مع طبيعة عمل الجسد  والذي يعتبر وعاء لها وبدوره يفرز مجموعةمن الهرمونات المتنوعة حسب غرائز الجهاز النفسي… ولتبسيط ذلك فإننا نشبه الإنسان بجهاز حاسوب فهيكل الحاسوب المادي يشبه بدن الإنسان والنظام البرمجي المتنوع بالحاسوب يشبه الغرائز النفسية أم الروح فهي تشبه ذلك التيار الكهربائي الذي وظيفته فقط جعل الحاسوب يعمل وبانقطاعه يتوقف عن العمل ويموت الإنسان فالروح أمر لم يعرف العلم الحديث حتى الآن ماهيتها وجوهرها! 
وسنفصل بمفهوم الرجل والمرأة وغرائزهم ومحاولة خصيهم نفسيا منذ منتصف القرن الماضي
فكلا الرجل والمرأة يتكونون من مجموعة غرائز ترابية وغرائز قيمية وغرائز معرفية يتشابه الرجل والمرأة تقريبا بالغرائز المعرفية والقيمية فهي عبارة عن منظومة من القيم الفطرية الخلقية والمعرفية غايتها الاستدلال النظري المعرفي والاستدلال الخلقي فهي بمثابة نجدين ترشدان الإنسان للحقيقة وفعل الخير لتحقيق السواء النفسي 
بينما الغرائز الترابية أو البدائية فهي تتمايز بين الرجل والمرأة نفسيا ويتبع ذلك التمايز تمايزا بيولوجيا وجسديا هذا التمايز هو تمايز تكامل لا تمايز تضاد وتنافر وهو حتمية بيولوجية لأن الجنين البشري هو نتاج لقاح بويضة الأنثى ونطفة الرجل فكلا المرأة والرجل يحملون صفات الثاني للتعارف بينهم بيولوجيا ونفسيا ويشبه الأمر القفل والمفتاح أو الشفرة وكودها 
فالمرأة لديها غريزة الأنوثة ويقابلها غريزة الذكورة عند الرجل وكذلك غريزة الأمومةويقابلها غريزة الأبوة عند الذكر
سنتكلم بشيء من التفصيل عن غريزة الأنوثة والذكورة وتناغمهم وتكاملهم نفسيا وبيولوجيا 
فالمرأة أخذت دورها التاريخي والاجتماعي والأسري نتيجة البرمجة الفطرية الأولية التي تولد مزودة بها غريزة الأنوثة عند المرأة حيث تعطي الصفات الأنثوية للمرأة من حيث حب التزين والتجمل وأن تكون منظورة لا ناظرة مطلوبة لا طالبة فالرجال يقرعون بابها يطلبونها ويحاولون نيل أعجابها والزواج منها منذ الأزل وغيرها من صفات أنثوية معروفة لدى الجميع هذه الصفات النفسية تتناغم بيولوجيا مع الهرمونات الأنثوية التي تعطي المرأة صفاتها الجسدية المعروفة والتي تميزها عن الرجل وطالما المرأة تناغمت مع حقيقتها الأنثوية النفسية والبيولوجية حققت السواء النفسي وأي تحدي لطبيعتها يولد عندها عدم سواء نفسي بالمقابل تكون غريزة الذكورة النفسية والبيولوجية عندها شبه ضامرة حيث تكون الهرمونات الذكورية قليلة بالأنثى  والأمر متشابه بغريزة الذكورة عند الذكر والتي تكون مبرمجة من الولادة فطريا على إعطاء الذكر صفاته النفسية والجسدية والبيولوجية المتعارف عليها 
ولكن دعاة الجندرة أوالنيو أنثوية ومنذ منتصف القرن الماضي  حاولوا التمرد على هذه الأمور البدهية والفطرية ومعروفة لكل عاقل وسوي نفسيا كحال أحد علماء الداروينية  عندما كتب على قميصه واحد زائد واحد يساوي ثلاثة وليس اثنين ظنا منه أنه يستطيع يعيد تشكيل وعينا الإنساني ! 
وهؤلاء الجندريون  يميزون بين مفهوم الجنس بيولوجيا ومفهوما اجتماعيا ونفسيا وأن الرجل يستمد رجولته والمرأة تستمد أنوثتها من طبيعة التربية الأسرية والاجتماعية والتنشأة وهذا ما يسمى الجندرة أو النوع الاجتماعي وليس الأمر مرهون بطبيعة المرأة البيولوجية أي يمكن يكون الشخص رجلا جسديا ولكنه أنثى نفسيا ! 
ومقولتهم المشهورة هي( أني أصبح أنثى وليس ألد أنثى)  
ربما شيء من هذه الدعوات لها ما يبررها اجتماعيا وتاريخيا بالمجتمعات الغربية نتيجة الظلم الذي وقع على المرأة واعتبارها خادمة للرجل وأن الذكر هو سيدها وهي مجرد أجيرة ببيته أم الذكر فهو المقدس والمركزي بالحياة وهو صاحب القيم والمكانة الاجتماعية حتى ما يسمى الثورة الفرنسية كانت ثورة ذكورية فقد أهملت المرأة ومنعتها من الانتخاب والترشح للمناصب السياسية حتى لما بعد الحرب العالمية الثانية! 
السيرة الشخصية لدعاة الجندرة مثقفات وطموحات يسعين لتكسير سلطة الذكر التقليدية عليهن وأخذ مكانتهن بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولكن من حيث يدرين ولا يدرين فإنهن قدسن فحولة الرجل بالسعي للتشبه به وبنفس الوقت شيطنن أي قيم عليا ولصقها بالذكر بذريعة أنها قيم ذكورية والأخطر من ذلك أنه جميع أو جل منظرات الجندرة الأوائل  شاذات جنسيا وتم فصلهن من عملهن نتيجة الممارسات اللأخلاقية مع نفس جنسهن بحجة عدم احتكار الرجل للتمتع بالأنثى!  وتعرضن هؤلاء بالبداية للتنمر والهجوم من نخب المجتمع  ولكن بعد عقود أصبح فكرهن المنحرف هو القاعدة أو ما يسمى الجنس الثاني فالموجة الحديثة من الجندرة أو النيو أنثوية بدأت تطالب الرجل بالحمل الصناعي وغسل الصحون والرضاعة والأمومة ورعاية الأطفال والحقيقية  هو محاولة منخرفة نفسية لتدمير وتفكيك الأسرة الملجأ الآمن الأخير للرجل والمرأة لسهولة السيطرة عليهم  فكان نتاج ذلك الأسر أحادية الوالدين أو الأب الغائب ومزيد من تدمير المرأة نفسيا حيث أصبحت تعمل خارج وداخل البيت بما يسمى باليوم المزدوج وكذلك تدمير الرجل الذي بدأ يخلع منه مقومات الأبوة  وأصبح يشيطن وأنه ضد المرأة إذا طالب بحقه بالأبوة فولد جيل مجندر خنيث متعدد الهويات بين ذكر وأنثى وحيادي وغيره ولجأ الذكور للتمتع ببعضهم نتيجة وحشية النيو أنثوية والنسويات وبغض النظر عن أهداف هذه الدعوات وتلفيق الدراسات العلمية الكاذبة عن الأصل البيولوجي لها والذي يشبه النظرية الدرواينية حيث تم تلفيق الدراسات والبحوث الإنسانية ونشر الرسوم الكاذبة عن تطور الإنسان وممارسة إرهاب العلم المؤدلج لعقود وطرد كل عالم يقول الحقيقة حتى أصبحت الداروينية شبه حقيقة علمية وهذا حال الجندرة  فالمهيمنين على المجتمعات و أصحاب الشركات وجدوا ضالتهم وسهولة بهندسة المجتمعات بالسيطرة على الأفراد بعد إفقادهم كل وسائل الحماية الأولية والمتمثلة بالانتماء للخالق والأسرة وجعلهم يبحثون عن الأمان بكبسولات مادية  لفتح  حاجات استهلاكية جديدة والتحكم برأس المال وحركة السوق وإلهاء الأفراد بإشباع غرائزهم الحيوانية وإغراقهم بالوهم وحلقة مفرغة من اللذة وفقد اللذة والقلق ولكن مع انطفاء وهج  هذه الغرائز مع تقدم العمر فإن الجندري يدخل باضطرابات نفسية متنوعة وحالات إدمان وجرائم عنف بحثا عن معنى لحياتهم للتخلص من المعاناة التي يعيشونها بعدما تم تدمير شبابهم وأسرهم بالنيو أنثوية وفقدت غرائزهم الطبيعية وظيفتها بتحقيق السواء النفسي مع الوقت  للتخلص من منغصات الحياة المتنوعة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى