مقالات

الإعلامية المخضرمة آية علقم : عيد الأم

التاج الإخباري – كتبت الإعلامية الزميلة في مجموعة الرايه الإعلامية أيه علقم عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منشوراً لها بمناسبة عيد الأم قالت فيه : 

"عيد الأم 
لا أحب "زينب" في مسرحية العيال كبرت .. ولا أحترم الدور الساذج الذي تقدمه .. كما أرفض ما يقوم به البعض اليوم من تنميط لصورة الأم ووضعها في قالب معين .. قالب التضحية والانكسار والأحزان! 

لا "تضيع" الأم عمرها في تربية أولادها بل تقضي عمرها سعيدة تؤدي أعظم أدوارها رغم كل التعب .. أما دعاء الأمهات فيأتي بعد أخذهن بالأسباب ووقوفهن سدّاً منيعاً لحماية بناتهن وأبنائهن ..  

ويستفزني هذا العبء الذي يلقيه الإعلام على أكتاف المرأة حين يصورها "قصة بطولة" في تربية ابنها ذي الإعاقة دون أن يلتفت إلى أنها تقاتل وحدها محاولة سدّ الفراغ الذي تركته الدولة في العناية بالأشخاص ذوي الإعاقة !

وكم يسوؤني أن يصوروا الأمهات الأرامل والمطلقات وهنّ يكافحن لتربية أبنائهنّ "قصة نجاح" وغض البصر عن تقصير الدولة في توفير مظلة حماية وتمكين حقيقي لهنّ .. وكأن الأم وحدها هي التي تتحمل كل هذه الأعباء ويجب عليها أن تتحدى هذه الظروف من دون مساعدة! 

ولا تعجبني نبرة "الشفقة والحزن" في الحديث عن الأم في عيدها -طبعا باستثناء الذين فقدوا أمهاتهم رحمهنّ الله- فإلى جانب الكثير من التعب والعطاء، هناك الكثير أيضاً من الفرح والفخر والسعادة التي تجلبها "زينة الحياة الدنيا". 

أحترم جميع الأمهات لكنني أفضل تلك التي تربي أبناءها بلا مِنّة! وتسعد في أن تنفق عمرها في سبيلهم! وتستحيل وحشاً كاسراً في حمايتهم من أي شر، وتحرص على أن تبقى قوية أمامهم لتكون قدوتهم في مواجهة الحياة.. تلك التي لا تسمح لقسوة الزمن بأن تترك آثارها عليها، ولا تنسى نفسها في زحمة الأيام .. الأم التي تعلم بأن الأمومة لا تعني الاستسلام والخنوع وليست رديفة لإلغاء الذات وإهمال النفس والتسليم إلى الأمراض المزمنة والهرم!

دور الأم عظيم ولا يأتي على شاكلة واحدة .. فهي ليست فقط سبعينية ربّت وكبّرت واشتعل رأسها شيباً أو عشرينية لا تزال تتلّمس طريقها في التعامل مع رضيعها ذي الشهرين .. تعاني من أمراض مزمنة أو تذهب إلى الجيم كل يوم .. ربّة منزل أم عاملة .. تقلّم أظافرها وتعجن بيديها "الخشنتين" أم تطلي أظافرها باللون الأحمر وتشتري المعجنات الجاهزة من المخبز .. تعددت الأشكال والقلب واحد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى