مقالات

عزاء الملك بالشهيد الدلابيح لمسة دفءٍ بفاجعة فقده .. ونظرة غضب لمن يستهين بدماء الأردنيين

التاج الإخباري – غادة الخولي

لمن المؤكد أنها ليست المرة الأولى التي يرتقي فيها شهيدٌ من جهاز الأمن العام في سبيل الوطن، ويسقي بدمائه الطاهرة ثرى هذا الوطن العزيز، وبكل قطرة من دمه تكن أمناً وسلاماً في اللوذ والدفاع عن المواطنين في شتى السبل أمام المخرب أو الفاسد أو المهرب الذي يعيث بشيطنته مآرب له يوظفها وفق مصالحه ومراده.

واليوم ونحن نودع شهيداً جديداً أبى إلا أن يقف في الميدان بصمود لينزع فتيل الفتنة من أشخاص أرادوا تأجيج الحدث وحرف بوصلته فارتقى الشهيد عبد الرزاق الدلابيح فداءً لكف الأذى عن الوطن .

ويهبّ الملك عبد الله الثاني يرافقه عمه الأمير الحسن كضمادة لجرح قبيلة بني حسن وكل الأردنيين يلثم فقدهم بحضوره، كانت جبر خاطر كبير لهم، وسدّ رمق مصيبتهم بتعازيه والحديث بينهم كان بشتى الأبعاد يتناول فيه الوضع الراهن بالترغيب لهم أن يأخذ بثأرهم والترهيب والوعيد لمن قام بهذه الجريمة العظمى بحق رجالاته. 

غضبة الملك هذه المرة تختلف عن سابقاتها في كارثة مستشفى السلط وأطفال البحر الميت وعمارة اللويبدة وغيرها؛ فالتوقيت يختلف، والمصيبة تشكل أمن وطن بأكمله.
أشار بحديثه إلى وجهاء قبيلة بني حسن بقوله " انا بقدر انه الضروف صعبة والمواطن عنده الحرية يعبر عن رأيه  لكن اللي صار هذا خط احمر  فأي حدا بده يعبر اهلا وسهلا بس يقرب على نشامى الامن العام والقوات المسلحة هذا ‎خط أحمر "، من هنا نرى كم اتسع قلبه لتعبير المواطنين عن غضبهم والسماح لهم بحرية الرأي لكن لا يسمح أن يكون الغضب لاصطياد من يقومون بحراستهم والحفاظ على أمنهم .

كما عزز الملك انتمائه للجيش العربي بقوله " ‏انا الي الشرف بخدمتي بالقوات المسلحة باللي خدمو معي من ‎بني حسن بالدروع والقوات الخاصة هذا اكبر شرف فالحق رح يصير وانا رح اتابع شخصياً الموضوع" لنرى أن قضية قتل الشهيد أصبحت من متابعته شخصياً وتحت مظلة الترقب للقبض على من سوّلت له نفسه ارتكاب هذا الجرم العظيم. 

ليؤكد جلالته على أنه سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويعتدي على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين، وأن الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن وأنه لن يتم السماح بذلك، وأنه لن يقبل التطاول أو الاعتداء على أبناء الاجهزة الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين بأي ذريعة كانت ولأي سبب كان.

فالتعبير عن الظلم أو الفقر والعوز  لا يكون بالتخريب والانتهاك لحرمات الغير وسفك الدماء وتحويل مسار المطالب إلى عملية إيذاء وقتل وتأجيج وإحراق وقطع طرق، فالملك هنا يؤكد الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به المملكة مراعيا حق المواطن في رفضه لكن ليس بخلط الاوراق في السعي لخراب الوطن وسفك دماء حراسها وأمنها .

لقاء الملك اليوم بعزاء الدلابيح وضع الأمور في نصابها ويحمل سمات الخطاب الذي يحتاجه المواطنين كافة بعدما انحرفت رؤية وهدف البعض في تداخلات سودواية كان لها مأرباً لا يمت بأي خير للبلد، 
والحديث الملكي وبرفقته الأمير حسن اليوم مدفوعاً بتجربة أردنية ريادية على صعيد كبير في إدارة الأزمة والتغلب عليها، والتخطيط لمراحل التعافي الاقتصادي، وتحقيق الأمن وردع اي فساد يتسلل بين هذا الوطن وأبنائه.

ولنا من التاريخ أحداث أثبتت أنّ ملوك بني هاشم حملوا شعار الإنسان والوقوف إلى جانبه وحمايته من أي ضائقة والتخفيف من وطأتها وصولاً إلى بر الأمان في أي ضائقة على الوطن .

حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية عزيزاً آمناً  بعيدا عن أي فتنة وشر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى