أخبار الأردناهم الاخبارسياحة و سفر

طيران معلَّق فوق طبيعةٍ آسرة وحُسن الاستخدام ضرورة مُلحة

التاج الإخباري – بقاطرات معلَّقة في الهواء وتعمل بالكهرباء استطاعت مجموعة المناطق الأردنية التنموية وبتوجيهات ورؤية ملكية سامية من توفير المشاهدة الممتعة والسَّاحرة لجزء من طبيعة محافظة عجلون الآسرة والتي تمتد على أكثر من 34 بالمئة من مساحتها.

أيَّام التشريق من عيد الأضحى المبارك، تواجدت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في مشروع تلفريك عجلون، وعاشت التَّجربة التي كانت فريدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بيد أنَّ ما بعث على الأسف بعض من الممارسات التي يقوم بها من ركبوا القاطرات وأصبحوا معلقين في الهواء بعيدًا عن المسؤولين والمنظمين، فقرَّروا القفز والرقص والحركات العشوائية داخل القاكرات والتي قد تشكل خطرًا على سلامتهم بالدرجة الأولى وعلى القاطرة ثانيًا فما هي إلا أداة من صنع البشر وتعتمد بشكل كبير على عنصر التوازن الذي يتطلب الهدوء والجلوس.

كانت البداية في الطريق التي تأخذك إلى محطة التلفريك، فأنت تشاهد غابات عجلون بكل خضرتها وهوائها العليل، وتمر من جانب قلعة الرَّبض أو قلعة عجلون التاريخية الكبيرة، وعند الوصول هناك مواقف للمركبات مخصصة للقادمين لهذه التجربة الغنية والجميلة.

عند المدخل تلفت نظر الزائرين من كل مكان تلك الابتسامات التي يتمتع بها المسؤولين والعاملين بالمحطة، وتتواجد قوات الأمن العام قريبًا من المكان ليزداد الشعور بالأمن والراحة والهدوء، ثمَّ يدخل الجميع إلى شباك التذاكر والتفتيش الأمني على الجهاز حرصًا على السَّلامة العامة، وتنتقل بعدها إلى مكان رحب تستطيع التصوير والجلوس في المكان ثم تدخل لتركب القاطرة المخصصة لك والتي تسع 8 أفراد، ويودعك المسؤول بملاحظات ونصائح ورجاء منه وأمنيات لك بالمتعة.

بدأت القاطرة تتحرك باتجاه الطرف الآخر ولنحو 3 كيلو مترات، الكابينة مزودة بكل أدوات الإتصال لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن أي شيء، وضغطت (بترا) على الجرس لتتأكد من الخدمة وثوان معدودة كان الرَّد يقول: كابينة رقم 22 كيف يمكنني تقديم المساعدة لك، وهنا كان الجواب أن لا وجود لمشكلة مطلقًا فقط رغبنا بشكركم على الاهتمام.

طبيعة عجلون الوعرة والجبلية والجغرافيا المكتظة بأشجار البلوط والملول والسنديان والأشجار المثمرة تستطيع مشاهدتها من أعلى وهذه المتعة كانت غائبة إلا من له حظ بركوب طائرة او شاهدها عبر طائرات الاستطلاع الدرون.

وخلال سير الرحلة، هناك قلعة الربض ولأول مرَّة يشاهد الزائر القلعة بهذا الجمال من أعلى القلعة، ويلتقط لها صورًا جميلة وآسرة، ثم ينتقل النَّظر بك إلى مزارع العنب، ورعاة المواشي فالمنظر من أعلى ملفت وجميل ورائع.

تقترب القاطرات من نهاية اتجاه الذهاب الأول، والرَّاكب هنا يلمس حجم الإتقان والأمان الذي وضع فيها، ووضعت إشارات بعدم العبث في جسم القاطرة، ولم تكتف بالإشارات فقط وضعت بها أمان آخر يصعب على الإنسان العبث به.

عند الوصول يستقبلك الموظفون بالابتسامة وقولهم، الحمد لله على سلامتكم، وهنا يصبح الخيار لك بالعودة مباشرة أو النزول والتجول في المحطة التي من المتوقع أن يكون بها فعاليات ومطاعم، ثم تعود في رحلة العودة، وبنفس الإجراءات الضامنة لرحلة آمنة ومريحة.

في رحلة العودة كان النداء من المسؤولين لعدد من راكبي هذه القاطرات بان يلتزموا بالجلوس وعدم الوقوف أو الحركة أو الفوضى، لكنَّ عددًا غير بسيط كانوا يقومون بتصرفات وسلوكات قد تشكل خطرًا كبيرًا على السَّلامة العامة، فهذه القاطرات معلقة في الهواء ومحكمة الصنع ومكلفة جدًا وبها كل أنواع السلامة العامة، وأنَّ سوء الاستخدام ليس في مصلحة مشروع وطني يبعث على الفخر.

الاستاذ الدكتور ابراهيم مبارك عبد الحافظ كان هو وعائلته في الرحلة، وهذه هي المرة الثانية التي يزور بها تلفريك عجلون خلال أقل من اسبوعين، قال إنَّه ركب في تلفريك أمريكي وتركي وسعودي وحقيقة أنَّ هذا المشروع من أجملهم وبدون مجاملة لأحد، حتى من حيث الكلفة والطبيعة الساحرة في عجلون.

ممارسات غير مسؤولة قد تحتاج إلى التَّعامل بحزم معها صدرت عن عدد من راكبي القاطرات المعلَّقة وهي العبث بالشَّاشات التي تقدم الخدمة لكل الرُّكاب وأداة تواصل معهم، والضَّرب على جسم القاطرة للتأكد من أنَّها لا تسقط، وعبث عدد آخر بفرش أنيق صُمِّم لراحة الرُّكاب، كلها ممارسات فردية تحتاج إلى ضبط للحفاظ على مشروع وصلت كلفته إلى ملايين الدَّنانير.

كانت عجلون جميلة جدًا بطبيعتها وقلعتها وآثارها الخالدة لكنَّ التلفريك زاد من زوايا الرؤية لهذه المدينة الجميلة والفريدة من أعلى ولمدة تتجاوز العشر دقائق، والهواء يدخل ويخرج بشكل منعش ولطيف، بحيث أصبح بالإمكان أن تزداد متعة السياحة في عجلون عبر هذا المشروع الوطني الكبير بحسب عبد الحافظ.

وقبل الافتتاح الرسمي لتلفريك عجلون كان هناك عملية تشغيل أولية  انحصرت على موظفي عدد من الجهات الحكومية والرسمية بما فيها محافظة عجلون، وبلدية عجلون، الدفاع مدني، مديرية سياحة عجلون، والمجموعة الأردنية للمناطق الحرة والمناطق التنموية.

ويبلغ عدد القاطرات العاملة في المشروع  40 قاطرة تمتد على طول 2.5 كيلو متر بين محطة التلفريك الأولى في غابات اشتفينا ومحطة التلفريك الثانية قرب قلعة عجلون، ويبلغ سعر تذكرة الركوب 4 دنانير للأردنيين و8 دنانير لغير الأردنيين، ومدة الرحلة الواحدة 10 دقائق تقريباً.

وبدأ العمل بتنفيذ المشروع نهاية شهر أيار من العام 2020، وسيوفر 700 فرصة عمل على الأقل، حيث تمتدّ المرافق من محطة الانطلاق وتشمل مطعما ومقهى وسوقا تجاريا، وكذلك محطة الوصول التي تشمل سوقا موسميا ومطعما ومقهى، وفق الهميسات.

بترا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى